الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية الدهاشنه بقلم اية محمد

انت في الصفحة 186 من 308 صفحات

موقع أيام نيوز


استلمها للتو فتح الرسالة وخالته مازالت تقف خلفه تضمد رأسه جيدا فتطلعت لشاشة الهاتف لتجد صورة آسر الدهشان مرسلة لشخص مجهول والرسالة المستلمة منه تنص على.. 
علم وينفذ يا باشا هنربيه ونعرفه مقامه وهنبعتلك فيديو مصور وهو بيتروق عليه.. 
شهقت فزعا فتركت ما بيدها ثم صاحت باندفاع 
_انت اتخنقت مع ابن فهد 

نظرته تجاهها كانت اجابة كافية لها فصاحت به 
_اتقطعت ايده... أني مش عارفة انت هتفضل ساكت اكده لحد متى خد بتارنا وبرد نارنا منيهم افضح پتهم النهاردة قبل بكره.. 
ربما الابتسامة شيء اعتيادي لاي شخص ولكن ويحك ان تبسم الشيطان حينها تفزع القلوب وتتخبئ بداخل الصدر خشية مما قد يحدثه خاصة بأن وجعه ليس ملموسا يستهدف المشاعر فيصبح الۏجع في صميم القلب! 
إتبع ابتسامته تلك ردا صريح منه حينما قال 
_متستعجليش بوجعهم يا خالتي الضړبة اللي توجع هتوجع لما تكون في مقټل.... الصبر كل حاجة في وقتها بتبقى أفضل الف مرة من التسرع.. 
جذبت المقعد القريب منه ثم جلست تساله باهتمام 
_كيف وأنت ناوي على الحړب من دلوقت 
لوى شفتيه بتهكم 
_الحرب لسه مبدأتش أنا اللي هبدأها ووقت ما احب.. 
أشارت على الهاتف وهي تردد بدهشة 
_الحرب هتبتدي لما هتقتل ولد الدهشان تفتكر فهد هيقعد ويتفرج عليك وأنت بتقتل ولده اكده! 
بنفس الابتسامة اجابها 
_مين قال اني هقتله انا عايزه عايش للحظة اللي هكسر فيها ابوه قدام الكل عايز اشوف نظرات الغرور والثقة دي هتتحول لأيه وقتها... 
انعقدت حاجبيها وهي تردد بدهشة 
_والله ماني عارفة أنت بتفكر ازاي ولا ناوي على ايه! 
اسند رأسه على المقعد وهو يردف بتسلية 
_استني وهتشوفي.. 
التزمت غرفتها منذ لحظة عودتها تركت المياه تبلل جسدها بملابسها علها تغسل تلك اللحظة المؤثرة كلما تتذكر ما فعلته ترتجف ړعبا كيف استطاعت قټله بتلك البساطة ربما حاجتها للاڼتقام دفعتها لذلك احتضنت رؤى ذاتها وبكت بتأثر بكاء زلزل قلبها الممزق فاتاها صوت مناديا..... صوت يطلبها للاقتراب... صوت حثها بأن الله قريبا منها... اذا ارادت لقائه تهم لرؤياه فمن المؤكد هو من يعلم ما بداخلها من قبل ان تنطق به نهضت عن الأرض ثم أغلقت مياه الدوش وجففت جسدها وخرجت تبحث في خزاناتها عما تتمكن من ارتدائه لتصلي وبالفعل وجدت فستان بأكمام محتشم واسكارف كانت تتزين يه وتضعه على رقبتها ارتدته وحاولت ان تصلي ولكن لم تستطيع بكت باڼهيار حينما تذكرت بأنها طوال سنواتها لم تحاول مرة واحدة الاقتراب من ربها او حاولت تعلم الصلاة مرت أكثر من ساعة بعدما أذنت العشاء ولم تستطيع ايجاد حل لمأساتها أتى على بالها بتلك اللحظة حور لطالما كانت تراها تصلي وتسجد بخشوع لربها خرجت من غرفتها على الفور وذهبت لغرفتها فتركت بابها وحينما استمعت لأذنها بالدخول ولجت للداخل... وفي ذاك الوقت كانت حور تجلس برفقة تسنيم التي شاركتها غرفتها فتعجبت كلا منهن حينما وجدوها تقف امامهن بتلك الثياب فمنذ ان رأتها تسنيم وهي تراها تلبس ملابس متحررة هي وشقيقتها رددت حور بتعجب 
_رؤى! 
اقتربت منها بحرج وهي تقدم قدما وتؤخر الاخرى حتى باتت مقابلها فقالت بدموع مزقت قلوبهن معا 
_مش عارفة أصلي يا حور ممكن تساعديني.. 
انهمرت دمعات حور بتأثر لحالتها فاحتضنتها وهي تردد بدموع
_طبعا يا حبيبتي هعلمك كل حاجة تخص الدين.. 
ابتسامة مشرقة اينعت من وسط دموعها وخاصة حينما اقتربت منها تسنيم لتربت على ظهرها وهي تحمسها قائلة
_أنا صحيح مش عارفة كتير بس هساعدك لو تحبي.. 
هزت رأسها كالغريق الذي يتعلق بقشة النجاة فولجت مع تسنيم للمرحاض مرة أخرى لتعلمها كيف تتوضأ لتستعد للقاء الله عز وجل وخرجت معاها لتجد حور بانتظارها لتصلي بها وتعلمها اول خطوات الصلاة شعرت براحة غريبة تحيط بها لأول مرة كأنا هناك هالة مضيئة احاطت بها لتضيء قلبها المعتم قشعرة غريبة تمسكت بها مع كل كلمة ترددها خلف حور وحينما لامست رأسها الارض استكأنت واخرجت ما يضيق صدرها من هم وۏجع وفور انتهائها من الصلاة جلست لجوار تسنيم التي لم تمل أبدا من اسئلتها الفضولية تجاه الحجاب فأول سؤالها كان 
_ليه بيقولوا ان الحجاب بيقصف الشعر وبيبوظه.. 
تطلعت تسنيم لحور ثم ابتسمت كلا منهن فحررت تسنيم حجابها لينسدل شعرها الطويل الناعم على كتفيها ثم قالت بابتسامة رقيقة 
_فين ده أنا مش شايفة كده.. 
نقلت رؤىنظراتها بين حور وتسنيم بانبهار فعادت تسنيم لتستكمل حديثها بحوار مشهور سبق ذكره من قبل حينما سألتها قائلة 
_فين موبيلك يا رؤى.. 
أجابتها قائلة 
_في اوضتي ليه 
جذبت حور هاتفها لتضعه بين يد تسنيم قائلة بمكر 
_بس انا موبيلي موجود... اتفضلي.. 
تفحصته تسنيم بنظرة جعلتها حائرة للغاية ثم اختصت رؤى بسؤالها 
_الله الفون ده جميل بس ليه يا حور مبوظاه بالجراب ده مخلي شكله وحش وباهت.. 
اقترحت رؤى اجابة 
_اكيد لازم تحفظه بجراب لانه غالي وممكن يبوظ منها او يتوسخ... 
اتسعت ابتسامتها ثم قالت 
_عشان كده ربنا بيحمينا من العين وبيحفظنا بالحجاب واللبس الواسع ده عشان احنا غالين ومينفعش الرايح والجاي يتفرج علينا.. 
استطاعت بمثلها البسيط المعروف ان تسهل عليها فاتسع صدرها وظلت جوال
 

185  186  187 

انت في الصفحة 186 من 308 صفحات