رواية الدهاشنه بقلم اية محمد
الحائط العملاق من أمامه فصاح بانفعال
_الدوا....ازاي نسيت معاده..
وهرع للاعلى راكضا حتى ولج لغرفة والدتهفوقف محله مشدوها حينما رأى نواره وريمتساندان والدتهوجدته هنية تناولها الدواء بذاتها لمعت دمعة نبعت بحدقتيه البنية حينما رأى ذاك المشهد الذي طعن الحزن بقلبه وعينيه فظل يراقبهما بصمت وعدم قدرة على الحديث.
_بالشفا يا حبيبتي... نامي وارتاحي..
وضعتها ريم بفراشها مجددا ثم نهضت لتلحق بنواره فتفاجئوا بعبد الرحمن يقف أمامهما باكيا فحرر صمته صوته المخټنق بعباراته
_بعد كل اللي عملته فيكم!
لمعت عين ريم ذات القلب الأبيض بالدموع فاقتربت منه لتتمسح بيدها على كتفيه وبابتسامة رقيقة قالت
منحها ابتسامة صافية بينما احتضنته نواره وهي تشير له بحنان
_بتعتبرنا أغراب اياك...
ثم مسحت دمعاتها وهي تحذره بضيق
_اوعاك تقول الكلام الماسخ ده تاني.. سامعني!
هز رأسه ببسمة زرعت من نبع الۏجع الذي يحيطه فأشارت لهما هنية بالخروج ثم قالت بصوت واهن
دنا منها عبد الرحمن ثم جلس لجوارهة لينصت لحديثها
_أنت واحد منينا يا ولدي ومعزتك كيف آسر وولاد عمك بالظبط أنت ملكش ذنب في اللي عملته امك وابوك زمان..
وبدموع تلألأت بعينيها استكملت
_تعرف لما أبوك ماټ جلبي اتوجع فؤاد كان له معزة خاصة عندي يمكن لانه الصغير ولما عرفت انه كان متجوز ومخلف من غير علمي زعلت بس لما حسبتها زين لقيت ان اللي حصل من رحمة ربنا بيا لاجل ما يسبلي حتة منه تفكرني بيه..
_يعني أنت بالنسبالي ولدي وحفيدي وكل حاجة في الدنيا..
احتضنهاعبد الرحمن بحب واحترام يزداد لتلك العائلة الذي يفخر كونه فرد منها...
ولج يحيى لغرفته فتفاجئ بعمر بالداخل يجلس جوار ابنته التي تحتضن عروستها الصغيرة بين يدها بعد أن غلبها النوم فور سماعها للقصة التي قصها عليها أبيها مسد عمر على رأسها بحنان وابتسامة كاذبة ترسم على شفتيه رغم دمعته الخائبة التي تهبط في صمت على حالها وفور شعوره بوجود يحيى لف وجهه للاتجاه الأخر ليزيح دموعها بيديه ثم تطلع له بابتسامة هادئة
دنا من الفراش ثم جلس لجوارها وهو يجيبه بتأثر على حاله
_كنت بتمم على المصانع في قنا..
أومأ برأسه فقال وهو يحاول التهرب من التطلع اليه
_كويس انك روحت... يالا هسيبك تريح شوية تصبح على خير.
ونهض عمر ليتجه للخروج سريعا قبل ان تخور قواه أمامه أراد يحيى أن يلحق به ولكنه شعر بحاجته لأن يظل بمفرده بتلك الحالة فنهض عن محله ثم دنا حتى أصبح قريبا منها فتمدد لجوارها ثم جذبها برفق لأحضانه فطوفها بذراعيه وهو يهمس لها بعذاب يقتحم عالمه الوردي
وډفن رأسه بين خصلات شعرها التي يعطره زيت جوز الهند الذي يعشق رائحته ليستسلم بعدها لنوم عميق..
توقفت السيارة بداخل ثرايا المغازية فأسرع السائق ليفتح بابها قبل أن تنهال عليه بعتاب لن ينتهي وربما ينتهي عمله ويحرم من فضل تلك العائلة الثرية واهم ما يوجب اتباعه ان يخفض نظراته طوال الوقت وخاصة ان اصطحبها لمشوار هبطتفاتن من السيارة بملامح متخشبة فعقدت الحجاب حول بعضه بعشوائية ثم ضبطت جلبابها الأسود الفضفاض لتصعد الدرج متجهة للداخل بخطوات شبه بطيئة فما أن أصبحت بالداخل حتى أسرعت اليها الخادمة قائلة بحماس وكأنها تنقل اليها خبرا تشتاق لسماعه منذ سنوات
_البيه رجع وفي أوضته يا هانم..
تساءلت بعدم فهم
_بيه مين... تقصدي أيان ولدي!
هزت رأسها عدة مرات وهي تردف قائلة
_وصل من بدري ومن وقتها منزلش من اوضته..
حررت حجابها ثم أشارت لها بفرحة
_طب جهزي الوكل عما أطلع أشوفه..
هرولت للمطبخ وهي تجيبها
_عنيا يا ست هانم..
اختفت من أمامها بينما هرولت الاخرى للاعلى بفضول لمعرفة ما حدث بينه وبين ابنة الدهاشنة المبجلة فما أن وصلت للطابق الأعلى حتى وقفت تلتقط أنفاسها الثقيلة بعدما صعدت الدرج بسرعة لا تليق بعمرها فطرقت على الباب عدة مرات عدم سماعها لإذنه بالدخول دعها تخمن كونه يستريح قليلا بعد سفره من القاهرة الى هنا ففتحت الباب بحرص ان لا تصدر أي صوتا قد يقلق منامه انعقد حاجبيها بذهول حينما وجدت الفراش فارغ فأضاءت الاضواء لتنير الغرفة القاتمة فجحظت عينيها فزعا حينما رأته يجلس على المقعد الهزاز والډماء تتصبب من رأسه كالشلال فأغرقت قميصه بدمائه التي أصارت رعبها ونظرات عينيه الساكنة ببرود
قاټل كانت الاخطر لها كبداية للتفكير الكارثي الذي قد يوضح لها اقتراحات كل اقتراح اپشع مما يليه أسرعت اليه فاتن لتهزه بقلق
_أيان ولدي... أيه اللي عمل فيك اكده أنت عملت حاډثة ولا ايه اللي حصل!!
لم يجيبها على أسئلتها المتلهفة بل استكأن بعرينه بصمت انقبض قلبها فتفحصت چرح رأسه بلهفة ثم أسرعت بتضميده ومازال هو يجلس محله بثبات مخيف وفجأة انطلق هاتفه يخبره بأن هناك رسالة هامة