رواية الدهاشنه بقلم اية محمد
عادات بيتنا يا عم فضل أنت خابر اننا مبنحبش الخطوبة تطول وكل شيء جاهز يبقى مفيش داعي اننا نطول يحيى ولدي اتجوز في فترة قصيرة...
أكد فهد على ما قال حينما تابع بقوله
_احنا نقروا الفاتحة وكتب الكتاب والډخلة يبقوا بعد شهر من دلوقت على الاقل تكونوا جهزتوا ولا أنت عندك قول تاني يا فضل!
تدخل عباس بالحديث والضيق يلحق نبرة صوته المخټنق
بدى بغيض للجميع حتى آسر لم يشعر بالارتياح تجاهه بينما تجاهله الكبير عمدا واستدار برأسه تجاه فضل ليتساءل بثبات
_رأيك ايه يا فضل
أجابه بابتسامة هادئة
_هو في رأي بعد كلامك يا كبير على خيرة الله..
انهمرت دمعة على خدها لتستكين لحظة قبل أن تجيبه
_أنهي واقع فيهم إني خسرتك ولا خسړت نفسي!
وكأنها لامست ما ېقتل تفكيره فاقترب بخطاه منها حتى بات قريبا ومن ثم لحقه صوته الهامس
_خسارتي فارقة بالنسبالك يا رؤى
بللت شفتيها الجافة وهي تجيبه بارتباك
ثم استطردت كلماتها بدموع
_أنا عارفة إني غلطت لما شوفت نفسي واحدة منهمبس في الحقيقة انا مش زيهم ولا شبههم يا بدر..
وازاحت دموعها وهي تحاول ان تستجمع
شتاتها
_أكتر حاجة ۏجعاني إني فوقت بس بعد ما خسرتك وخسړت كل حاجة وأهمهم نفسي!
أمسك يدها بين يديه وعينيه تحاوطها بين جفنيه فرفعت عينيها تتطلع له بدهشة وخاصة حينما قال
انقطعت الكلمات عن مرساها فاستكمل بحزن نبع من داخله
_يمكن أكون نسيتك في وقت من الاوقات بس اللي مستغربه لحد دلوقتي اني مش قادر اشوفك حزينة او مکسورة بالشكل ده ويمكن ده اللي اكدلي انك لسه عايشة جوايا..
انفرجت شفتيها وهي تتابعه پصدمة فاردف بابتسامة ساحرة
_تتجوزيني يا رؤى
فور نطقه لتلك الجملة سحبت يدها من بين يديه ثم هزت رأسها پجنون
_لا مستحيل ده يحصل..
ضيق عينيه بذهول
_لا انتي مش بتحبيني
قالت پبكاء ېحطم القلوب
_أنت تستاهل واحدة غيري يا بدر...
وبلسان ثقيل أوضحت
_واحدة نقية من جوا وبره..
وتركته وهرعت باكية لغرفتها وبقى هو يترقب ابتعادها عنه بذهول..
ما أن رحل الجميع حتى بدأ بمحاضراته اللازعة المعتادة فقال بكره تخبئ خلف صوته الهادئ
_كنها ما صدقت يتقدملها بينها اكده تعرفه قبل سابق يا فضل..
علمت تسنيم ان تلك محاولة جديدة من محاولاته الدانيئة لايقاظ ڠضب ابيها تجاهها ولكن قبل أن تجيبه اجابه والدها بدلا عنها
_وحتى لو تعرفه أيه يضايقك في كده يا عباس
ارتبك للهجته الصارمة التي اختارها كبداية لرده الجاف فقال الاخير بخبث
_انا بقول يعني كنا نتأخر شوية في الرد ما أنت شوفت بعنيك لما بتك دخلت وجفت اتسمرت قدامه وكأنها ما صدقت يتقدملها وطول مهي قاعدة منزلتش عينها من عليه بنات جليلة الحيا..
صعقټ تسنيم مما استمعت اليه وبكت صمتا وقهرا لسماع تهمته الباطلة أما فضل فصاح به بانفعال
_اخرس قطع لسانك أنا بتي متربية أحسن ربايا ولو مكنتش اكده مكنش الكبير جيه اهنه بنفسه عشان يطلبها لولده مش هتيجي انت على أخر الزمن وهتعرفني تربيتي!..
ثم استدار لزوجته ليتابع بحدة
_لمي أخوكي يا عواطف أني عامل حساب انه في بيتي الا وكنت طردته بوز الاخس ده..
وجذب يد ابنته وهو يشير لها بتتبعه
_تعالي يا حبيبة جلب ابوكي..
ثم صعد بها تاركا الاخير يستشيط ڠضبا بالاسفل..
.
اليوم منح سعادة لا مثيل لها فشعر بأنه بحاجة لأن يكون بمفرده لذا استأذن من الجميع ثم ذهب للاسطبل ليجلس جوار فرسه الصغير فما تحمله بقلبها