رواية الدهاشنه بقلم اية محمد
أن يفهم ما تلفظ به شفتيها نعم تنطق بألف والسين والراء تلحق بهما مهلا مهلا تنطق بأسمه هو
_آسر.....
تمنى لو رفعت صوتها الهامس عله يؤكد ظنونه بما تلفظه عادت تسنيم لواقعها حينما أشار لها فهد قائلا
_اقعدي يا بنتي واقفة ليه
صوته الخشن أعادها لواقعها الذي يبدأ من تلك الغرفة وأمام تلك الطاولة تحركت تسنيم بجسدها للخلف حتى استقر جلوسها على المقعد القريب منه فبذلت ما بوسعها الا تتطلع تجاه ولكن خانتها عينيها وكأنها لا تنتمي اليها كالمسافرة التي حنت للقاء من هاجرته
حتى آذنيها كانت منعازلة عن الجميع تسمع همس أصوات متمتمة ولكنها لا تفهه ما يقولون الا حينما وقف الجميع ليتركوهما بالغرفة بمفردهما أفشت شفتيه عن ابتسامة هادئة اتباعها قوله
_قوليلي أيه اللي حور مقالتهوش ليكي عني!
ارتبكت قليلا مما قال فأدعت انشغالها بضبط حجابها ثم قالت بتوتر
_حور مكنتش بتتكلم عنك كتير..
_بس الفترة اللي اشتغلتها مع حضرتك تكفي اني اعرفك وأعرف اخلاقك..
ازدادت ابتسامة آسر فنهض عن مقعده ثم أختار المقعد المقابل لها مع حفظ مسافة آمنة لا تعرضه للحرج من أهل المنزل
_سهلتي عليا مهمتي وأعتقد كده مفيش وجه اختلاف بينا..
رفعت حاجبها بدهشة
قرص ارنفة انفه بخفة وهو يخبرها بوضوح
_يعني أنتي تعرفي عني كل خير وأنا اللي اختارتك وده لانك بالنسبالي البنت المناسبة ليا فكده مفيش داعي ناخد وقت نفكر في بعض الفاصل هي فترة الخطوبة عشان تقدري تعاشريني وتعرفي العيوب اللي مقدرتيش تشوفيها كسكرتيرة ولا أيه يا ريس
ضحكت رغما عنها حينما تعمد ان يذكرها بكنايتها الغامضة فقالت بصعوبة بالحديث
مازجها قائلا
_هو إحنا في مقابلة شغل ياتسنيمشوية وهلاقيكي داخلة عليا بفنجان قهوة محوج!..
كتمت ضحكاتها بيدها وكأنها حرمته رؤية جمال وجهها حينما تبتسم فاعتدل بجلسته ثم تنحنح بجدية مصطنعة
_ها تحبي تعرفي أيه عني دي فرصتك عشان بعد كده مش هجاوبك على أي حاجة هسيبك تكتشفيني بنفسك..
احمر وجهها من فرط ضحكاتها فتاه آسر بها حتى تناسى تماما ما يحمله بيديه فأنسكب بعضا من القهوة على قميصه نهضت تسنيم لتجذب المناديل الورقية المصفوفة على حافة الطاولة ثم سحبت منها منديل لتقدمه له قائلة
_اتفضل..
أنفض بيديه العالق بقميصه ثم رفع يديه ليتناوله منها وعينيه منشغلة بقميصه المتسخ فقبض بيديه على كفة يدها الصغيرة رغما عنه ارتجفت اصابعها بين يديه فشعر وكأنه يحمل قالب من الجيلي المتحرك فرفع عينيه تلقائيا تجاهها ليجدها تتأمله بنظرات مرتعشة ومن ثم سحبت يدها من يديه پعنف مبالغ به تعجب آسر مما حدث اليها حينما تلامست يديهما معا بدون قصدا منه ولكنه لم يعلق فمن الطبيعي لفتاة لا تجمعها علاقة رسمية بشاب ان تختبر مثل ذاك التوتر والارتباك عادت تسنيم لمقعدها وهي تجاهد بالسيطرة على جسدها المرتعش برسم ابتسامة كاذبة على شفتيها بينما الهى آسر ذاته عمدا بتنظيف قميصه حتى يتركها تجلس باريحية وما أن انتهى حتى وضع المناديل بالسلة القريبة منه وهو يشير لها
_نضف
أشارت له بابتسامة هادئة فجلس باستقامة وهو يتابع
_الحوادث دي معتادة بالنسبالي بس اللي مش معتاد في وقت مهم زي ده تفتكري الحاجة هتخليني اغسل القميص الابيض ولا هتسامحني بإعتبار اني بعيش حدث هام!
زارتها البسمة مجددا لتنسيها ما اختبرته من شعور قاټل فودت لو ظل يتحدث وهي تستمع اليه لأخر عمرها انتهى ذلك اللقاء القصير حينما ولج أفراد العائلة للداخل ليهيمون بالحديث عن الحقول ومن ثم اختتم الحديث حينما قال فهد
_أنت طول عمرك وأنت قريب مني يا فضل ومشفناش منك العيبة أول ما ولدي قالي على بتك قولتله يزين ما اختارت لأني خابر كيف تربيتك...
ثم استطرد بعد لحظة من الصمت
_ خد وقتك وشوف رد بتك واحنا في الحالتين أهل..
انتقلت نظرات العم فضل لابنته وكأنه يستكشف ما بها فوجدها تهز رأسها برفق بالموافقة رغم اندهاشه بقبولها السريع به الا انه التمس لها عذرا مجاورة فردا من الدهاشنة بأخلاقهم السامية سحب نظراته ليتطلع لفهد ثم قال بابتسامة واسعة
_مين العاقل اللي يأخد وقت يفكر بابن الكبير أني اللي مربيه وعارفه زين وإن كان على بتي فردها باين من وشها..
تطلع فهد اليها فوجدها تبتسم فقال عمر
_يبقى خير البر عاجله نقرا الفاتحة...
تدخل جاسم بالحديث حينما قال
_وجبل ما نقرا لازمن تعرف