رواية الدهاشنه بقلم اية محمد
من غلاوة تجاهه تجعله قريبا للغاية من قلب الآسر اعاد ظهره للخلف ثم هامت عينيه بتأمل السماء وكأنه يحاول أن يجد صورتها فربما إن استجمع تركيزه سيتمكن من رسمها كقمر تلك السماء الصافية عاد ما حدث يتردد من أمامه.. مقابلته لها... نظراتها اليه.. حوارهما الشيق.. ابتسامتها التي اذهبت عقله.. فابتسم تلقائيا وهو بتساءل بذهول للحالة التي وصل اليها
بمنزل كبير الدهاشنة..
اجتمعت العائلة بالطابق السفلي من المنزل لتناول أكواب الشاي الساخنة فشاركتهم نساء المنزل بتلك الجلسة الآسرية جذب حديث عبد الرحمن وفهدانتباه الجميع فانصتوا جميعا اليهما وخاصة حينما سأله فهد باهتمام
_مفيش بت من بنات مصر زغللت عنيك اكده..
_بصراحة في يا عمي بس مش من بنات مصر..
رفع حاجبيه متعجبا
_من اهنه
هز رأسه نافيا ثم قال
_أبعد شوية أمريكا..
قالت نواره باستغراب
_أيه وداك بعيد اكده يا ولدي..
اجابها بابتسامة واسعة
_مش بعيد ولا حاجه يا عمتي مهي من محيط العيلة برضوه..
_يا ترى بقا مين فيهم
نهض عبد الرحمن عن محله ثم أسرع ليجلس على مقربة منها وهو يجيبها
_تالين..
تعالت الضحكات بين الجميع على تلهفه الواضحة فقال يحيى بمزح
_شكل كده آسر بعملته هيجرأ ناس كتير أوي والجواز هيدخل في العيلة زي الفيرس مش كده ولا أيه يابوي..
_وماله يا ولدي مدام بالحلال فين الغلط!
قالت هنية بحماس
_خلي الفرح يعشش في الدار اللي سكنها الحزن لسنين..
لمس فهد مقصدها بغيمة الحزن التي استحوذت على عائلته منذ اللحظة التي باتت على عداوة مع المغازية فطوفها بذراعيه ثم همس لها
_الجاي مش هيبقى غير فرح ياما..
_يارب يا ولدي...
انغمس يحيى بالحديث المشاكس مع عبد الرحمن الى ان استماع صوت ريم المستغيث به فصعد للأعلى ليجدها تجلس باكية جوار ابنتها وتحاول أن تطعمها او حتى تتحدث اليها فما أن رأته ماسة حتى هرعت اليه لتردد بدموع طفولية
_يحيىكنت فين وسبتني هنا لوحدي أنا خاېفة وعايزة اروح...
_انتي هنا في بيتك يا ماسة ومع مامتك..
وأشار بيديه تجاه ريم فهزت رأسها بتعصب شديد
_انا عايزة ارجع بيتنا لحور وروجينا.. مش عايزة اقعد هنا..
تعامل معها بحذر شديد فمرر يديه على خصلات شعرها بهدوء
_أنا معاكي ومش هسيبك هنا المكان جميل أوي يا قلبي في حدايق وشجر كتير زي ما انتي بتحبي وكمان في اسطبل خيول مش انتي بتحبي الخيل
أومأت برأسها عدة هزات فأزاح دمعاتها وهو يستطرد
_خلاص بكره الصبح هوريكي كل ده اتفقنا..
هزت رأسها بايماءة خفيفة فلاحظ يحيى اشارة عمر له بالخروج بعدما جذب ريم للخارج فرفع الغطاء عن الفراش ليشير لها قائلا
_الوقت اتاخر ولازم تنامي وانا شوية وهيجيلك..
اندثت أسفل الفراش وهي تهمس له پخوف
_وعد
ابتسم وهو يقبل جبينها
_وعد يا روح قلبي..
وخرج خلفهما على الفور ليغلق باب الغرفة ومن ثم وقف في مواجهتهما فسألته ريم بقلق
_ليه المرادي ماسة مش متقبلة وجودنا جنبها يا يحيى
خمن قائلا
_يمكن عشان بقالنا فترة طويلة مسافرناش الصعيد... وحضرتك عارفة اننا كان لازم نتابع علاجها مع دكتورها هناك..
قتل عمر الشك بداخله حينما قال
_واشمعنا رجعتم دلوقتي!
بارتباك شديد قال
_لأنها في الوقت ده محتاجة لرعاية خاصة... لأنها.. آآآ.... آآآ.... حامل..
رددت ريم پصدمة
_حامل!!
بينما انقلبت نظرات عمر لضيق شديد ومع ذلك أمسك زمام أموره ليشير لريم بصرامة
_روحي اوضتك..
لم تجادله بما قال وتوجهت لغرفتها على الفور بينما سأله بثبات
_ازاي ده حصل
تهرب من التطلع لعينيه وهو يجيبه باحراج شديد
_غصب عني يا عمي أنا عارف اني وعدتك اني هحميها حتى من نفسي بس صدقني مآآ..
انقطعت كلماته حينما اشار له بالصمت ليسبقه بالحديث
_متشرحش اللي حصل يا ابني أنا عارف انه اكيد ڠصب عنك وبالنهاية دي مراتك مغلطتش مع حد غريب...
ثم ربت على كتفيه قائلا
_ادخل نام انت راجع من السفر تعبان...
وتركه واتجه لغرفته فظل محله قليلا ثم ولج لغرفته هو الاخر..
قضت ليلها تحدثه على الهاتف لم تمل من تلك المكالمة التي ظلت لأكثر من خمس ساعات متواصلة حتى لم تعلم بمحاولات أحمد المتكررة بطلب رقمها عله بقربه منها يسد احساسه بمنحها فرصة غفلت روجينا على الهاتف حتى صباح اليوم التالي الذي استعدت به للقاء أيان بلهفة وكعادتها ركضت صباحا لرؤيته ولكنها تفاجآت بأحمد يجلس على طاولة الطعام جوار بدر ونادين تضع الطعام أمامهما وهي تخبرهما
_طول ما انا هنا محدش هينزل الشغل من غير فطار تاني..
واشارت لتالين قائلة
_ روجينا جيت أهي نادي لرؤى وحور يلا..
أومأت برأسها بإيماءة خفيفة ثم ولجت للداخل لتويقظ كلا منهن.
أشارت نادين لروجينا قائلة
_واقفة ليه يا بنتي ما تقعدي يالا الاكل هيبرد..
قالت بربكة بادية على معالمها
_مش جعانه يا طنط ولازم أنزل
عشان البنات مستنيني..
نهض احمد عن الطاولة ثم لحق بها للخارج فتأمل الطريق من حوله حتى يضمن خصوصياتهما ليسألها بحدة
_طول الليل بحاول اكلمك وموبيلك مشغول كنتي بتكلمي مين