الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية الدهاشنه بقلم اية محمد

انت في الصفحة 137 من 308 صفحات

موقع أيام نيوز


بالحزن بتلك اللحظة ولكنها تناست عمدا ما رأته واجرت اتصالا بعبد الرحمن كما طلب منها فخرج من المشفى ليحضر السيارة ولذاك الوقت أبى أحمد أن يتركها تقف على الارض لحينما يأتي عبد الرحمن بل ظل يحملها حتى وضعها بالسيارة وعاد بها للمنزل. 
وقف يحيى يتابعها بضحكة أنارت وجهه المنطفئ وهي تتأرجح على ذاك الحصان الذي يدور يسارا ويمينا وتتناول غزل البنات الذي تحمله بين يدها ابتسامته تتسع أكثر فأكثر كلما ضحكت هي وفجأة انكمشت ملامحه حينما وجدها تضع يدها على رأسها وكأنها ستفقد وعيها فأسرع اليها ليساعدها على الهبوط من الارجيحة وهو يتساءل پخوف 

_مالك يا حبيبتي 
كادت ماسة بأن تجيبه ولكن التقيأ اوقفها عن الحديث افرغت ما بجوفها ومازال يحيى يتمسك بها لينبع بداخله خوفا لا مثيل له من الشكوك التي هاجمته بتلك اللحظة حيال أمر حملها!! 
مر بسيارته على حقل العم فضل فرقصت ملامح وجهه فرحا حينما رآها حتى وإن كانت تتنكر بما ترتديه يعرفها قلبه جيدا ركن آسرسيارته على قرب منهما ومن ثم هبط فقال وعينيه تتابع من تحاول قطف الحشائش من الأرض 
_أزيك يا عم فضل عامل أيه 
انتبه العجوز اليه فقال بفرحة 
_بشمنهدس آسر.. منور البلد كلتها. 
ابتسم وهو يجيبه 
_منورة بأهلها يا راجل يا طيب طمني رجلك بقت كويسة ولا أيه 
قال بحمد 
_أهو أحسن من الاول الحمد لله.. 
_تستاهل الحمد. 
واستدار برأسه تجاهها ثم قال بثبات 
_ازيك يا ريس 
تهجمت معالمها وإن كانت سرت باحتفاظه بسرها أمام والدها فأشارت برأسها فأقترب آسر منها ثم جذب منها السيف الغليظ الذي يستعمله الفلاح لجني الحشائش ثم قال وهو يشير لها بعينيه 
_عنك يا ريس.. 
رفع عم فضل صوته البعيد عنهما
_ميصحش يا بشمهندس ده أحنا اللي نخدمك برموش عنينا.. 
أشمر عن ساعديه وانحنى يجني الحشائش وهو يجيبه 
_عيب يا عم فضل انا مش ابنك ولا أيه 
لم يجد العم فضل الكلمات المناسبة التي قد تشكره على كرمه السخي عمل آسر بنشاط وكانت تسنيم تحاول مساعدته بأن تجمع ما يجنيه وتضعه على العربة فانحنى للخلف ليراقب العم قبل ان يهمس لها 
_هو عم فضل ميعرفش انك بتشتغلي معايا ولا ايه 
اجابته وهي تراقب والدها هي الاخرى 
_لا بابا ميعرفش اني بشتغل أرجوك يا بشمهندس آسر متقولوش حاجة.. 
رفع حاجبه وهو يردد بذهول
_أقول أيه بس هو أنا أعرفك يا ريس! 
ابتسمت تسنيم وهي توزع نظراتها بينه وبين والدها فغمز لها آسر وهو يستكمل عمله انتهى من عمله

سريعا ليضع أخر حزمة من الحشائش على العربة فاقتربت منه بالحزمة التي تحملها فالتقطتها آسر منها تعجب للغاية حينما شعر برجفة جسدها وقتما تلامست يديه بيدها دون قصد منه ولكنه لم يشغل تفكيره فوضع الحزمة من يديه على العربة فوجدها تهمس له بحذر 
_مش عارفة أشكرك ازاي بجد تعبتك معايا. 
تفحص بنظراته عم فضل المشغول بتجهيز الفرس ثم همس لها 
_لا ده دين وهترديه. 
جحظت عينيها في ذهول فاسترسل موضحا وهو يشير على قميصه 
_القميص اتوسخ ولو الحاجة شافتني هتقتلني وتقتل عم فضل الراجل الطيب ده وطبعا ده ميخلصكيش فكده كده انتي هتيجي بالملفات العصر هخبي القميص وتعيدي تجدديه قبل ما الحاجة تشم خبر موافقة يا بنت الحلال 
كبتت ضحكاتها بصعوبة خشية من أن يستمع والدها لها ثم قالت بصعوبة 
_لا ميخلصنيش... حاضر. 
منحها ابتسامة صافية قبل ان يشير لعم فضل بيديه قائلا 
_لو عوزت حاجة ابقى كلمني يا عم فضل.. 
قال بوجها بشوش 
_منحرمش منك يا ابني. 
والټفت تجاهها ثم غمز نفس غمزته المعتادة وهو يقول 
_مش عايز حاجة يا ريس.. 
كبتت ضحكاتها وهي تشير له بالنفي فغادر لسيارته ثم صعد للمقعد ليتحرك بسيارته وعينيه متعلقة بالمرآة التي تختم صورتها من خلفه وكلما تقدم بالسيارة استودع انعكاسها الذي يتباعد رويدا رويدا حتى اختفى وكان لإختفائه ألم موجع لقلبه ومشاعره! 
.......... يتبع.......... 
صراع_السلطة_والكبرياء.... 
بقلمي_ملكة_الإبداع.. 
آية_محمد_رفعت. 
_________
٥١٢ ١١٧ ص زوزو الدهاشنة..صراع_السلطة_والكبرياء.. 
الفصل_الثاني_عشر..
إهداء الفصل للقارئة الجميلة ميادة مطاوع كل سنة وأنتي طيبة يا جميلة ويارب سنين كتيرة أنتي قريبة فيهم للرحمن ....
عادت لمنزلها هائمة بهذا الآسر الذي استولى على عصابة تفكيرها وتربع بداخل قلبها فتارة ترتسم على شفتيها ابتسامة تداعبها بخلسة وتارة أخرى تنفض تفكيرها وتحاول الهاء عينيها بتأمل الخضرة مبدعة الجمال المنثورة على الجانبين أثناء تحرك العربة بين الحقول والمزارع بطريق عودتها للمنزل وليتها تمكنت من السيطرة فمازالت كلماته المرحة تضحكها بين الحين والآخر حتى أصبحت تتساءل عن كناية شخصيته الغامضة بالنسبة إليها!. 
هل هو هذا الشخص الحازم المتفاني في عمله... أم هو ذاك الشخص الذي يمتلك قلب أبيض وروح من ذهب تتبع تلك الإبتسامة التي لا تفارقه أينما كان.. بالطبع هو مختلف كليا عما قد تظن به أنها تعلمه.. 
أفاقت تسنيم من غفلتها الشاردة بالآسر الوسيم على صوت توقف العربة فإنخفضت عنها ثم عاونت والدها على اخلاء العربة من الحشائش ومن ثم صعدت للأعلى لتغتسل ومن ثم تذهب لثرايا فزاع الدهشان لتنجز عملها توقفت قدميها عن متابعة الصعود حينما نادتها والدتها التي تقطن بالدور الأسفل الخاص بالطهي وإستقبال
 

136  137  138 

انت في الصفحة 137 من 308 صفحات