الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية الدهاشنه بقلم اية محمد

انت في الصفحة 138 من 308 صفحات

موقع أيام نيوز


الضيوف عوضا عن الأعلى الخاص بغرف النوم وتابعت بندائها وهي تضيف بحنق 
_كده يا بت تطلعي من غير ما تسلمي على خالك! 
ارتعشت اطرافها وهي تواجه ما هو أسوء من المۏت بالاستدارة للخلف لرؤية ملامحه التي قد تسوء حالتها الغير مستقرة ومع ذلك ضغطت على شفتيها السفلية واستدارت وهي تردد بابتسامة مصطنعة 

_أهلا يا خالو... نورت. 
لوى فمه الغليظ وهو يعدل أطراف شاربه الكبير مشيرا بإصبعيه لشقيقته بحزن مصطنع 
_شايفة بنتك مش مستعنية تيجي تسلم على خالها لا بصراحة عرفتي تربي.. 
التهبت عين وولدتها پغضب لا وصف له فصاحت بها بعصبية شديدة 
_ما تنزلي يا بت هنا وتسلمي على خالك أيه المياعة دي.. 
انقبض قلبها وهي تستمع لكلمات والدتها القاسېة فإن كانت لا تعلم ما الذي تواجهه ابنتها او ربما لم يستعب عقلها الطبيعي ما أخبرتها به سابقا فهي بنهاية الامر تمتلك الف عذر ومع كل خطوة خطتها تسنيم تجاهه وكأنها تجني الشوك بين يدها فتدلى ليلامس بطن قدميها حتى انتهى بها الحال امامه فمدت يدها المرتجفة من امامه وهي تبتسم بۏجع 
_ازيك يا خالي.. 
احتضنها بصورة مفاجئة ومن ثم مرر يدها على ظهرها وكأنه يحتضنها بشوق وبأنفاس كريهة ردد 
_وحشتيني يا بنت الغالية.. 
ابتعدت عنه تسنيم وهي ترتجف دون توقف فمنحها نظرة دانيئة جابت كل أنحاء جسدها وهو يردد بشھوانية مريضة 
_كبرتي وبقيتي عروسة وعايزة الجواز اهو. 
تعالت ضحكات والدتها وهي تجيبه بحنان 
_أيوه امال ايه وهنلاقي مين أحسن من خالها اللي يسلمها لجوزها وبيت عدالها.. 
انتقلت نظرات تسنيم الغاضبة تجاهها ومن ثم قالت بصوت يحبس الدموع 
_ويسلمني هو ليه وأبويا عايش.. ربنا يديه طولة العمر ويباركلنا فيه. 
ولم تترك المجال لسماع اللازع منهما فصعدت للأعلى سريعا وما أن ولجت لغرفتها حتى أغلقتها بالمفتاح لتسقط من خلفه باكية منكسرة محطمة الفؤاد... عادت تلك الحالة الشنيعة تهاجمها من جديد فينخر البرد عظامها وكأنها في فصل الشتاء وليس الخريف دقائق مضت عليها قاسېة وهي تحاول بها استجماع شجعاتها للسيطرة عما يحاربها ولكن ماذا بيدها وهو أقوى منها ومن طاقتها الضيئلة بالمحاربة!. 
توقفت سيارة يحيى أمام العمارة فهبط ومن ثم فتح باب السيارة ليجذبها برفق حملت ماسة الألعاب بفرحة ثم لحقت به فما أن ولج بها للداخل حتى وجد إلهام بانتظاره كما أخبرها هاتفيا أشار لها يحيى قائلا 
_خدي ماسة وخليها ترتاح وأنا هطمن على حور وهجي وراكم. 
أومأت الأخيرة برأسها ثم جذبتها للأعلى فقصد يحيى الشقة الخاصة بالفتيات طرق عدة مرات ففتح عبد الرحمن الباب ثم قال 
_لحقت... ادخل. 
ولج وهو يتمتم بغيظ 
_يعني هعرف اللي حصل ومش هرجع! 
اتبعه ثم أشار له على غرفة الضيافة فوجد أحمد بالداخل هو الأخير فقال 
_طمنوني حور عاملة أيه دلوقتي 
رد عليه أحمد بحزن 
_أحسن... بترتاح جوا في أوضتها فسبناها على راحتها وخصوصا لأن الچرح في رجليها. 
تفهم يحيى الوضع فتغاضى عن فكرته بالدخول للإطمئنان عليها فتساءل باهتمام 
_هي جوه لوحدها مفيش حد معاها 
أجابه عبد الرحمن بهيام مع نطق حروف إسمها 
_تالين جوه معاها. 
أومأ يحيى برأسه ثم عاد الصمت ليختزل معالمه من جديد والأخير يراقبه بتمعن ولدقائق طالت لتكسر بسؤاله 
_أنت كويس حصل حاجه ولا أيه 
اتجهت نظرات أحمد تجاهه ليستكشف الأمر فور سماع عبد الرحمن ابتلع يحيى ريقه بارتباك من أن تسوء العلاقة بينه وبين أحمد مجددا بعد سماع الشكوك التي تراوده وبالأخير يظل مجرد شك فمن الممكن أن يكون أصابها دور برد عادي لذا كان حريصا حينما أجابه 
_مفيش الواحد حزين بس على حور طول عمرها جدعة وبتخدمنا من غير ما نطلب منها ده. 
أجابه عبد الرحمن بتأييد 
_ومن سمعك كلنا زعلانين عشانها بس الحمد لله الدكتور طمنا وقالنا الچرح مش عميق يعني أسبوع أو إتنين وهتبقى زي الفل.
هز رأسه وهو يردد
_ إن شاء الله. 
الخروج من هذا المنزل الذي أصبح يسكنه هذا البغيض بات من أسمى أمنياتها ولحسن حظها بأنها لم تخفي عن والدتها أمر عملها بمصنع عائلة الدهاشنة فبات أمر خروجها من المنزل أمرا عاديا وأخيرا بعد طريقها الطويل وصلت أمام البوابة الضخمة التي تحمل لقبهم باعتزاز وكأنه شيئا ثمين لعقت شفتيها بلعابها بارتباك ومن ثم فتحت البوابة لتدلف للداخل غمرها الاسترخاء وهي تتأمل المساحات الخضراء التي تحد هذا المنزل الضخم الذي على الرغم من ثراء أهله الا أنه مازال من الطراز القديم وكأن أهله يسعدون بقدم طرازه كتذكار بأعمدة عائلة الدهاشنة وأصولها التي تمتد للجد الأكبر ليليه الابن ومن ثم فزاع الدهشان وصولا لفهد ولاحقا بالآسر.. 
راق لها تمسكهم بالطراز القديم كثيرا فقد رسمت صورة معاكسة لما

ستجده بالداخل ظنت بأنها ستجد فلة أو قصرا يميل لطراز البندر انتبهت تسنيم لذاتها الشاردة فاستكملت طريقها للأعلى حتى طرقت الجرس العالق على الحائط الجانبي وانتظرت قليلا حتى فتحت أحدى الخادمات حيث كانت كبيرة بالعمر ويبدو عليها الوقار فتساءلت باستغراب لرؤية تلك الفتاة للمرة الأولى فعلى الرغم من الصداقة القوية التي تجمعها بحور الا أنها لم تفكر بزيارتها يوما بمنزلها 
_أجدر
 

137  138  139 

انت في الصفحة 138 من 308 صفحات