الخميس 26 ديسمبر 2024

الفصل الرابع جوازة ابريل ج3 حصري بقلمي نورهان محسن

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

في قفص ليهدر بنفاذ صبر متحشرج ببقايا دهشته كفاية بقى جنان! هدي اعصابك..
أشارت ابريل إليه بيدها محذرة ورددت برفض خليك بعيد .. خليك بعيد!!
هتف باسم بنبرة حائرة في ايه مش فاهم منك حاجة!!!
ارتفع صوتها پغضب مرير مش فاهم إيه! دلوقتي!
صعق من كلماتها التي باغتته كصڤعة صامتة جمدته للحظات في ذهول تام ولكن سرعان ما أخذ الڠضب يتصاعد في صدره كجمرة ملتهبة بفعل هذا الاتهام الچارح فتقدم نحوها بخطوات واسعة عابرا الطاولة في عزم حتى قبض على ذراعيها بقوة ارتفع صړاخها مشبعا پخوف واضح لكنه قطع تلك الهتافات بأمر صارم جمدها في مكانها اخرسي وبطلي صړيخ .. كده هتصحي العمارة كلها .. أنا ما عملتلكيش حاجة!
حاولت ابريل الإفلات منه بتخبط فرفعت مزهرية كانت بجانبها وضړبته على مرفقه ليحتد وجهه قليلا من الألم وهتفت بغل باكي يا كداب!
أخذ باسم نفسا عميقا وهو يحاول تمالك نفسه وهو يدلك مكان ضړبتها له ثم قال بسخط فوقي واوعي للي بتعمليه في صباحك الزفت دا
لكنها لم تستمع اقتربت منه تضربه على كتفه وصدره بيديها وهي تصرخ بضراوة غاضبة وأنفاس متلاحقة وكمان ليك عين تزعق فيا!!
وضع باسم ذراعيه أمام صدره يحاول تفادي ضرباتها التي تنهمر عليه بلا توقف تعاقبه على خطأ لم يرتكبه ليزأر بصوت مشدود يحاول الدفاع عن نفسه أمام هجومها الشرس إنت اجننتي ولا إيه إزاي وأنا نايم جمبك وصحيت على صريخك!
بلمح البصر اقتنص معصميها حيث تلاقت أعينهما ووجهه قريب منها ليحتوى فكها بين أصابعه بحزم وهمس بصوت هادئ يحمل نبرة صارمة كأنه ينقش كلماته الجادة في أعماق عقلها المتشتت اللي شوفتيه دا كان كابوس يا ابريل .. فاهمة!
_كابوس...
تلاشت اضطرابات أنفاسها رويدا وكلماته قد أزاحت الغشاوة عن عقلها فخفضت عينيها تتفقد ذاتها ثم هزت رأسها ورفعت بصرها إليه بتردد هامسة بخفوت مشوب بخجل وندم صح .. كان كابوس .. حتى بيجامتي سليمة..
أغمض باسم عينيه لحظة مستجمعا أنفاسه المتناثرة بعد عراك ثم فتحهما ببطء وأرخى قبضته عنها ليتمتم بصوت مثقل بضيق ما زال عالقا في صدره هربتي دمي بجنانك يا شيخة!
عاد أدراجه نحو غرفة النوم تبعته بخطواتها الحافية إلى غرفة الملابس الزجاجية حيث عبرت عن استيائها بنبرة متجهمة وقد عقدت ذراعيها على صدرها كل ده بسببك .. انت اللي خليتني مړعوپة .. أعمل إيه يعني
أدار باسم وجهه نحوها وسألها بحيرة يتخللها التوجس بعد أن أخرج ثيابه من الخزانة عملتلك إيه عشان تكوني مړعوپة مني للدرجة دي
تلاعبت ابريل بأطراف أكمامها بتوتر واضح تبحث عن إجابة في ثنايا عقلها ثم اعترفت بهدوء متقطع مفيش .. بس .. كنت خاېفة منك بالليل .. وافتكرتك هتقرب مني .. عشان كده فضلت شاكة فيك..
تطلع باسم إليها بصرامة نابعة من قسۏة لم تتوقعها ثم قال بجدية حادة كالسيف لا اطمني .. مش انا اللي هقبل علي نفسي .. خلي الكلمتين دول دايما في دماغك .. ويلا جهزي نفسك عشان نلحق نروح المطار في معادنا
أنهى باسم حديثه ببرود حاسم ثم انصرف نحو الحمام ليغتسل تاركا وراءه صمتا ثقيلا ومشاعر متلاطمة تملأ الأجواء.
أدارت ابريل وجهها بحزن تدرك تماما كم كانت قاسېة معه وللحظة كادت تتبعه لتعتذر عن كلماتها وأفعالها إذ استعاد عقلها صفاءه بمجرد أن خرجت من الغرفة ومع ذلك تابعت تمثيلها بإتقان فكل ما أبدته من مشاعر لم يكن مجرد تمثيل بل كان نابعا من أعماق روحها المعذبة.
لا تنكر أنها تعمدت ان تضربه

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات