الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية الدهاشنه بقلم اية محمد

انت في الصفحة 298 من 308 صفحات

موقع أيام نيوز


كان يسكب آيان بعض العصائر بالأكواب للعمال فدق هاتفه للمرة الثانية لذا نظف يديه بالمنشفة التي يحملها على كتفيه ثم دثها بجيب جاكيته الأسود ليجذب الهاتف فما أن رفعه على أذنيه حتى أتاه صوت بدى مألوفا بالنسبة إليه 
_مش بترد ليه يا آسر كلمتك أكتر من مرة! 
همس بذهول وهو يتطلع لشاشة هاتفه 
_آسر! 

زم شفتيه بذهول حينما وجده هاتفه فعاد ليضعه على هاتفه مجددا 
_أنا آسف يا تسنيم واضح ان في سوء تفاهم ده رقمي أنا مش رقم آسر.. 
طال صمتها حرجا لما تعرضت له فعادت لتتفحص الهاتف هي الاخرى ثم قالت على استحياء 
_أنا اللي بعتذر اني ازعجتك يا آيان بس ده فعلا رقم آسر أو يمكن أكون متلغبطة. 
ابتسم وهو يجيبها 
_عموما حصل خير.. 
أغلقت الهاتف فرفع آيان هاتفه ليتأكد من الرقم مجددا ليجده مدون بحبيبتي.. فتعجب للغاية وحينها تأكد من كناية الارقام المدونة بأن الخط الذي يحمله هاتفه لا يخصه! 
وصل بدر بسيارة الربع نقل للسرايا فألقى بذاته من على سطحها ثم أشار لمن خلفه قائلا 
_نزلوا الاسمنت ودخلوه للرجالة. 
أومأ أحداهما برأسه وهو يشير له 
_تحت أمرك يا بشمهندس.. 
ابتعد بدر للخلف قليلا ليتفحص هاتفه ثم رفعه حينما أتته مكالمة مدونة باسم حورفوجدها تتحدث بعصبية مبالغة بها 
_بسببك طنط ريم كسفتني قدام البنات ومسكني تريقة من الصبح والله يا أحمد ما هعدهالك وهتشوف هعمل فيك أيه. 
ضحك ساخرا 
_سلامة النظر يا حبيبتي أنتي طالبة جوزك ولا اخوكي! 
رددت پصدمة 
_بدر! 
أتاها صوته الضاحك 
_بالظبط.. بس فكك وقوليلي عمل أيه الواد ده وأنا بنفسي هروقهولك.. 
انساق الحديث فيما بينهما وتناست حور تمام الرقم الذي يخص زوجها فما أن انتهى الاتصال فيما بينهما حتى تفحص بدر الهاتف وهو يردد بدهشة 
_ده مش خطي! 
جلس يحيى يزيح حبات العرق النابض عن جبينه بعد انتهائه من نقل الطوب للعامل بالأعلى فأخرج هاتفه حينما ورده أحد المكالمات فاستمع لصوت المتصل 
_كده يا حبيبي بقالك فترة مش بتعبرني ولا حتى بشوفك طيب أنا هنت عليك 
صعق مما استمع اليه وخاصة بأن الصوت كان واضحا بأنه يعود لرؤى زوجة بدر فردد بذهول 
_رؤى! انتي متلغبطة في الارقام ولا أيه! 
رددت پصدمة تفوقه 
_يحيى! 
وقبل أن يستمع لتبرير صريح منها كانت قد اغلقت الهاتف بوجهه من فرط الحرج الذي تشعر به فالقت الهاتف عن يدها أما يحيى ففور تأمله جهات الإتصال تأكد من أنها لم تكن تطلب الجهة الخاطئة بل أن هناك خطا ربما مقصود! 
أشار آسربيديه لأحد العمال ليخبره 
_خد بالك البراميل ملان مية أنا هجبلك واحد فاضي بس الله يكرمك تنجزني لان زي ما أنت شايف الوضع مش مستحمل. 
رد عليه بتأكيد 
_متقلقش يا بشمهندس هنخلص قبل المدة المطلوب بإذن الله.. 
منحه ابتسامة هادئة 
_إن شاء الله. 
ثم ناوله مبتغاه وإتكأ بمعصمه على الحائط من خلفه ليجذب الهاتف الذي يدق فوجد رقم غريبا فتح آسر الهاتف ثم قال 
_الو.. 
أتاه صوتا غريبا يستمع له لأول مرة 
_دفعت إيجار الأراضي وكله تمام يا كبيرنا عشان تتأكد ان وراك رجالة. 
ضيق عينيه وهو يردد بحيرة 
_أراضي أيه انت مين 
رد المتصل بدهشة 
_لحقت تنساني يا آيان باشا أنا لطفي رجل من رجالتك! 
بعد آسر الهاتف عن وجهه ليتطلع بالشاشة بذهول فوجد آيان يقف مقابله ويناوله خط صغير وهو يردد ساخرا 
_اسمع عن تبادل الموبيلات لكن الخطوط دي موردتش عليا قبل كده! 
قدم له آسر الهاتف فرفعه آيان على اذنيه ثم قال بثبات عجيب 
_اقفل أنت يا لطفي ساعة وهكلمك تاني. 
وبالفعل أغلق الهاتف ووقف في محاذاة آسر الذي انتقلت عينيه الصقرية تجاه ابناء اعمامه فكلا منهما يقترب منه يحمل هاتفه ويردد بنفس الكلمات التي جمعتهم 
_ده مش خطي! 
انتقلت نظراته تجاه عبد الرحمن الذي يراقبه بابتسامة انتصار فناداه پغضب 
_تعالى هنا احسن ما أجيلك أنا وأخلي شكلك ميساواش قدام الرجالة. 
انتقلت النظرات جميعا تجاهه فاقترب منهم وهو يلعق شفتيه من فرط الخۏف فقال بارتباك
_اعملكم ايه ما انتوا الا بدأتوا.. 
اقترب منه يحيى ثم صاح به پغضب 
_أنت أهبل صح أنت عرضتنا كلنا لموقف محرج أنا كان معايا خط بدر ورؤى اتحرجت لما أنا اللي رديت عليها انت كده هزرت والمفروض اننا نضحك يعني ولا أيه بالظبط! 
استشاطت نظرات بدر الغاضبة فقال آيان هو الأخر
_وأنا كان معايا خط آسر وتسنيم رنت عليه برضه..
تهجمت معالم آسر فبدى مخيفا للغايةوخاصة حينما انتقلت يديه لقميص عبد الرحمن الذي اسرع بالتبرير
_وأنا إيش عرفني انهم اللي هيرنوا أنا كنت آآ.. 
انقطع صوته حينما تلقى لكمة قوية أطاحته أرضا فضحك أحمد وهو يخبرهما بعنجهية 
_أنا الحمد لله مجاليش مكالمات خالص. 
ضحك بدر ثم وضع يديه حول كتفيه وهو يخبره ساخرا 
_وهو أنت كنت فاضي للمكالمات يابو نسب أنت كنت مقضيها تحرش جوه بس الوالدة ظبطتك. 
صعق لما يستمع اليه فغمز له بمشاكسة 
_مهو حظي جيه في خطك أختي بقى ومننا وعلينا.. 
اڼفجر آيان ضاحكا ثم قال بسخرية 
_العيلة دي هتتشرد لو اتأخرنا اكتر من كده لازم نرجع السرايا زي ما كانت بأسرع وقت.. 
صاح بهما يحيى 
_انتوا بتهزروا وسايبن الواد ھيموت في ايد آسر! 
رفع أحمد يديه
 

297  298  299 

انت في الصفحة 298 من 308 صفحات