رواية الدهاشنه بقلم اية محمد
پخوف
_حسبي..
أنعش الهواء الذي يتسلل من الشرفة المقابلة لها رئتيها فبدت على ما يرام وقالت بصوت متعب
_لحد أمته هفضل كده أنا مش عارفة مالي بجد مكنتش كده في حملي الأول..
رد عليها بحنان ومازالت يديه تتشبث بها
_فترة مؤقتة وهتعدي المهم انك تريحي نفسك الفترة دي..
استدارت برأسها تجاهه فوزعت نظراتها بين يديه المتشبثة بها وعينيه بابتسامة هادئة تلاشت حينما تفحصت الثياب التي ترتديها فخشى آيان أن تظن السوء به وخاصة بعد أن طلبتها صريحة منه بحاجتها لبعض الوقت لذا قال سريعا
ارتاحت تعابيرتها بشكل ملحوظ له فباتت الامور لها عادية مما جعل السعادة تشرق قلبه النابع بحبها الجياش فانحنى ليضع قبلة رقيقة على يدها وهو يهمس لها
_قولتلك قبل كده عمري ما هكسر ثقتك فيا تاني..
رفعت حدقتيها تجاهه ثم قالت ببسمة مشرقة
_كل اللي بتعمله معايا ومع أهلي بيأكدلي ده.. أنا آآ... آآ..
_أنا عايزاك تكون جنبي على طول يا آيان.. متتخلاش عني..
ضمھا اليه بقوة وهو يهمس لها بعشق
_أنا جنبك علشان ماليش مكان غير جنبك وفي حياتك أنا بحتاجك وبحتاج لوجودك لازم تفهمي ده كويس.
و رفع وجهها اليه لتستمع لكلماته الاخيرة باهتمام
وفي تلك اللحظة سمح لذاته بتحطيم حاجزها التي وضعته بينهما وكاد بالتعمق فيما يجمعهما لولا طرقات الباب المزعجة له نهض عنها ثم فتح الباب ليجد آسر من أمامه فمنحه نظرة ساكنة شملته من رأسه حتى اخمص قدميه قبل أن يلقي لمسمعه كلماته الساخرة
وقف آيان مقابله ثم أغلق الباب من الخارج ليرد عليه بضيق
_يا عم أرحمني ده أنا ما صدقت أوصل للي وصلتله أنت أيه حد زقك عليا!
مال بجسده على الحائط ثم وضع يديه بجيب سرواله وهو يجيبه بمكر
_القدر يابن المغازية ولو كترت بكلامك هقلبها دراما.
_لا متقلبهاش اتفضل أنا جاهز..
أشار بعينيه بابتسامة خبيثة
_كده تعجبني.. بينا بقى قبل ما البنك يقفل..
كبت آيان غيظه ولحق به للأسفل بهدوء مصطنع..
بالمشفى..
كبتت صرخاتها بطرف الملاءة البيضاء وهي تحاول الاستكانة حرجا من أبيها وعمها الجالس خارج الغرفة ولكن كان الألم يفوقها فرغما عنها كانت تنفلت منها الصرخات لتغدو أكثر ألما وبعد أن تفحصت الطبيبة حالتها قالت بعملية بحتة
قالت ريم پبكاء
_اللي انتي شايفه صح اعمليه يا ضاكتورة.
وانحنت لابنتها تربت على كتفيها بحنان
_ربنا يقومك بالسلامة يا حبيبتي..
جهزتها الممرضة أولا بحقن وريدها بمحلول يساعدها على التأهل قبل ولوجها لغرفة العمليات ومن ثم أخبرتها بأن تلحق بها لغرفة الملابس التابعة لغرفة العمليات فانقبض قلبها وتشبثت بيد يحيى الذي فهم من عينيها ما توده لذا اسنادها على ذراعيه ولحق بها للداخل ومن ثم عاونها على ارتداء الروب المعقم الخاص بالعمليات وانحنى بقدميه تجاهها ثم رفع عينيه تجاهها قائلا بحزن
_لحد هنا ومش هقدر أكون معاكي أنتي عارفة ان ده صعب عليا..
أمسكت بيديه بقوة تسبق مسكتها الهزيلة ثم قالت بتوسل
_لا متسبنيش يا يحيى ادخل معايا آآ... أنا خاېفة.. متسبنيش..
أطبق بيديه على يدها ثم قال والدمع يتلألأ بعينيه
_مش هقدر بلاش عشان خاطري أنا مش هعرف أقويكي وأنا محتاج لحد استمد منه القوة في الوقت ده..
كادت بالاعتراض على ما قال ولكن قطعتهم الممرضة التي فتحت الباب المتحرك من أمامها ثم قالت
_اتفضلي يا مدام..
انقبض قلبها فذكريات فقدانها لابنها الاول مازالت تلاحقها تخشى أن تفقد الثاني وحينها ستواجه مۏت حتما سيكون الأكثر ألما شعرت برجفة يديه بين يدها فلم ترد أن تزيد امره فهي تعلم جيدا ضعفه وخوفه الشديد عليها فربما لن يحتمل رؤيتها هكذا بالداخل تهربه ذات المرة مختلف عن سابقها فتلك المرة ظل يحارب حتى معركته الاخيرة استكانت ماسة بنومتها بعد ان انغرز المخدر بسلسلة ظهرها أغلقت عينيها بقوة لتحتمل أي ألم قد تتعرض له ولكنها شعرت بقبلة رقيقة تجتاز جبينها المتعرق ففتحت عينيها لتجده يقف جوارها كانت صدمة مختلفة بالنسبة لها فالسعادة سيطرت عليها لمحاربته ما يعتريه حتى يكن لجوارها فلوهلة شعرت بأنه من يتعرض لغرز السکين بأحشائه وليس هي فالألم ينعكس على وجهه هو بالمقارنة لها أمسكت ماسة يديه ثم قالت برأفة به
_أخرج يا يحيى أنا كويسة.
فتح عينيه لها ثم أولى ظهره للستار العازل بينهما وبين الطبيبة فوضع رأسه جوارها على السرير الصغير وهو يردد