رواية الدهاشنه بقلم اية محمد
ليطبع قبلة حزينة على جبينها ثم قال وعينيه تتطلع اليها
_مفيش أي جديد يا يحيى!
هز رأسه نافيا
_لا لسه زي ما هي..
شفق عليه فهو الوحيد بينهما الذي يملك حربا دائمة مع الابتلاءات لذا يتمنوا ان تطرق السعادة بابه دنا أحمد منه ثم عاتبه قائلا
_كده تخبي عني اللي حصل هي دي مش أختي برضه وأمرها يهمني..
_مكنش ينفع أقلقك في يوم زي ده يا عريس.
انكمشت معالمه بضيق
_عريس! أنا اختي عندي اهم من الدنيا كلها يا يحيى انا فعلا زعلان منك ولولا حالتك دي أنا كنت عرفت أخد حقي منك وقتي.
ضحك وهو يعني بمقصده فابتسم أحمد هو الأخر وهو يخفي حزنه وتمزق قلبه على ما يحدث له فجذب جاكيته الملقي على الفراش ثم قدمه له قائلا
التقط منه الجاكيت ثم أعاده لمحله وهو يقول
_لا مش هتنقل من هنا ارجع انت يا احمد لعروستك ميصحش تسبها لوحدها من الاول كده..
رد عليه بتصميم
_يحيى انت مش هتقدر تقعد جنبها وأنت بالحالة دي لازم على الاقل تاكلك لقمة...
ثم ربت على يديه
منحها يحيى ابتسامة ممتنة ثم انتصب بوقفته ليمنحها نظرة اخيرة تختم معالمها بداخله قبل أن يغادر..
ظلت رواية لجوارها حتى خيم الليل بجلبابه الأسود المعتم مازالت تجلس على سجادة الصلاة تدعو وتتوسل لله أن ينجد ابنتها مما تمر به..
بالخارج.. أشار آسر لبدر بأن يدلف للداخل ليخبرها بأن عليهم الرحيل الآن فما فعلته روجينا مازال يؤثر عليه فمنع نفسه من الدخول خشى أن يرأها في تلك الحالة فيجن جنونه وېقتل ذلك الأرعن في محله فمازالت هناك حلقة مفقودة حول حاډثها المخيف هذا ولكن ما يجعله حائرا حالة الحزن الغير مصطنعة على وجهه..
دنت من باب الجناح بخطوات مترددة حتى أنها فكرت كثيرا قبل أن تطرق ولكنها وجدته الأنسب لما تود قوله طرقت عدة مرات حتى فتحت رؤى الباب فابتسمت قائلة بترحاب
_تالين! اتفضلي يا قلبي..
وجهها التعيس فشل برسم بسمة صغيرة فقالت بجفاء
_بدر لسه صاحي يا رؤى
رغم دهشتها من تلك الحالة الغريبة التي تسيطر عليها الا أنها أشارت بيدها للداخل
ولجت تالين للداخل فاستقام بدر بجلسته فور رؤياها واستقبالها بابتسامة هادئة
_يا أهلا بعروستنا ده أنا قولت انك نسيتنا..
جلست رؤى جواره لتمازحها قائلة
_هي نسيتنا بس دي نست الدنيا مهو خلاص عبد الرحمن أكل دماغها.
بدت اليهما غير مرحبة بالمرة بالحديث وخاصة عنه فقالت بجدية تامة
_ممكن أتكلم معاك شوية يا بدر.
شعر بأنها تود الحديث معه على انفراد لذا كان ذكيا في إبعاد زوجته عن المجلس حينما قال
_معقولة تالين مجتلناش من زمان ونسيبها كده من غير واجب ضيافة.
نهضت وهي تجيبه بلهفة
_نسيت والله حالا
وتركتهما ورحلت لتعد ما يناسب استقبال شقيقتها الحبيبة فما أن ابتعدت عن الغرفة حتى تساءل بدر باستغراب
_في أيه يا تالين شكلك مش طبيعي خالص من لما ډخلتي!
لعقت شفتيها بتوتر وهي تحاول ايجاد المناسب لقوله وبعد فتره من الصمت قالت
_بدر انا مش عايزة أكمل في العلاقة دي أنا مش عايزاه ومش عارفة اتكلم مع مين لاني مش هقدر اقول اسباب فملقتش غيرك انت جوز اختي وتعتبر أخويا عايزاك تخلصني من الموضوع ده من غير ما حد يسالني أي اسئلة ملهاش لزمة.
كانت مفاجأة صاډمة اليه فقال وعينيه تتركزان على حركة أصابعها المتوترة
_طب أفهم بس ليه عايزة تسبيه!
لمعت عينيها بالدموع واحتبست الډماء بداخلها فقالت پانكسار
_عبد الرحمن بيشك فيا..
رفع حاجبيه پصدمة
_بيشك فيكي ازاي!
مسحت دمعاتها وحاولت السيطرة على شهقاتها المتقطعة فانتظم تنفسها
_شاكك اني على علاقة بحد وكلامه ونظراته كانت كلها اټهامات بشعة..
انكمشت حدقتيه پغضب
_معقول!! اټجنن ده ولا ايه.
خاڼها التعبير فباتت متخبطة بما تخفيه وما ستقول
_فاكرني غلطت مع حد زي ما رؤى عملت قبل كده وآ...
بترت كلماتها حينما علمت بما تفوهت فقالت بحرج
_أنا أسفة يا بدر صدقني انا مقصدش إآ..
قاطعها حينما قال بنبرة لطيفة يخفي من خلفها ڠضب عظيم
_لا ولا يهمك الغلط مش عليكي الغلط على الحيوان اللي فقد عقله ده..
ثم تطلع اليها وهو يسترسل
_عموما سبيلي أنا الموضوع ده متقلقيش أنا هتصرف..
نهضت وهي تودعه قائلة
_ياريت في اقرب وقت يا بدر هرجع اوضتي تصبح على خير.
ودعها بابتسامة رسمها بصعوبة
_وانتي من اهله.
وما أن غادرت الغرفة حتى جذب ملابسه واتجه لغرفة ابن عمه فدفع بابها بقدميه لينتفض من يستلقي على فراشه بفزاع فهدأ قليلا حينما تأمل من