الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية الدهاشنه بقلم اية محمد

انت في الصفحة 170 من 308 صفحات

موقع أيام نيوز


سليم عايزك.. 
أومأ له برأسه فاتبعه للشرفة الخارجية ليمنح خالد بدر نظرة فهم مغزاها وخاصة بإبعاد ابيه عنه فما أن تأكد بابتعادهما حتى أسرع ليجلس على المقعد القريب منها فمسك يدها وهو يهمس لها بصوت منخفض 
_رؤى..... 
فور سماعها لصوته انهمرت الدمعات من حدقتيها لټغرق وجهها الشاحب فقرب أطراف اصابعه منها ليزيحها عنها ثم قال بحزن 

_لو فكرتي في الاڼتحار تاني هعاقبك وعقوبتي المرادي مش هتبقي تجاهلك لا هتبقى اصعب من الاول... 
فتحت عينيها على مهل لتتطلع له پانكسار وبصوت شحبت احباله قالت 
_أنا عايزاك تجبلي حقي يا بدر عايزة انتقم منه وأقتله بأيدي...
مرر يديه على خصلات شعرها برفق 
_هيحصل.. ومش بعيد يا رؤى... اطمني يا حبيبتي أنا جانبك ومش هسيبك بس عايزك لحد ما ده يحصل تكوني قوية ومفيش حاجه تهزك.. 
أغلقت عينيها پقهر وتعابيرها تقص ما تجهل التعبير به 
_مش قادرة ارفع عيني في عين بابا ولا حد منكم انا اتفضحت يا بدر! 
التاع قلبه ألما ومع ذلك سيطر على انفعالاته بحرافية 
_لو حقك مرجعش أبقى مستاهلكيش يا رؤى.. 
قاطعت تالين جلستهما حينما دنت منها لتتساءل بفرحة 
_رؤى فاقت 
اتسعت ابتسامتها حينما وجدتها استردت وعيها فجلست

جوارها من الناحية الأخرى لتعاتبها پبكاء 
_كده تخضيني عليكي!.. 
استندت بجذعيها لتستقيم في جلستها لتندس بأحضان شقيقتها باڼهيار وجدت من يطيب جرحها بحنان فمد حبيبها يديه لها واحتضنتها شقيقتها فما الذي ستحتاج اليه بعد الآن.... العون أحيانا من الأقرباء يدفعك للمضي قدما دون الحاجة لسماع أقوال زائفة من أناس لا يعرفون الكثير عنك فسرعان ما سينقلبون ضدك ربما من كلمة نقلت اليهم وربما من صورة أو مقطع فيديو كهذا ولكن بالنهاية سيظل القريب هو من يعرفك أكثر منهما فبالتأكيد لن تغره مثل تلك الشائعات القاټلة! 
حينما يبتعد الطفل عن أمه لوقت طويل يشعر بالاضطراب حينما يراها مجددا فيخلق بداخله الف سؤال لا اجابة له لماذا تركتني وابتعدت عني ألم تعد تحبني مثل سابق عهدها لذا ابتعدت عني هل ارتكبت خطأ لذا تخلت عني.... الف هاجس يهاجمه فيصبح أسير للفكرة التي ستنتصر بداخله بالاخير هكذا كان حال ماسة التي تشعر بالاستياء لابتعاد ريم عنها لما يقرب العام والنصف تركتها لتتابع مع طبيبها الخاص وودت لو تمكنت من السفر اليها ولكن هناك مسؤوليات منعتها كما منعت رواية من قبل فاستكفت كلا منهما بمتابعه الاتصالات الهاتفية بهن للاطمئنان عليهم ولكن قليل من الحنان والحب كفيل باستعادة ذكرياتها اللطيفة معها لذا كان من السهل على ماسة تقبلها فتناولت الطعام الذي قدمته لها ريم بهدوء وما ان انتهت منه حتى مسحت لها فمها بأصابعها وهي تردد بابتسامة 
_الف هنا يا روح قلبي.. 
ابتسمت لها ماسة هي الاخرى ثم قالت بطفولية 
_هتأكلي منه حور 
ضحكت على صفاء قلبها الذي مازالت تتصف به فحتى بعد تدهور حالها الا انها مازالت تكن معزة خاصة لصديقتها القديمة فاحتضنتها وهي تجيبها 
_أول ما تاچي وأني هعملها الحلو كله.. 
اتسعت ابتسامتها ثم قالت 
_ماشي... أنا هطلع ليحيى بقا.. 
أشارت لها بحنان 
_اطلعي يا نور عيني بس خلي بالك من السلم.. 
ضيقت عينيها بعدم فهم 
_ليه 
ارتبكت من اجابتها ولكن سرعان ما قالت بابتسامة هادئة 
_عشان ما توقعيش وتتعوري السلم اهنه واعر أوي. 
هزت رأسها ومن ثم صعدت للطابق الأول باحثة عنه في الغرفة التي قضوا ليلهم بها ولكنها لم تجده فخرجت للبحث عنه بالخارج سكنت عينيها الحائرة حينما لمحته يدنو من الدرج الجانبي فأسرعت خلفه لتتبعه للأعلى دون أن يشعر بها... 
وصل يحيى للطابق الثاني من الثرايا الذي أعده فهد للشباب بعد زواجهم فغرفة كل شاب منهما تقبع بالطابق السفلي كغرفة آسر وغرفة يحيى التي قضى ليله بها أمس أما الطابق العلوي فيحوي جناح خاص لكل شاب منهما بعد الزواج ضړب قلبه عاصفة غزت قلبه فألمته حينما وقف أمام باب جناحه الخاص وضع يديه على مقبض الباب وبداخله تردد كبير بفتحه يتذكر أجمل أيام قضاها بصحبتها بذاك الجناح الذي شهد على عشقهما العتيق تثاقلت انفاسه رويدا رويدا وكأنه غير مستعد لمواجهة قد تحطمه في وقت تحتاج اليه معشوقته به لذا أبعد يديه عن الجناح واستدار للعودة سريعا فتفاجئ بها تقف من خلفه انفرجت شفتيه پصدمة حينما رأها تقترب منه لتتساءل باستغراب 
_يحيى بتعمل أيه هنا 
أجابها على الفور وهو يجذبها بعيدا عن الأبواب المرصدة حتى بات بالقرب من الجناح الخاص بأحمد 
_مفيش يا حبيبتي يلا ننزل.. 
اتبعته حتى كادوا بالاقتراب من الدرج ومن ثم تركت يديه وبداخلها احساس قوي بأنها صعدت هنا من قبل فأسرع تجاهها وهو يسألها بقلق 
_مالك يا ماسة في حاجة واجعاكي 
لم تجيبه واستدارت للخلف حتى سلطت نظراتها على ذاك الباب الذي جذبها بالتطلع اليه وبالرغم من كثرة الابواب من حولها الا أن قدميها ساقتها نحوه لتحرر بابه بيديها ومن ثم ولجت للداخل ويحيى يتابع ما يحدث بدهشة فأسرع من خلفها ليجدها تقف أمام الحائط الذي يحمل صورتها بالفستان الأبيض جواره انعرج حاجبيها بدهشة فرددت بتوتر 
_ماسة عندها
 

169  170  171 

انت في الصفحة 170 من 308 صفحات