الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية الدهاشنه بقلم اية محمد

انت في الصفحة 141 من 308 صفحات

موقع أيام نيوز


تخبره 
_متقلقش هتكلم معاه وهعرف اللي في قلبه بالظبط. 
منحها ابتسامة مهلكة ومن ثم طبع قبلة صغيرة على جبينها ليهمس بحب 
_طيب يا حبيبتي اتكلمي معاه ولو كده هدخله انا ونشوف هنعمل أيه!. 
أومأت برأسها بفرحة لمسها فهد الذي ابتعد ليتجه للمندارة فتابعها وهي تتطلع لآسر بفرحة وتمنى فابتسم رغما عنه وهو يهمس بصوت لا يسمعه سواه هو 

_يارب يفرحك دايما يا نور جلبي. 
انتهت تسنيم من عملها فنهضت ثم جمعت الملفات بحقيبتها قائلة بابتسامة صغيرة 
_كده كل الورق تمام عن أذن حضرتك. 
وكادت بتخطيه فأسرعت رواية بالاقتراب منها ثم قالت بحزم 
_على فين ان شاء الله ... أنتي مش هتخطي خطوة بره البيت ده من غير ما تتغدي معانا. 
كادت بأن تعترض سريعا فوجهت رواية حديثها لابنها قائلة پغضب 
_من أمته وضيوفنا بيمشوا من غير الواجب يا آسر.. 
رفع كتفيه وهو يردد بقلة حيلة 
_معاها معتقدش منك ليها أوكي. 
لم تستعب ما قاله ولكنها لم تبالي بل جذبتها للداخل عنوة فقالت تسنيم 
_والله ما هقدر أنا أكلت قبل ما أجي. 
قالت بصرامة 
_مفيش حد بيدخل هنا وبيخرج كده وبعدين يا ستي لمتنا هتفتح نفسك مش كده ولا أيه يا آسر. 
رغم تعجبه لمعاملة والدته المميزة لها الا انه قال 
_صح... اللمة بتجوع إساليني أنا. 
وجدت ذاتها تنخضع اليها فلحقت بهما للداخل على استحياء فلا مجال للهروب من عند وضع طرفيه أمام فرد من الدهاشنة. 
شعرت بإختناق صدرها فلم تعد تجد ما يخفف عنها أو يجرف تفكيرها بعيدا عن هذا الرجل الغامض الذي ظهر لها من العدم فتمكن مما فشل معشوق طفولنها من فعله لم تعد تعلم ما الذي يتوجب عليها فعله فلم تعد تملك التحكم بعقلها الذي يفكر به كل دقيقة وكلما حاولت تشتت ذهنها بالتفكير بخطيبها تعود للتفكير به من جديد جلستروجينا على الرمال المترسلة على مياه البحر تتأمل الأمواج الثائرة من أمامها وكأنها تحاربها او تذكرها بأن ما تفكر به لن يحدث أبدا وكأن هناك مصباح لتحقيق الأمنيات او ربما حورية تتدلل بين صفحات البحر فاستمعت لدموع تلك الفتاة البائسة الحائرة فمنحتها تحقيق لامنيتها وها قد أتي صوته الرجولي العميق من خلفها يردد 
_مش قولنا نبعد عن اليخوت والبحر ناوية تنخطفي تاني ولا أيه 
فتحت عينيها على مصرعيها ثم التفتت للخلف لتجده يقف مقابلها بطالته التي لم تفشل يوما بالسيطرة عليها نهضت عن الرمال وهي تردد بابتسامة مشتتة 
_انت! 
وضع أيان يديه بجيوب بنطاله القصير ومن ثم اقترب وهو يردد 
_أيوه أنا.. 
ثم منحها نظرة أربكتها قبل أن يستطرد 
_اتعودي انك هتشوفيني كل ما هتتهوري وتركبي يخت غلط او تفكري تقربي من المياة. 
ابتسمت على دعبته اللطيفة وإن كانت تحمل معنى مبطن بقلقه عليها ربما يشعرها بأنها تعني له انتبهت لذاتها الهائمة به كالبلهاء فلعقت شفتيها بارتباك ساد الصمت ليقطعه أيان حينما قال بخبث 
_شكلك مش مرتاحة لوجودي أشوفك بعدين. 
وكاد بالمغادرة فركضت لتجتاز طريقه وهي تردد بلهفة 
_لا بالعكس أنا فرحت إنك هنا. 
توقف عن المضي قدما ثم تطلع لها فوجدها تغلق عينيها باحراج شديد ومن ثم سمحت لذاتها بالجلوس أرضا ثم أخذت تردد بتشتت 
_أنا مش عارفة مالي بجد من ساعة ما شوفتك وأنا متلخبطة.. 
والتقطت نفس طويل قبل أن تتابع بضيق 
_بحاول أخرجك من دماغي مش عارفة ومستغربة لاني مشفتكش غير كام مرة. 
ورفعت عينيها اللامعة بالدموع تجاهه وهي تشير بأصبعها تجاهه 
_أنا مخطوبة وهتجوز كمان شهرين والمفروض اني بحب خطيبي طب ليه بفكر فيك دايما. 
ابتسم أيان وهو يتابعها بمكر وعدم تصديق لنجاحه السريع بخطته التي لم تكلفه عناء انخفض لمستواها ثم عاونها على الوقوف ليمنحها نظرة واثقة كسرها بعد دقيقة من الصمت حينما قال 
_هتصدقيني لو قولتلك اني لما شوفتك حسيت بشيء غريب. 
ورفع شفتيه بعدم اكتثار 
_يعني واحدة بتتعرض لاعتداء وساعدتها واتعرضت للمۏت قدام عيوني وجايز لو نزلت المية وراها

بوقت زي ده مكنتش أطلع حي وبالرغم من كده خاطرت بحياتي وانا معرفش ايه اللي ممكن يربطني بيها. 
ثم ابتسم بمكر 
_بس ده ميمنعش انك طلعتي جميلة. 
ابتسمت روجينا ثم قالت 
_أنا مش فاهمه انت عايز تقول ايه 
اعتلت معالمه الجدية وهو يردد بثبات مخيف 
_اللي قصده بكلامي أن القدر بيلعب لعبته احيانا أوقات بنقابل أشخاص وبيختلط علينا الاعجاب بالحب وأحيانا بينفرض علينا كره أشخاص من قبل حتى ما بنشوفهم يمكن لو اتقابلوا في ظروف تانية غير دي كان ممكن يكون في أمل ان الحياة ما بينهم تبقى طبيعية.. 
شتتها كلماته الغامضة فودعها بابتسامة خبيثة وهو يشير لها بيديه 
_الجو برد أشوفك بعدين. 
وتركها ملبكة فيما قاله وغادر والابتسامة تتسع وجهه المنتصر! 
تناولت الطعام في جو من الالفة وسط نساء الدهاشنة ارتحت للحديث برفقة رواية وريم وأحبت نادين بمرحها الذي يصنع البهجة ودت لو جلست معهن العمر بأكمله الى أن حان وقت الرحيل هبطت تسنيم من الأعلى لتغادر فانخطف لونها وتشنجت قدميها عن المضي قدما حينما رأت أمامها صورة معلقة تحمل أخر شخص توقعت رؤياه!! 
تلك الفتاة الهزيلة تحمل بقلبها ضغينة من الاسرار والمتاهات
 

140  141  142 

انت في الصفحة 141 من 308 صفحات