رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود
....
جاء عدنان من الصباح الباكر كي يطمئن على زوجته وابنته لكنه وجد جلنار مازالت نائمة وهنا كانت تشاهد أحد أفلام الكرتون على التلفاز بما إن اليوم هو يوم الجمعة واجازتها من الحضانة ونشأت لم يكن بالمنزل .. اما بدرية فكانت تقوم بتجهيز وجبة الإفطار لجلنار إلى حين استيقاظها فطلب منها أن تخرج وهو سيكمل تحضير الطعام هو وهنا التي رحبت وتحمست كثيرا بالفكرة .
كانت تجلس الصغيرة فوق الرخام وتهتف محدثة أبيها الذي منشغل بتحضير الطعام
_ بابي هو احنا امتى هنرجع بيتنا
إشار لعقلة من أصبعه وهو يضحك هامسا
_ خلاص فاضل حتى نونو قد كدا ونرجع .. أنا مجهزلك مفاجأة حلوة أوي في البيت هتعجبك
صاحت بفرحة غامرة وهتفت بفضول
_ لا مينفعش أقولك وإلا كدا مش هتبقى مفاجأة
زمت شفتيها بيأس ثم وجدت أبيها يضع الصحون فوق الصينية ويحملها فوق يديه هامسا
_يلا بينا لماما فوق ياهنايا
هنا برقة وحنو
_ مامي هتفرح أوي لما تعرف إني أنا وأنت حضرنا الفطار ليها
اماء لها بالإيجاب وهو يبتسم ثم سار باتجاه الطابق العلوي والصغيرة تلحق به لكنها اضطرب لانحراف طريقها إلى حيث غرفة بدرية التي كانت تصيح عليها تريدها في شيء .
_ امممم وحضرتلك الفطار كمان أنا وهنا
اقټحمت الغرفة هنا وهي تصرخ بفرحة
_ مامي صحيت
اقتربت ووقفت بجوارها وهمست باسمة بثقة وهي تسير للطعام
_ أنا وبابي حضرنا الفطار ليكي يامامي
مالت عليها جلنار ولثمت وجنتيها ويديها بقبلات متفرقة ومتتالية وهي تقول بحنو أمومي وحب جارف
تطلعت الصغيرة لأبيها وضحكت بصمت ثم هتفت بعفوية
_ أنا وبابي كما هنخلص الأكل من بدري بس هو كان بيتكلم في التلفون مع واحدة وقت طويل و......
قاطعها يمنعها من استكمال كلامها وهو برمقها بحدة ويقول مغتاظا
_ أحم .. روحي ياهنا كملي الكرتون بتاعك يابابا
_واحدة مين دي ياعدنان !
تهرب من الموضوع وهو يبتسم ببلاهة
_ قصدها وائل ياحبيبتي وائل .. مين اللي قال واحدة ! انا مسمعتش حاجة زي كدا .. انتي قولتي واحدة ياهنا !
ردت بنظرة ماكرة وهي تكتم ضحكتها
_ أيوة قولت
صر على أسنانه بغيظ وهو يطالع ابنته بوعيد حقيقي .. يتوعد لها بنظراته وحركات أصابعه .. وفورا انتبه على أثر صوت جلنار المرتفع والغيرة الحاړقة بعيناها
تنهد بعدم حيلة ورد بخفوت
_ ياجلنار دي ليلى والله كنت بتكلم معاها على الشغل لأني مش رايح النهارده
_ وتتكلم معاها وقت طويل ليه !
قال شبه منفعلا
_ بقولك بنتكلم في الشغل .. في الشغل اغنهالك
جلنار بغيظ وعصبية
_ وهو مفيش غير ليلى تتكلم وتحكي معاها في الشغل في التلفون .. ما في مېت راجل في الشركة .. عندك آدم وعندك حاتم كل ده مش كفاية
عدنان بعصبية مماثلة لها
_ لا مش كفاية يا جلنار عشان أنا عايز اتكلم مع ليلى حلو كدا ارتحتي !
كادت أن تجيب جلنار وتكمل صياحها لولا هنا التي التصقت بأبيها وهمست بكل رقة ونظرة بريئة تضمر خلفها برودها وكأنها تعمدت افتعال مشكلة بين والديها
_ بابي في بكرا حفلة في الحضانة هتيجي معايا مش كدا !
بصباح اليوم التالي داخل ساحة الحضانة حيث تقام الحفلة .....
كانت جلنار تجلس بجوار عدنان يشاهدون ابنتهم وهي تلعب وتركض مع اصدقائها .. لكن خرج صوت عدنان المغتاظ حين رأى ذلك الطفل الذي يلازم ابنته منذ قدومها ويتحرك معها بكل مكان حتى أنه يقترب منها ويمسك بيدها يجرها معه حتى
يلعبون
_ هو مين الواد الملزق ده .. وماله لازق للبنت كدا ليه !
رمقته جلنار باستغراب وهتفت
_في إيه ياعدنان دول أطفال !
هتف پغضب وغيرة ملحوظة
_ ولما هو طفل بيمسك إيد بنتي ليه .. مهو يبقى عيل مش متربي بقى
رمقته بطرف عيناها في حيرة من تصرفاته الجديدة والغريبة .. ثم عادت تتابع ابنتها من جديد
_ معلش ياحبيبتي اقعدي جمبنا شوية كفاية لغاية ما إيدك تخف
ففعلت وجلست بجوار أبيها عابسة الوجه لأنها سقطت بينما هو فكانت عيناه ثابتة على الطفل الصغير الذي لا يحيد بنظره عن ابنته ويتابعها باهتمام ! .. انتبهت جلنار له فضحكت بقوة وقالت
_ عدنان إنت اللي بتعمله ده بجد !
هتف پغضب حقيقي وانزعاج
_ إنتي مش شايفة الولا بيبص لبنتي إزاي !
لم تتمكن من حجب ضحكتها التي انطلقت عالية رغما عنها ولم يلبثوا لدقيقة حتى رأوا ذلك الطفل يتقدم نحوهم وفور وقوفه أمام عدنان نظر له وتمتم بهدوء
_ اونكل ممكن اطلب منك طلب
ردت عليه جلنار بدلا من عدنان وهي تضحك
_اتفضل ياحبيبي
نقل الطفل نظره بين هنا وبين جلنار وبين عدنان الذي كان