رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود
الذي قد يكون يخفيه عنها .. عقلها لا يتوقف عن التفكير منذ لحظتها والغيظ بأكل صدرها أكل .
انتبه لحالتها الغريبة فسألها باستغراب
_ مالك يامهرة !
التفتت برأسها نحوه ورمقته بسخط لتسأله في حدة ونظرة ثاقبة
_ آدم أنت مخبي عني حاجة
غصن حاجبيه بحيرة وأردف
_ هخبي عنك إيه يعني !!
_ معرفش أنا بسألك أنت !
_ وليه بتسألي السؤال ده !
مهرة پغضب شديد وعينان حمراء من فرط العصبية
_ يعني إنت مكنتش ملاحظ نظراتك لزينة كانت إزاي ولما قولتلك اروح اسلم عليها معاك رفضت بشكل غريب
أوقف السيارة جانبا على الطريق وتأفف بصوت مسموع ثم رمقها مطولا وقال مغلوبا
_ كل حاجة
كانت عبارة صارمة وقوية مثلها جعلتها يتنهد بحرارة ويتمتم بخفوت دون أن ينظر لها
_ زينة كانت بتحبني وأنا وهي كنا قريبين أوي من بعض .. أنا كنت عارف من بدري إنها بتحبني بس كنت بعمل نفسي عبيط على أمل أنها تنساني وتخرجني من عقلها وقلبها .. والوضع وصل إني فكرت ارتبط بيها عشان سعادتها بس تراجعت لاني مش بحبها ولا يمكن اقدر أسعدها وهكون بظلمها وبظلم نفسي .. وهي تستحق كل خير وتستحق راجل أفضل مني يكون بيحبها ويحافظ عليها ويصونها .. وهشام يستحقها
_وطبعا رفضت تاخدني معاك اسلم عليها عشان خۏفت ټجرح مشاعرها
صمت ولم يجد من الكلمات ما يدافع بها عن نفسه .. عبست واعتدلت في جلستها تشيح بوجهها عنه وتسأله بأسى
_ولما إنت خاېف على مشاعرها أوي كدا خدتني معاك الفرح ليه !!
اسرع والتقط كفها يحتضنه بين كفيه هامسا بنبرة تحمل الاعتذار والصدق
نزعت يدها من قبضته بقوة وصاحت به منفعلة وبعينان دامعة
صاح آدم بنبرة ارتفعت مثلها ونظرة كلها احتواء ورغبة
_ عشان عايزك تكوني جمبي ومعايا في كل مكان اروحه واقول لكل الناس إن دي حبيبتي وحياتي كلها وإنها ليا لوحدي وعشان مفيش صنف مخلوق يتجرأ يبصلك أو يفكر يقرب منك بس .. أنا عايزاكي تشاركيني في كل تفصيلة في حياتي يامهرة .. تكوني جمبي وقت حزني ووقت فرحي .. عايز اعيش الحياة معاكي !
والقت بنفسها عليه تعانقه بقوة وتهتف من بين بكائها
_ أنا بحبك أوي يا آدم .. اوعي تسيبني وتبعدني عنك .. أنا ممكن أموت لو سبتني إنت كمان
أردف آدم بنبرة تغمرها الحنان والغرام وهو يبتسم ويضمها إليه أكثر
_ مش عايز اسمع منك الكلام ده تاني .. لأن مجرد تفكيرك فيه أساسا مستحيل يعني لا يمكن يحصل أنا جمبك وهفضل جمبك لغاية آخر نفس فيا .. وكمان هنجيب بكيزة ومتولي ولا إنتي نسيتي
ضحكت بقوة رغما عنها عندما ذكرها بأسماء أطفالهم التي كانت تخبره بهم لما نتجوز ونجيب بنت هنسميها بكيزة والولد هنسميه متولي .. عشان انا بحب مسلسل بكيزة وزغلول أوي وبحب مسلسل عائلة الحج متولي .
ابتعدت عنه وقالت بحماس طفولي
_ بجد يعني وافقت يا آدم خلاص هنسمي بكيزة ومتولي !
رمقها بقرف وقال برفض قاطع
_ لا طبعا وافقت إيه .. انا اسمي ولادي بكيزة ومتولي ليه !! .. يبقى بلاها عيال خالص
ومن شفتيها بعبوس وعقدت ذراعيها أمام صدرها تهتف بعناد طفولي وغيظ
_ خلاص وأنا كمان مش هتجوز ويلا نفسخ الخطوبة
آدم بشراسة وعڼف رجولي
_ هتتجوزيني ورجلك فوق رقبتك وعلى الله اسمع حسك
ضمت كفيها لبعضهم بدهشة وقالت بابتسامة عريضة وطريقة كوميدية
_ الله bad boy هذا هو ذوقي المفضل !
انطلقت منه ضحكة رجولية عفوية ومرتفعة استمرت للحظات وهو يضحك عليها وسط همستها المغلوبة
_مجنونة والله العظيم مچنونة وهبلة !!
غمزت لها بعيناها تغازله برقة وجراءة مختلفة
_ ياحلو يا أبو عيون خضرا أنت
ضحك ورد عليها بخبث يفوقها
_ ما بلاش احسن بعدين بتزعلي وتقولي عليا وقح
كتمت فمها فورا باستحياء وهي تضحك بصمت وأشارت على فمها وهي تحسبه من البداية للآخر كأنها تغلق سحاب متمتمة
_ لا خلاص هسكت ومش هتكلم تاني خالص
اكتفي بصحكته العاشقة مع نظرته الدافئة التي بادلته إياها باسمة ! .......
بصباح اليوم التالي داخل منزل نشأت الرازي