الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود

انت في الصفحة 223 من 275 صفحات

موقع أيام نيوز


معايا
رفعت فاطمة سبابتها وقالت محذرة إياه بجدية 
_ حاتم لو عملت أي تصرف مش لطيف مع البنت أنا اللي هقفلك فاهم 
حاتم بصوت محتقن وبه لمسة الاحترام 
_ لو سمحتي إنتي ياخالتو متدخليش بينا لما ترجع .. هي موجودة وقاعدة معايا دلوقتي لما تبقى ترجع امريكا تبقى تخرج وترجع براحتها م ....
ابتلع بقية عبارته في جوفه عندما صك سمعه صوت رنين الباب .. فهبت فاطمة فورا مسرعة وهرولت لتفتح لها الباب .. كانت نادين تقف أمام الباب ومتوترة قليلا بعدما سمعت صوته المرتفع وحين فتحت لها فاطمة الباب وانحنت عليها تهمس في عتاب 

_ اتأخرتي ليه ده كله ! 
نادين پخوف وهي تختلس النظرات للداخل 
_ عصب كتير مو هيك ! 
فاطمة بملامح وجه عبثية 
_ اكتر من المتوقع .. ادخلي يلا 
دخلت نادين بخطوات مضطربة فوجدته يقف على مسافة بعيدة نسيبا ويرمقها بنظرات ممېتة .. ازدردت ريقها وابتسمت في ارتباك ملحوظ ثم تبادلت نظرات الندم مع فاطمة ليتها لم تستمع لتلك النصائح ونفذتها .
حاتم بعصبية 
_ كنتي فين لغاية دلوقتي !
توترت ولم تعرف بماذا تجيب .. إذا اكملت كذبتها وقالت أنها كانت مع صديقها المزيف ستهب العاصفة .. وبنفس اللحظة لا تريد كشف مخططها بعد كل هذا وهي وصلت للنقطة الحاسمة .
سمعت صيحته الملتهبة 
_ نادين أنا بسألك كنتي فين 
الحل الوحيد للهروب من الإجابة هي التصرف مثله تماما .. فصاحت هي الأخرى پغضب مزيف لكنها اتقنته بمهارة 
_ ليش عم ټعيط عليا .. بأي حق بتكلمني هيك وإنت ما إلك دخل أساسا وين كنت أنا ماني طفلة صغيرة فهمان ولا شو !! 
اندفع نحوها كالثور الهائج يجذبها من ذراعها إليه ويصيح بعينان حمراء وغيرة عمياء 
_ كنتي مع رفيقك ده لغاية دلوقتي 
استاءت حقا وبعدما كانت تتصنع الڠضب تملكها بالفعل حيث صاحت به 
_ احترم حالك واتركني 
أسرعت فاطمة إليهم تهتف بحاتم في ڠضب وهي تبعد يده عنها 
_ حاتم أنا حذرتك 
صړخ في صوت جهوري وعدم وعي لما يتفوه به 
_ إنتي مش شايفة بترد عليا ازاي ومش عاجبها إني بسألها كانت فين .. هيعجبها ازاي طبعا ماهي كانت مبسوطة مع رفيقها و.....
لم يكمل كلمته وتوقف حين شعر بصڤعتها له فوق وجنته .. لوهلة ظنها في البداية خالته لكن كانت هي من صڤعته وتتطلع إليه پغضب وخزي مع عينان غائمة بالدموع .
اندفعت نحو الدرج تركض مسرعة تجاه غرفتها بالأعلى بينما فاطمة فألقت نظرة معاتبة على ابن أختها واسرعت تلحق بنادين .. بقى متسمرا بأرضه يحدق في الفراغ وكأنه بعالم آخر حتى تحرك نحو الأريكة بعد دقائق وجلس فوقها يجز على أسنانه بغيظ مكتوم .
مرت خمسة عشر دقيقة تقريبا حتى سمع صوت أقدامهم وهي تنزل الدرج وصوت خالته وهي تتوسلها أن تقف ولا تذهب بينما هي فتحمل حقيبة ملابسها معها على الدرج حتى وصلت لآخر درجاته فانزلتها على الأرض وجرتها خلفها وهي تسير مسرعة باتجاه الباب .
التفتت فاطمة إلى ذلك الجالس بجمود فوق الأريكة يتابع بصمت دون أن يتدخل وصاحت به 
_ إنت

________________________________________
ساكت ليه ما تتكلم !!
لم يبدي أي ردة فعل استمر في الجلوس بسكون هكذا حتى رحلت فضړبت فاطمة كف بكف في عدم حيلة وڠضب ثم استدارت وصعدت لغرفتها بالأعلى .
أخرج حاتم هاتفه وأرسل رسالة لحارس بوابة المنزل وكان محتوى الرسالة كالآتي خليك ورا نادين هانم بالعربية وقولي راحت فين ! .
انتفضت واقفة عندما سمعت صوت المفتاح في قفل الباب .. هاهو يعود مرة أخرى .. لكن ياترى ماذا سيفعل هذه المرة .. المرة السابقة انهي كل شيء حتى زواجهم فماذا ستكون خطته اليوم .
انفتح الباب وظهر من خلفه مرتديا بنطال وقميص أسود اللون ويعلو قميصه جاكت من نفس اللون .. انقبض قلبها فهو لا يرتدي الأسود مكتمل هكذا إلا في العزاء .. تقهقهرت للخلف بحركة لا إرادية منها تسأله پخوف 
_ لابس كدا ليه ياعدنان ! 
رأته يضحك دون صوت ويغلق الباب خلفه كالعادة ثم يتقدم منها بخطوات متريثة وهي تستمر في التراجع بړعب أشد .. حتى وصل إليها بعدما اصطدمت بالحائط خلفها وتوقفت .
عدنان ساخرا بنظرات مشمئزة 
_ مټخافيش مش ھقتلك .. قولتلك متستاهليش ادخل السچن فيكي أساسا .. ده بالعكس أنا جاي اقولك إني هسيبك تطلعي خلاص 
اشرق وجهها الذابل بسعادة وقالت غير مصدقة 
_ بجد ياعدنان هتسبني امشي 
اماء لها بالموافقة يجيب في هدوء مريب 
_ أيوة هتمشي بس مع عمك أصل أنا اتصلت بيه وهو في الطريق دلوقتي 
صابتها الصدمة وفرت الډماء من وجهها فور سماع لاسم عمها .. فإن أشفق عدنان عليها ولم يتمكن من قټلها .. لن يشفق عمها .
تعلقت بجاكت عدنان تهتف متوسلة إليه بعين دامعة 
_ ابوس
 

222  223  224 

انت في الصفحة 223 من 275 صفحات