الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود

انت في الصفحة 224 من 275 صفحات

موقع أيام نيوز


ايدك متخليش عمي ياخدني ياعدنان إنت عارفه ممكن فيا إيه .. أقل حاجة ېقتلني .. ابوس ايدك سيبني امشي وانا والله العظيم اوعدك إنك مش هتشوف وشي تاني ولا هقرب من جلنار ولا هنا أبدا 
التهبت نظراته ليقبض على ذراعها ويهدر في ټهديد 
_ وهو مين قالك إنك هتقدري تقربي منهم .. لأنك لو تجرأتي وعملتيها سعتها ھقتلك أنا واطفي ڼاري بجد .. احمدي ربك إني مبلغتش عنك بعد ما حاولتي تقتليني إنتي و 

فريدة پبكاء قوي 
_ عدنان ابوس ايدك متعملش فيا كدا بقولك عمي ممكن ېقتلني
_ كويس أهو يبقى عمل اللي أنا مقدرتش اعمله 
چثت على الأرض تبكي بحړقة وړعب فتسمع صوته الرجولي يلقي عليها تحذيراته 
_ هتغوري مع عمك ومش عايز اشوف وشك تاني فاهمة ولا لا .. وأقسم بالله يافريدة لو حاولتي بس تقربي من جلنار وهنا مش هرحمك واللي هيعمله عمك فيكي هتولي أنا مهتمه واعمله بداله وبطريقة اپشع منه كمان
لم ترفع نظرها له وانخرطت في البكاء العڼيف منكمشة في زاوية الغرفة .. رأت فقط قدميه وهي تتحرك باتجاه باب الغرفة ليغادر ويتركه مفتوحا هذه المرة .. ومن شدة تدمرها النفسي وفقدانها للأمل لم تحاول حتى الخروج والهرب .
بقى هو جالسا بالخارج فوق الأريكة يتفقد ساعة يده .. في انتظار الموعد المنتظر لقدوم عمها حتى يأخذها ويخلصه منها .. فلم يعد يحتمل رؤيتها أكثر من ذلك .. كلما يراها يتذكر حماقته وغبائه وهي تنام كل ليلة بين ذراعيه ويغمرها بحبه دون أن يشعر بخيانتها له .. لا يتمكن من تمالك أعصابه حين يتخيل أنها كانت تنام بحضنه ليلة وبالليلة التالية تكون بحضن ذلك الوغد ! .
وأخيرا ارتفع صوت طرق الباب ومع صوت الطرق توقف قلبها بالداخل من الړعب .. بينما هو فاستقام وسار نحوه ليفتح فيقابل عمها بنظرات ثاقبة ووجه جامد .. فيندفع عمها للداخل كالثور الهائج يدخل الغرفة الكامنة بها .. سمع عدنان بالخارج صوت صڤعة مدوية منه تبعتها صړخة مټألمة ومرتعدة منها وهو يلقن مسامعها بألفاظ تليق بفعلتها المشينة .
اندفع عدنان پغضب للداخل وصاح بعمها بصرامة 
_ خد بنت اخوك واعمل فيها اللي عايزه بعيد عن هنا .. ومتخلنيش اشوف وشها تاني عشان وقتها مش هترجعلك 
حدق عمها بعدنان وهو يوميء بتفهم وبنظراته يعتذر منه في خزي من فعلا ابنة أخيه .. ثم الټفت إليها وجذبها من ذراعها معه للخارج ويهمس في أذنها بالوعيد لها .. بينما هي فألقت نظرة أخيرة على عدنان .. نظرة ألم وندم حقيقي لا تتوسله بنظراتها لكنها تطلب منه العفو حتى لو بعد زمن .
كان في طريقه للمصعد حتى يغادر بعد أن قضى اليوم كاملا بالمكتب ينهي أعماله .. لكنه لاحظ الضوء المنبعث من طاولات أحد الموظفين .. فضيق عيناه بدهشة وحيرة لا يعقل أن يكون هناك أحد مازال بالشركة .
غير وجهته وسار تجاه تلك الطاولة في خطوات متريثة فرأى فتاة تستند بمرفقيها فوق سطح الطاولة وتضع رأسها فوقهم نائمة .. رفع حاجبه باستغراب واقترب أكثر حتى وقف أمام الطاولة وابعد خصلات شعرها عن وجهها حتى يتمكن من رؤيتها فصابه الذهول عندما وجدها مهرة !! ..
كانت تنام بعمق والإرهاق والتعب يبدو على وجهها حتى هي ونائمة .. فمد ذراعه وهزها برفق هامسا حتى لا يفزعها 
_ مهرة .. مهرة 
انتفضت كالتي لدغها عقرب ووثبت واقفة تحدق بآدم في عدم استيعاب وكأنها لم تدرك ما يحدث حولها .. فهتف هو بحدة 
_ إنتي مچنونة إيه اللي مقعدك لغاية دلوقتي .. مفيش حد غيرك في الشركة 
رفعت كفها لفمها تتثاؤب وتجيبه بخفوت 
_ أصل كان معايا شغل كتير ولازم بكرا الصبح يتسلم فقولت اقعد واخلصه ولما عرفت إنك لسا موجود فاطمنت اني مش هقعد وحدي يعني .. بس معرفش ازاي نمت 
آدم بحزم واستياء بسيط 
_ ما يتحرق الشغل .. إنتي إيه ضمنك تقعدي وحدك ممكن يحصل إيه .. واحمدي ربك إني اخدت بالي منك قبل ما امشي 
مهرة بخنق من توبيخه لها 
_ خلاص متبقاش قفوش ياعم .. أنا غلطانة إني همي على مصلحة شغلكم .. بعدين مين ده اللي يقدر يقرب مني ده أنا أخلي وشه شوارع 
آدم مستنكرا 
_ اه انتي هتقوليلي بإمارة امبارح .. بعدين ايه الألفاظ دي المفروض انتي بنت تكوني رقيقة وكلامك لطيف مش أخلي وشه شوارع !!
_ اه زي ليلى سكرتيرة عدنان بيه
_ مالها ليلى ! 
مهرة بقرف وغيظ 
_ بتمشي تتقصع بالكعب بتاعها في الشركة كلها وتفضل تتطوح زي الفرخة الدايخة يمين وشمال .. لغاية ما في مرة هتتكفي على بوزها وهيبقى منظرها وحش أووووي
انطلقت منه لا إراديا ضحكة عالية يعيد جملتها من بين ضحكه بتعجب 
_ فرخة دايخة !!! 
مهرة بثغر
 

223  224  225 

انت في الصفحة 224 من 275 صفحات