رواية جوهرة بين اغلال الشيطان بقلم منى ابو اليزيد
وأنا مش هينفع يتخصم مني فلوس لو مجتش النهاردة
ارتسمت ابتسامة سخرية على فمه لا يهتم ما تتفوه به فقد يعلم أن الجميع يتفوه في هذه الظروف بكلمات غير مهمة فرد عليها
وأنا مالي بكل ده المفروض ده شغل
صمتت ولم تعقب أي حديث تجده رفعت عينيها لأعلى بأمل يكسو ملامحها لكي تطلب النجاة والمساعدة سرعان ما تحقق ما تتمناه قلبها فقد سمعت صوت مألوف عليها يقول
أجاب عليه شريكه الذي يدعي وليد بلامبالاة
الهانم فاكرة نفسها صاحبة المكان جايبة أبنها معاها فكراها دكيه من غير بواب
تدخلت حنان في الحوار كان حمزة قبل النجاة التي تتشبث فيه لتنجو من الخطړ
أصل كنت بسيب أبني مع جارتي وهي تعبانة عندها دور برد شديد مش هتعرف عليه وفي نفس الوقت خاېفة أسيبه معاها
ڠصب عني جبته معايا
ضړب وليد كفا على الأخر لم يصدق ما تتفوه به ظفر في ضيق
حد قالك أنها حضانة
ربت حمزة على كتفه لكي يهدأ قليلا ثم همس
خلاص أنا هاخده يقعد معايا وهي تشتغل عادي كده مش هيحصل تقصير
لوح يده في عدم رضا قبل أن يقول
أنا مش عارف إيه طيبة قلبك دي الكلام مع الأشكال دي مينفعش
من فضلك أنا هنا شغالة بمرتب مش عابدة عند حد
ظل الحوار بينهما حتى قطعه حمزة بصوته
اهدوء بقي الناس بتتفرج علينا خلاص أنا قولت يحيي هيقعد معايا لحد ما تخلص شغلها والموضوع يتحل
أشارت إلي يحيي لكي يذهب معه بابتسامة مشرقة مرسومة على شفتيه أطمئن الطفل خاصة بعد أن سمحت له والدته بالذهاب معه ظل يعبوا كثيرا حتى جاء وقت الحديث فقال يحيي بسلامة نية
هبطت تلك الكلمات داخل قلب حمزة كآلة حادة فسر المشهد من وجهة نظره أن لا يجوز أن يقول مثل هذا الكلام هتف بنبرة دفء
يا حبيبي بابا بده بيحبك وأنت كمان بتحبه عشان مش بتشوفه تقول كده
كمل يحيي حديثه بتلقائية دون إدراك ما يبوح به
أنا مش عايز أشوفه عشان كان بيزعق لماما وماما بتشوفه تاخدني بعيد
بقولك إيه يا حبيبي بابا فين
أجاب عليه بحنق
في البيت والمستشفي
ربت على ظهره حتى يكمل استفساره
هو بابا تعبان
هز رأسه بالنفي وقال باعتراض
لا بابا بيشتغل فيها
حينها تأكد كمن شكوكه جاءت
أبو يحيي عايش صح
التزمت الصمت فرت الكلمات هاربة من حلقها صمتها جعله يفهم الدنيا من حوله قال بنبرة فحيح الأفعى
أطلعي بره مش عايز أشوفك هنا تاني
..........
استدارت مرام بوجهه نصف استدارة رمقته بنظرات عدم تصديق لم يفعل حساب لمشاعرها كل ما يشغل باله جلب المال فرش وجهها بالڠضب اتجاهه قبل أن يقول لسانها
أنت بتقول إيه عايزني أكلمها مستحيل يا سنان
أخذ زجاجة المياه رشف منها ببرود قاتم وقال بهدوء
لا هتكلميها دلوقتي وقدامي
عقدت مرفقيها بتحدي ترفض ما يقول جاءت على نفسها كثيرا لكي تكسبه بينما هو لم يفعل أي شيء لها اكتفي بالتقرب اتجاهها وقت الحاجة فقط
هتف بشراسة
لا مش هتكلم
أصدر ضحكات عالية بعدها ألقاها بنظرات ممېتة حادة تنبض بالشړ
الواعد فقال بحنق
مرام أتصلي بيها ولا هوديكي في ستين داهية
ابتسمت هي الأخرى ردت له صاع صاعين هتفت وهي تضغط على أسنانها
ما أنت هتكون يا حبيبي في نفس الداهية
نظر من زجاج نافذة السيارة مط شفتيه للأمام لا حبذا أن يتكلم بتلك الكلمات لكنها من سمحت له بأفعالها وأقوالها قال ببرود
ليه هو أنا اللي عرفت مين قتل أختي وحبيته مش بس كده لا ده أنا شريكته كمان
احتقن وجهها بالڠضب من حديثه تذكرت ما حدث بالسابق من حديث مع أحد الأطباء المشاركين في تلك التجارة عبر الهاتف المحمول
هتعمل إيه
مفيش حل غير أني أخلص عليها عشان عرفت كل حاجة
هي مين
يعلم أنها أختها فلجأ إلي الكذب
واحدة أبنها ماټ في العملية
طيب لو الدكتور سنان عرف اللي بنعمله
ابتسم بمكر ثم حوله بصره على سنان الجالس بجواره
دي يوادينا في داهية أنا قولت لك عشان شايفك عايزة تطوري من نفسك ومتقليش بقي من حكاية البنت اللي بعتت رسالة الټهديد قولت هخلص عليها
عادت للواقع من جديد ردت بكره
ما أنت استغليت وقت ضعفي وقربت لحد ما عرفت كل حاجة كنت حبيتك
رد عليها بمكر
وشريكتي يا حبيتي عشان الست الوالدة متعرفش
صمت لثوان ثم أضاف بانتصار
وخطيبك كمان
أجرت الاتصال على جوهرة تحت ضغط منه أرادت أن تطعن قلبها ليتوقف عن النبض