الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية جوهرة بين اغلال الشيطان بقلم منى ابو اليزيد

انت في الصفحة 14 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز


عن تلك الفكرة لكنه مازال مشتت الانتباه هتف بنبرة حائرة
ما أنا لو قلت أعين شباب هتقوليلي حرام عليك أعمل إيه دلوقتي
أجابت عليه بهدوء
بسيطة خلي عندك رحمة ومتنزلش حد في الجو ده
ألقت كلام دون التفكير فيه أو التأكد من صحته دائما تخطأ باندفاعها فتأتي له الفرصة ليرد الصاع صاعين قال باندهاش
دايما سوء الظن فيك أولا أنا معرفش إن حد نازل النهاردة ثانيا ده كان غلطه عشان ساب البيت من غير خزين أنا قايل قبل ما الحاجة تخلص تنزلوا

كسب التحدي في هذه اللحظة كادت أن تضربه تبدد الحال فضربها في مقټل هربت الكلمات من لسانها أرادت ما ينقذها نفذ الله أمنيتها خفت الأمطار بالتدريج يستطاعا السير قالت بسعادة
المطر قل نقدر نروح
خرجت بعيد عن الشمسية لا تريد الاقتراب وهي تسير بات عقلها مشغولا حتى وجدت الحلة المناسبة التي لا تسبب له ولها إحراج قالت بثقة
إيه رأيك نعيش اللحظة أحسن
استدار بجسده رماها بنظرات اندهاش و قال بحدة
أفندم
علقت عينيها بعينيه لبضع ثوان وقالت بتأكيد
عنيك فيها حزن كبير فرصة تغير جو
حملق بعينيه عليها من رأسها حتى أخمص قدميها وقال بحنق
ممكن تخليك في حالك
هزت رأسه بالنفي وقالت باعتراض
لا مش هخليني في حالي ممكن تعيشي اللحظة معايا
لوح يده في عدم رضا وقال بسخط
أنت مالك بيا أصلا
حركت يدها لكي يشرح لها هتفت بهدوء
ممكن تدي لنفسك وليا الفرصة يمكن أقدر أضحكك
جز على أسنانه من الغيظ ملامح وجهها
تملأها الڠضب ثم هتف
ممكن تمشي كفاية الپهدلة دي مش نقصاكي 
وقفت أمامها و
لا تعرف سر إصراره أنها تحدثه وترغمه أن ينفذ ما تريد تفوهت بإصرار
طب أديني فرصة معجبكش الوضع بلاش أنا عايزاك تتمتع بالمطر
لم يكن أمامه غير الطاعة حتى يتخلص منها فتح يده لتسقط قطرات المطر عليها رفع عينيه لأعلى دون أن يشعر ارتسمت ابتسامة تلقائية على ثغره لاحظتها جوهرة وصمتت ألقت مرمي بصرها عليه تارة أخرى عندما وجدته يدور بجسده تحت المطر كان أشبه بالطفل أحست أنها تريد أن تشاركه تلك اللحظات سكبت عليه بعض قطرات المطر وهنا توقف الزمن
حركة تلقائية منها سحرته لأول مرة يري الدنيا بشكل جديد حركتها العفوية الممزوجة بالطفولة جعلت منه إنسان صامت لا يثور أو يغضب عند فعلتها هذا عكس شخصيته مع الأشخاص شاهدها مختلفة عن أي بنت عاد للواقع على ركضها للأمام و هي تفتح يدها للهواء ركض خلفها استمر الوضع هكذا لبضع من دقائق حتى توقف وقال بنبرة ممتنة
ميرسي أنك خلتنيني أعيش اللحظة دي
عدلت ملابسها وقالت بغرور
عشان تسمع كلامي بعد كده
حمل بنظرات يكسوها الڠضب لم يتحمل غرورها وتحديها أنها كسبت أراد رفع غروره لسابع سماء مرة أخرى فقالت بعدم اقتناع
وأسمع كلامك ليه تطلعي مين أنت
حركت سبابتها للأسفل ورددت
تاني الغرور
صمت ولم تعقب بينما أضافت هي
انبسط المهم
أومأ رأسه بتأكيد تحدث بسعادة لأول مرة يشعر بهذه السعادة مرة أخرى منذ فترة قد تكون طويلة بالنسبة له
جدا
ارتسمت ابتسامة على ثغرها أشبه بالتي امتلكت كل الدنيا قالت بثقة
كويس أنا كده نجحت في مهمتي
وصلا للقصر فقد كانت بالقرب منه ضمت شفتيها للداخل بات عقلها مشغولا بالعديد من الأفكار تأنيب ضمير على ما فعلته معها لقد سمحت لنفسها المشاركة معه خل يجوز شرعا لقد بل جسدها بالماء وظلت تلعب تحت المطر کرهت نفسها في تلك اللحظة
استغفرت الله مرات ومرات عديدة
دخلت حجرتها بعد أن أطمئنت الجميع على حالها مددت جسدها على الفراش عبراتها رسمت خط واضح في وجنتيها ثم انتقل إلي الوسادة مع الاستغفار الذي كان وانسها طول الليل
دب القلق يصاحب حنان وهي ترتدي الملابس لتهب إلي عملها بعد ما علمت بالأمس بمرض جارتها أن لديها دور برد شديد ألقت نظرة سريعة على أبنها في حيرة تتركه لوحده أم تأخذه معها تصورت أبشع الصور السيئة التي تكاد تحدث له من مصائب في البيت زاد الړعب في أوصالها أكثر عندما تخيلت سنان في البيت يأخذه عنوه أو يصفها بالإهمال إذا حدث شيء له شيء سيء 
أخرجت تنهيده قدر ما تحمله من حيرة تبلور داخلها انصاعت إلي تلك الفكرة التي جاءت في ذهنها بالأمس لم تجد غيرها
اقتربت منه لتيقظه بهدوء تام حتى لا يفزع سرعان ما نهض بدل ملابسه خرجت من بيتها سارت بعض خطوات لتصعد الحافلة الناقلة لم تتوقع ما يحدث وفي انتظارها وصلت إلي المطعم برفقة أبنها دخلت من الباب في حذر تراقب جميع الناس كان شريك حمزة الذي أجري معها المقابلة يقف في أحد الجوانب فتذكرها على الفور قابلها بوجه يعتريه السخط عقد مرفقيه أمام صدره قائلا بضيق
أنت إيه اللي جايباه معاكي ده
ابتلعت ريقها پخوف أوصالها ترتعد آلات موسيقية ترتطم لبعضها البعض لتصدر أصوات في قلبها بسبب زيادته المفرطة عن الحد المسموح به تبخرت الحروف كاملة من لسانها كأنه لم تتحدث يوم على الإطلاق شرعت في الحديث بعد محاولات عديدة قائلة
أصل مفيش حد يقعد معاه
 

13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 37 صفحات