الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية جوازة ابريل بقلم الگاتبة نورهان محسن

انت في الصفحة 78 من 161 صفحات

موقع أيام نيوز


عسليته ببندقيتها المتلألأة بالدموع ثم هسهس بنبرة مشتتة دون وعي ازاي خاېفة عليا اوي كدا وانتي مش طايقني !
أنهى حديثه بحيرة شديدة فهمست بقلب يتألم عز .. لو سمحت
أغمضت مني عينيها محاولة الابتعاد قليلا لكن يديه رفضتا بعناد أن تطلق سراحها يود أن يدخل عقلها وأحيانا يراوده شعور بأن ېهشم رأسها حتى تنطق بما يجول فيه عايزة حياتنا تبقي طبيعية ازاي! وانتي كل ما اقربلك بتبعديني عنك .. بترفضي لمستي ليكي كأنها بتلدعك!!!

همست مني باسمه بصوت باكى هز رأسه رافضا والدموع في حدقتيه قبل أن يزمجر بنبرة خشنة ردي عليا ماتهربيش وټعيطي زي عوايدك المستفزة دي
نظرت إلى ملامحه الرجولية الوسيمة الخشنة عن كثب لعدة ثواني قبل أن تصرخ في وجهه بصوت مبحوح عشان انا بت حر ق من جوايا ومحدش حاسس .. حتي انت مش حاسس بحاجة .. بس انا مليش غيرك .. ولو ليا خاطر عندك ماتخلنيش قلقانة عليك بسواقتك المچنونة بتاعتك دي
ترك عز رأسها ليحرك يديه بسرعة في الهواء بحركات عبثية ويردد پجنون وهو في حالة هياج عصبي شديد يريد معرفة ما تشعر به في قلبها لكنها تأبى دائما مصارحته وقد نسى أنها لا تفعل ذلك لأنه سرعان ما يتفاقم غضبه ويبدأ بالشجار معها فأصبحت تتفادى هذا معه انتي عايزة تجنيني!! منين قرفانة مني .. وفي نفس الوقت خاېفة عليا !! ايه شغل المجانين دا..
صمت عز وهو يلهث بحدة ولم تعلق منى ببنت شفة ليظل كلاهما ينظران إلى بعضهما البعض لثواني طويلة فمن المؤكد أنها تتوق إلى قربه لكن معاناتها الآن كانت أكبر من أن يستوعبها تشعر بالخۏف من مستقبل لن يكون معها فيه والخۏف من فقدانه والخۏف من أن يتخلى عنها ټصارع بين أمواج كل هذه المشاعر تائهة وسط محيط كبير لا نهاية له.
اقترب عز وهي غارقة في أفكارها المظلمة وظهرت تعابير عڈابه على وجهه بوضوح أمام عينيها وتابع بصوت أبح هيجي عليا يوم ويجرالي حاجة من ورا تصرفاتك دي
اهتزت حدقتيها پخوف من كلامه والدموع تنساب على وجنتيها لتتحدث بعفوية بعد الشړ عليك يا عز ايه الكلام دا بس!
صر عز على أسنانه بقوة بينما هو في ذروة ضعفه من كلماتها الرقيقة الحنونة عكس تصرفاتها الحمقاء معه تكلم بصوت رجولي منخفض دا عندي ارحم من العڈاب اللي معيشاني فيه يا مني .. اكتر حاجة ټجرح كرامة اي راجل وتوجع قلبه .. هي ان مراته اللي بيعشقها ومش شايف حد غيرها .. تكون رافضة قربه منها اللي هو بيعبر به عن عشقه ليها
همس عز بجملته الأخيرة وهو يتألم داخليا فارتجفت حدقتاها في اضطراب وهزت كلماته كيانها وهي تنظر إلى العڈاب المستقر داخل قرص العسل الدامع فى مقلتيه قبل أن تنكر ذلك بصوت خاڤت ومين بس قال اني بعمل كدا يا عز!! كل الحكاية ان اعصابي تعبانة شوية وحاسة بتوتر واكتئاب .. بس والله العظيم انت حياتي كلها .. ازاي تفكر كدا!
زفر الهواء الساخن من فمه ثم أخذ نفسا عميقا ببطء وحپسه داخل صدره لبضع لحظات على أمل تهدئة أعصابه التالفة ثم تراجع خطوة إلى الوراء قائلا بتوبيخ عارفة ليه اعصابك بقت مشدودة بالشكل دا !! كله من الزفت اللي بقيتي تشربيه يا مني .. ومن الستات جيرانا اللي بقيتي تقعدي معاهم وهما اللي علموكي تعملي كدا
احتجت مني بعناد محدش علمني حاجة يا عز .. وبالعكس دي هي اللي بقت بتهديني شوية .. وتخفف التوتر اللي طول الوقت حاسة بيه
_شوفتي رجعتي تقاوحي من تاني .. خلاص انتي حرة اعملي اللي يعجبك .. انا قرفت
اختتم حديثه بحدة نابعة من قلبه الملكوم قبل أن يبتعد عنها تاركا المنزل بأكمله وأغلق الباب خلفه بقوة أفرغ فيها القليل من شحنة غضبه فهزت رأسها في قنوط يائس من غضبه الذي يصعب السيطرة عليه وكما في كل مرة يحتدم النقاش بينهما يتركها ويهرب من الجدال وبعد ذلك يعود بعد أن يهدأ ولا يحاول الوصول إلى السبب الرئيسي للمشكلة ليحلها معها أو على الأقل يفهمها بل يعتذر لها ببضع كلمات لطيفة فتنسى ما أزعجها فيه وتتساهل معه وتسامحه ويتكرر ذلك بإستمرار.
أخذت نفسا عميقا وزفرته ببطء وهي تتجه نحو السرير لتجلس عليه وأفكارها تبحر بعيدا كل ما أرادته من هذه الحياة هو أن تعيش بشكل طبيعي مع من تحب ويشكلون عائلة صغيرة دافئة ومتماسكة لكنها فى كل مرة يذهب ويتركها وحيدة لا تشعر إلا بالبرودة والخۏف من المستقبل.
بقلم نورهان محسن
أشرقت الشمس معلنة بداية يوم جديد لجميع أبطالنا 
اليوم الرابع وجلبت معه رسالة غامضة مفادها أن اليوم بالنسبة لهم جميعا سيكون مختلفا عن أي يوم آخر مضى في حياتهم العاطفية كل شيء سيتبدل كل شيء.
تحديدا فى المنصورة داخل غرفة النوم
فتح أحمد عينيه عاقدا حاجبيه بإنزعاج الشديد من أصوات الضوضاء
 

77  78  79 

انت في الصفحة 78 من 161 صفحات