الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية جوازة ابريل بقلم الگاتبة نورهان محسن

انت في الصفحة 67 من 161 صفحات

موقع أيام نيوز


وكنا كويسين لحد..
صمتت حنين للحظات تستجمع قواها وتحاول قمع مشاعر الضعف التى بزغت عبر صوتها رغما عنها وهي تتابع السرد لحد ما حصلت بينا من فترة بسيطة مشكلة .. واهله دخلو بالموضوع وكبروا القصة اوي .. وهو سابلي البيت وراح قعد في بيت اهله
استمرت أبريل في الاستماع إليها بتيه غير قادرة على فهم معظم الكلمات وكانت عيناها متحجرتين وملامحها جامدة بشكل تعجز الكلمات على وصفه بينما نكست حنين رأسها وحكت جلد الحقيبة بأظافرها في اضطراب وأضافت بابتسامة مليئة بخيبة الأمل بعد ما عدا كام يوم علي المشكلة وهديت استنيتوا يكلمني عشان يصالحني .. بس اتفاجأت بمكالمة المحامي ليا للي بلغني ان مصطفي عايزو يمشي في اجراءات الطلاق وننفصل بشكل رسمي .. بس انا اقنعته بالعافية يأجل اجراءته لحد ما احاول اصلح الامور بيني وبين مصطفي

توقفت حنين عن مواصلة حديثها لالتقاط أنفاسها حين ذلك وبطريقة ما وجدت أبريل صوتها يخرج أخيرا متصلبا ومتسائلا معلش الكلام دا من قد ايه!
اتجهت حنين بعيناها الي اعلي اليسار ثم أجابتها بهدوء كان من حوالي ست شهور تقريبا
إلتزمت أبريل الصمت وسرعان ما قلبت هذه الكلمات في ذهنها لتستنتج أن توقيت هذه الأحداث كان تقريبا في بداية تعرفها على مصطفى ثم بعد شهرين ونصف تمت خطبتهما.
انقطعت أفكارها عندما تابعت حنين الحديث وهي تشرح لها الأمر فعادت تنظر إليها بإنتباه اهلي مش بالساهل هيقتنعوا بفكرة طلاقي خصوصا ان محدش في عيلتنا اطلقت .. وكنا بنتجوز من بعض .. بس انا صممت اتجوزو .. وبعد مشاكل كتير وضغط مني وافقوا .. واذا اطلقت منه اهلي هيجبروني اسيب بناتي تروح لأبوهم ويجوزوني تاني ڠصب عني
خطړ في ذهنها سؤال لم تتردد لحظة واحدة في طرحه عليها فتحدثت بغتة تسألها بارتعاشة ايه خلاكي تيجي دلوقتي قبل فرحي بأسبوعين .. عشان تقولي انه متجوزك .. ولا ماكنتيش تعرفي
أنهت ابريل كلماتها بتيه لتجيبها على الفور بصدق كنت عارفة انه خطب .. بس مكنتش اعرف ان معندكيش فكرة بموضوع جوازه خالص .. ودا خلاني اتشجع واجي اكلم معاكي
قالت جملتها الأخيرة بشيء من التردد قبل أن تلتقي عينى ابريل المصډومة بحدقتى حنين التي يعلوها طبقة رقيقة ظاهرة من الدموع واستطردت حديثها بصوت هامس مليء بالحزن والأسى وصدقيني انا مش جاية ابوظ فرحتك .. بس حطي نفسك مكاني وقدري موقفي .. انا بحبه وفي نفس الوقت انا ام لبنتين مش عايزة بيتي يتخرب مش عايزة بناتي يتربوا بعيد عن ابوهم ولا بعيد عني .. واذا مش مصدقة كلامي انا جاية معايا قسيمة جوازنا وادخلي علي حساباته بالسوشيال ميديا هتلاقي صور بناته معاه
أجبرت أبريل نفسها على الابتسام رغم أنها كانت تكاد تسمع صوت فرحتها تتكسر على أرض صلبة وتتحطم معها العديد من الأحلام الوردية التي كانت قد صنعتها لمستقبلها مع هذا الرجل لكن هذا ليس الوقت المناسب للاڼهيار ربتت علي كفها بلطف وهمست بتعاطف مليء بالخذلان مصدقاكي وانا اسفة بجد ماكنش عندي علم ب ولا حاجة من دا كله .. حتي اني مافكرتش ادور بحساباته ولا اسأله عن حاجة بحياته القديمة ومكنتش اعرف بوجودك الا انهاردة بس
وما أن أنهت جملتها حتى ظهرت سلمى أمام أعينهم لتسأل بنبرة غاضبة انتي ايه جابك هنا يا حنين!
إنتبهت حنين إلى نظراتها غير المرحبة بها فقوست فمها بابتسامة متهكمة هتفت بفتور ازيك يا مدام سلمي!
رددت سلمي مرة أخرى بعدم صبر بقولك بتعملي ايه هنا .. ردي عليا!
اتسعت ابتسامتها المستفزة عندما أمالت رأسها إلى اليمين وردت ببرود متعمد جاية اشوف عروسة جوزي
تجاهلت سلمى الرد عليها لتنظر إلى أبريل التي كانت تجلس على كرسيها ساكنة بلا حراك فقط عيناها تتحركان بينهما لتشير باشمئزاز إلى حنين وتقول بإستفهام الست دي قالتلك ايه يا ابريل!
حولت نظرتها على ابريل مرة أخرى بينما تقول بجدية ابريل انا خلصت كلامي .. وهسيبلك الاختيار في ايدك انتي دلوقتي
صړخت سلمى عليها بإمتعاض وأشارت بإصبعها نحو باب الفيلا امشي اطلعي برا من بيتي يا حنين حالا
رمقتها حنين بنظرة باردة رافعة أنفها بكبرياء قبل أن تسير بخطوات ثابتة لتخرج من المنزل بينما نهضت إبريل من مقعدها بهدوء ما قبل العاصفة لتواجه سلمى بنظرات تفيض بالاتهام والعتاب وخيبة الأمل بعد أن أدركت پألم أن ثقتها بها كانت فى غير محلها مم جعل سلمى لا تتحمل التحديق إليها وتتجنب نظراتها.
مرت عدة لحظات قبل أن تعقد أبريل ذراعيها تحت صدرها وتقول بإقتضاب ساخر واضح من طريقة استقبالك ليها انك عارفة ان كل اللي قالته مظبوط وازاي يطلع متجوز وانا معرفش حاجة!
تحدثت سلمى بمشاعر ناقمة تجاه حنين فيما كانت تشيح بيديها في الهواء بتوتر عصبي تعرفي ايه وتعرفي ليه!! دي هتبقي طليقته قريب هو قالنا كدا..
هزت ابريل رأسها بالسلب قبل أن تصيح احتجاجا لا .. من حقي اعرف
 

66  67  68 

انت في الصفحة 67 من 161 صفحات