رواية جوازة ابريل بقلم الگاتبة نورهان محسن
انت في الصفحة 161 من 161 صفحات
حطك في دماغي
هذه الكلمات السامة المفعمة بالحقد كانت مضمون رسالة مصطفى الشامت لتدرك من خلالها أنه السبب الحقيقي لعدم الرد من كل الشركات التي قدمت لها أوراقها.
نفضت ابريل تلك الأفكار من رأسها ثم شرعت في ارتداء الفستان وبعد عدة دقائق وقفت أمام المرآة الطويلة تتأمل نفسها شاردة.
خرجت من دوامة الأفكار العاصفة فى عقلها على صوت فتح باب الغرفة الصغيرة من خلفها واتسعت عيناها ذهولا عندما رأته في المرآة فالتفتت نحوه بإنصعاق.
في تلك الأثناء
عند خالد
_يارب ذوقي المتواضع يعجبك
أنهى خالد جملته بابتسامة جذابة وهو يقدم لها سوارا ذهبيا يأتي في منتصفه مشبك عريض على شكل حدوة حصان مرصع بأحجار الزركون الدائرية مع مشبك كلاسيكي متصل بطبقات متعددة من السلاسل الرفيعة. فأعجبت بإطلالته الأنيقة والمميزة مغمغمة فى إعجاب مذهول جميل اوي يا خالد
أومأت لميس بجفنيها مؤكدة له وهي تردد بلطافة والله ذوقك رقيق بجد
خالد بحب مفيش ارق منك .. لما شوفتها فكرتني باول مرة اتقابلنا فيها لما افتكرتيني دكتور وخلتيني اساعدك
تبسمت لميس بإحراج ايوه ساعتها كنت متغاظة اوي من جدتي وطلعت عينك انت
خالد بنفى محب ابدا .. دي كانت من احلي لحظات حياتي
_اللحظة اللي هتبقي فيها مراتي يا لميس ..
أصيبت نبضات قلبها بالإرتباك من لمسة يده على كفها بحنان مع إجابته المباغتة لها لتسرى السعادة فى أوردتها وصعدت بنظراتها إليه لتجده يحدق بها بعمق فلم تتمكن من الرد من الحرج مما جعله يخرج عن صمته ويستأنف حديثه بعشق ممتزج بالجدية انتي ماتعرفيش انتي غالية في عيني قد ايه .. بس انا عايز اكون صريح معاكي من البداية .. انا مابحبش اعتمد غير علي نفسي وشغلي انتي عارفاه كويس وعندي حتة ارض ورث من الحج
ضيقت لميس عينيها وعلقت على حديثه بذات الجدية خالد .. انا عمري مابصيت للحاجات دي ولا دورت عليها خالص كفاية انك تتقي ربنا فيا و تحبني ونكون مبسوطين مع بعض
لميس بصوت خجول ربنا يخليك ليا يا خالد
أضاف خالد بنبرة غلب عليها الحماس نيجي بقي في للاهم .. شوفي يا ست البنات شقتي جاهزة ومتشطبة بس اي حاجة حابة تغيريها علي ذوقك ابدأي فورا وماتاخديش رأيي حتي
اعترضت لميس برقة لا تخلو من الاندفاع لا لازم تكون معايا في كل خطوة دا هيبقي بيتنا احنا الاتنين مع بعض
التوى فمه بابتسامة مفعمة بالحب قبل أن يرد بفرحة لم يخفيها هو دا الكلام الحلو كان فين من بدري
بقلم نورهان محسن
في هذا الوقت
عند ابريل
_نهارك اسود!!! انت ايه اللي مدخلك ه...!!!
اختنق صوتها المصډوم في حلقها وهو يضع يده بسرعة على فمها يكممه بينما يهمس بالقرب من أذنها في هسهسة منخفضة ششش هتفضحينا
_هشيل ايدي واوعي تطلعي صوت!!
أنهى باسم كلامه بتحذير لتهز إبريل رأسها بإيماءات صغيرة
اختطفته من أفكاره السابحة بها علي صوتها المصډوم بحدة انت زودتها اوي افرض كنت لسه بغير
باسم بإنزعاج مستفز مكبرة الدنيا اوي .. يعني كنت هشوف ايه يا شبر واقطع انتي
رفعت ابريل سبابتها محذرة إياه وهناك احمرار يكسو ملامحها الرقيقة وتلعثمت بحنق احترم نفسك بليز وماتغلطش .. ها ممكن تفهمني ايه الکاړثة الجديدة اللي مخلياك داخل عليا البروفا بالھمجية دا
مال باسم بجسده نحوها أكثر رافعا أحد حاجبيه وهو ينظر إليها بطريقة تدل على إعجابه بجاذبيتها المذهلة فتوافقت أفكاره مع كلماته الهامسة بنبرة دافئة خالية من العبث و ليه بتحسبيها کاړثة ليه مايكونش شوقي هو اللي جابني علي هنا عشان اشوف جمالك في الفستان قبل اي مخلوق .. خصوصا انك ماكنتيش هتخرجي تفرجيني عليه
تململت ابريل بتوتر في وقفتها وهي تهدر بخفوت نافذ الصبر انت هتبطل لف ودوران عليا ولا اااا
تلاشت الحروف من طرف لسانها حالما أن اتسعت ابتسامة جذابة على فمه وهو يرفع أطراف أصابعه ويداعب خصلات شعرها التي انسدلت على جانب وجهها برقة فترنحت نبضاتها بإحساس غريب وهو يعلق على كلامها بعتاب حانى عيب انا خطيبك مايصحش تكلميني كدا
رددت بصوت مرتبك ومايصحش نفضل في البروفا كدا يقولو علينا ايه..
ارتسمت على فمه ابتسامة غامضة مستطردا بصوته الرجولي الهامس الوقح هيقولو من لهفته علي حبيبته ماطقش يقعد لوحده برا من غيرها وهي ماصدقت تكون في ..
خرجت من شفتيها شهقة خجولة وسرعان ما ضغطت بكفها على فمه لتمنعه من إكمال عبارته الجريئة وقالت في دهشة تامة بس اسكت بس .. انت معجون من مية ابلسة .. خد بالك انت قاعد تعمل حركات مستهبلة من الصبح وانا ساكتة
عقب بمرح فور أن خفضت يدها إلى جانبها مداعبا إياها بغمزة السكوت علامة الرضا
تفوهت بإندفاع دا علامة القرف
تلقائيا إرتكزت كفيها على صدره محاولة دفعه فإرتعش جسده تحت لمساتها وهو يردد بتعبير عابس قرف!! طيب تيجي نجرب واثبتلك قدام نفسك انك مش حاسة بقرف
جاهدت لإنتشال ذهنها الغائب متأثرا بسحر قربه المغناطيسي بصعوبة حالما التقطت أذنيها نبرة صوته الهامسة الخطېرة بالإضافة إلى نظراته الواثقة مما جعلها تهمس محذرة باسم سيبني!!
وما إن فشلت في تحريرها من أغلال قبضتيه حتى تطرقت إلى التحاور معه بطبيعتها المتمردة طيب انت لو مانزلتش ايدك وبعدت عني هصوت وهلم عليك الاتليه كله..
تبددت الغيوم العبثية من صوته إلى أخرى معاتبة بتيه معمقا النظر بفضيته الجذابة فى خيوط قزحيتها المتلألئة وكأنها صاحبة الوصاية على كيانه منذ قديم العهد الحق عليكي انتي اللي بتستفزيني وساعتها بتهور ومابكونش مسؤل عن اللي بعمله
تزعزعت حصونها الثابتة على الأرض الهلامية بعبارة واحدة منه فتجنبت النظر إليه بمشاعر تتجانس مع نطقها المرتبك بحروف خرجت بجهد مضاعف مناشدة عقلانيته المفقودة ماتسميهاش اني بتحداك .. انا بحذرك عشان عشان ماتتهورش وترجع ټندم..
_واذا كان عجبني التحدي معاكي بيكون له طعم لذيذ وحلو
رفع وجهها بأطراف أصابعه وهو لا يعلم إذا كان هذا السؤال موجها لها أم له بهمسات ناعمة أرسلت في جسدها ذبذبات مربكة تغذيها شدة قربه منها.
خيم عليهم السكون لعدة لحظات لم يقطعه إلا قعقعة نبضاتهم تبادلا النظرات النافذة إلى الروح قاطعتها هى محاولة الحفاظ على رباطة جأشها في قولها التالي انا بكلمك بكل هدوء اهو .. وبقولك ممكن تشيل ايدك من عليا .. دا مكنش ضمن اتفقنا
_مقاوحتك فيا مابتساعدنيش .. بتجننيني بزيادة يا بندقة
بقلم نورهان محسن
بعد مرور ثلاث أيام
_هو طبعا حاسس ان مچروحة كرامته بعد ماكسرتي غروره برفضك ليه عشان كدا حطك في دماغه وبقي بيطادرك وعمال يقفل عليكي في موضوع الشغل
قالت ريم هذه الكلمات خلال محادثتها الهاتفية مع أبريل بنبرة جادة تدل على تمكنها من فهم سيكولوجية النفس بحكم عملها كطبيبة نفسية لتتفق الأخرى مع رأيها بضيق ايوه هو قالهالي هيندمني .. بس اللي قلقني مش كدا .. الخۏف يعمل حاجة اكبر من كدا!!
أكدت ريم حديث أبريل قائلة بنبرة قلقة عليها مش بعيد فعلا .. عشان كدا ضروري تقولي لباسم .. هو اللي في ايده يساعدك ويحل مشكلتك مع مصطفي
تغضن حاجبيها وهي تفكر في صحة كلامها لقد أخفت هذا الشيء عن باسم حتى لا يعرض عليها وظيفة في شركة والده لكن ماذا لو خرجت الأمور عن سيطرتها فلم يعد من الممكن التنبؤ بتصرفات مصطفى تنهدت بخفة وقالت بصوت هادئ لا يخلو من اضطراب ربنا يستر .. يلا انا داخلة عليه هقف...ل
تبخرت الكلمة الأخيرة على طرف لسانها تدريجيا حالما رأته يجلس في كافتيريا النادي الرياضي مع امرأة على الطاولة لذا قادتها خطواتها المتوازنة إلى حد ما نحوهم قائلة بسرعة سلام
أنهت أبريل المكالمة الهاتفية تشعر بجمر الڠضب يشتعل في أعماقها فهى طوال الطريق إلى هنا كان يملؤها الحرج والخجل الشديد من نفسها لأنها استسلمت معه باندفاع لعاصفته الهوجاء منذ أيام لكن هذا المتبجح يجلس الآن مع امرأة أخرى غير مهتم بموعده معها همست بوعيد وغيظ لنفسها وهي تتجه نحوهم هو انت ايه!! مابتضيعش وقتك ابدا يا وش القرد .. طيب انما وريتك
توقفت أبريل أمام الطاولة وأدارت رأسها إلى اليسار ونظرت إليه بحاجب مرفوع فى استفهام بينما وزع باسم نظراته بينها وبين المرأة الجالسة مقابله ثم تمتم بلهجة مشوبة بالقليل من التوتر ابريل!!
_معلش شكلي جيت قطعت اللحظة عليكم
قالت أبريل ذلك باعتذار ساخر وعقدت ذراعيها تحت صدرها على الفور قام باسم من مكانه واتجه نحوها ووقف أمامها متسائلا بمفاجأة وبصوت عال هو انتي فهمتي ايه .. وبعدين انتي رجعتي تشتغلي هنا تاني من امتي
طلب باسم بكياسة من المرأة معلش ثواني
اتسعت عيناها الفيروزية لعدم فهمها الحقيقي لما يقوله ونظرت خلفها بريبة لكنها وجدت فجأة أنه إقترب منها للغاية وامسك كتفيها بكلتا يديه وعيناه الرماديتين أغدقتها بنظرات مليئة بالمشاعر الشغوفة هامسا بنبرة خشنة جذابة أربكتها وغلاوتك عندي كان قلبي حاسس بوجودك حواليا يا حبيبتي .. عارفة قد ايه حاولت اوصلك .. بس كالعادة كنتي بتهربي مني
ابتسم باسم بغطرسة وتلاعب وهو يرى احمرار وجهها القانى بسبب حپسها لأنفاسها من قربه منها وهى تفكر أنها كلما أرادت رد الصاغ اليه يفاجأها هو بتصرف لا يتوقعه عقلها وجديا يصعب عليها فهم هذا الرجل العابث.
سألت بتوتر وذهول شديد يعبر عن إستنكارها لجملته الأخيرة بينما تبعد يديه عنها وتراجعت خطوة إلى الوراء ااا .. انت ايه التخاريف اللي بتقولها دي...
النصف الثاني من الفصل الرابع والعشرون رواية_جوازة_ابريل
إلى متى يا نفس ستظل تكتوي بنيران عشق أهوج لم يجلب لنا سوى الشقاء
و ما حيلة هذا القلب العليل الموصوم ب هوى رجلا من دون الرجال عباء !
يتناثر الحزن من عيناي جهرة ولا يلقى صدى بروحه الجدباء !
و الصمت بات مضنيا
و البوح ڼار موقدة قدت حروفها من العناء .
طيف الخديعة بمقلتيك عابثا و
طهر قلبك ماهو الا خديعة و إفتراء .
فلأي جنس تنتمي و لأي قبلية قد ينتسب هذا الپغاء
_نورتي مملكتك يا احلي عروسة
قال مصطفى بصوته الرخيم راسما على وجهه ابتسامة دافئة أبرزت وسامته الرجولية وهو يتنحى بجسده الفاره جانبا بعد أن فتح لها باب المنزل ليفسح لها المجال للدخول أمامه.
بخطوات ثقيلة وقلب قلق وحدقتيها المهزوزيتين جابت زوايا المنزل بتصميماته الحديثة لتلهيها عن نوبة الهلع التي جعلت قلبها يقرع كالطبول يكاد يقفز من بين ضلوعها من شدة انفعالها على الأرض وهي تشد راحتيها على طيات قماش فستان زفافها الأبيض المصنوع بإتقان لتمنع ارتعاشهما من الظهور.
ابريل بخفوت الله يبارك فيك
_ هربانة مني علي فين
صمتت ابريل للحظات وهي تفرك أصابعها بتفكير ثم أضافت مبررة بصوت منخفض ناتج عن خجلها الفستان ضيق عليا ومخليني مش قادرة اتنفس كويس هروح اغيره
حركت رأسها في رفض صامت وبأنفاسها تكاد تكون مسلوبة من رئتيها فحاولت الابتعاد حتى تستعيد ربطة جأشها لكنه آبى أن يطلق سراحها فتحاملت على نفسها لتهمس برقة يتخللها الحرج مالوش داعي .. ممكن تسيبني!!
اعترض بإصرار حنون مانعا عليها أدنى فرصة للهروب منه
تمتم بأنفاس متلاحقة ماتخافيش يا حبيبتي هكون هادي معاكي .. بس ماتحرمنيش
غمغمت باسمه في خجل شديد حد البكاء لكنه لم يستطع السيطرة على نفسه إذ أدار رأسها نحوه بغتة ورفع وجهها إليه وقبل أن تدرك ما سيفعله انقض عليها كاتما أنينها المعترض فلم يكن أمامها خيار سوى الاستسلام للغرق فى طوفان مشاعره الهائجة.
بعد لحظات ابتعد عنها قليلا وأمسك وجهها بيديه متمتما بصوت حنون وهو يتأمل كل شبر من وجهها سامحيني يا حبيبتي مش قادر اشبع منك وماقدرتش اتحكم في نفسي قدام حلاوتك دي كلها .. هسيبك شوية وقت مع نفسك يا روحي
ردت حنين بإبتسامة باردة انا هنا في مكاني يا حبيبتي .. في اوضة جوزي انتي اللي مش في مكانك
استقامت من مجلسها وهي تردف بنبره قاسېة يتخللها الشماته دايما الاولي هي اللي في القلب يا ابريل و ليها النصيب والمعزة الاكبر .. يعني ماتخليش اوهامك الساذجة توهمك انك هتكون اهم حد في حياته .. مهما وصلت درجة تعلقه بيكي وخدعك تمسكه بيكي مستحيل هيفضلك علي ام ولاده واول حب في حياته .. انتي حاجة مؤقتة نفسه فيها مش اكتر
في الاخر وبعد مايوصلك ويشبع منك هتبقي فعل ماضي
أنهت حديثها مع دخول مصطفى الغرفة متسائلا بهدوء بتعملي ايه عندك يا حنين
حنين بسخرية مبطنة ولا حاجة يا حبيبي كنت مستنية ابارك للعروسة
_يلا عن اذنكم انا هروح اوضتي
وعندما غادرت التفتت إبريل إليه وعلامات التعجب تحوم حول رأسها لتسأله بعدم تصديق اللي هي بتقوله دا حقيقي!!
إقترب مصطفى منها وهو يجيبها بتبرير بارد لا يشفع له انا مقدر انك مصډومة .. بس اللي احنا فيه وضع طبيعي وبكرا هتخدي عليه صدقيني مش هتحسي بوجودها ..
استندت على الطاولة خلفها بعد أن شعرت أن قدمها قد ټخونها وتسقط على الأرض قبل أن تتحدث معترضة احنا ماتفقناش علي كدا...
بتر باقى جملتها بلهجة حاسمة وهو يقف أمامها مباشرة ابريل انتي قبلتي تتجوزيني .. خلاص ارضي واتبسطي بأيامنا مع بعض .. بلاش تخربي حياتنا بالتفكير الكتير .. لانك مش هتعرفي تغيري الواقع .. والمصير دا اهون كتير من اني كنت اسيبك يوم فرحك واسيبلك ڤضيحة ليكي انتي واهلك تلازمكم طول العمر بعد اللي عملتيه معايا واھانتك لرجولتي قدام الناس كلها ..
دفعته بعيدا عنها وهي تشعر بإشمئزاز وهناك شيء يؤلم روحها بقوة تجاوزت حدود صبرها وثباتها بينما ارتجف صوتها صاړخة بتشنج استهدف باقي جسدها ابعد عني .. هو انت ازاي طلعت بالحقارة دي
ظهرت علامات الاستياء على وجهه وهو يقطب بين حاجبيه ليقول بصرامة طب وليه الغلط دا بقا .. بلاش شغل جنان..
ابريل بتحفز المغادرة الجنان بجد لو فضلت هنا لحظة كمان خليني امشي
بقلم نورهان محسن
علي متن يخت فى نهر النيل
_بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير
بقلب يتخبط يمينا ويسارا من التوتر الشديد داخل ضلوعها عادت إلى ارض الواقع من تفاصيل ذلك الحلم الملعۏن الذي طاردها قبل أيام على صوت المأذون الذي أعلن انتهاء مراسم زواجها من باسم الشندويلي الذي نهض من مقعده ليتجه نحوها بمظهره الرجولي الأنيق وشفتيه المزينتين بابتسامة رائعة.
قبل ظهر يدها برفق قبل أن يثبت عينيه داخل فيروزيتها المتلألئة سارحا في جمالها الملائكي الهادئ بفستان بيج بتصميم محتشم يناسب قوامها جدا حيث جاء بأكمام طويلة تصل إلى الأرض وخصر ضيقا بحزام رفيع وأنيق وجاءت تنورة الفستان بقصة انسيابية وجمع الفستان بين قماش التول والدانتيل المطرز بالورود البيضاء والفضية التي ظهرت في الفستان بأكمله.
التقت أعينهما في صمت بينما أرسلت نظراته إليها اهتزازات جعلت قلبها ينبض بقوة حتى استطاعت أن تقطع اتصالهما البصري بأصوات الزغاريد المتصاعدة من حولهما.
لم تمر ثانية حتى اقترب الضيوف منهم ليقدموا لهم تهنئتهم الحارة فاستقبلتهم بابتسامة مجاملة تخللتها نظرات باهتة إلى حد ما لم يلاحظها سوى نادية التي التقت عيناها بها وهي تهنئها بابتسامة غامضة تخفي الكثير من الامتنان لها لكن لا أحد سواهما
يستطيع فك طلاسمها.
بالإضافة إلى حضور العديد من الشخصيات لكن الذين كانا يترصد لها باهتمام هم نظرات أحمد ومصطفى وفي داخلهما مشاعر متضاربة تغلي بين المعاتبة والاستياء.
flash back
قبل عقد القران بساعتين
_الف مبروك يا عروسة
التفتت إبريل لتنظر إليه رافعة أحد حاجبيها بتعجب فاستكمل حديثه بلهجة هازئة ايه متفاجئة انك شيفاني .. ايه كنتي فاكرة اننا مش هنتقابل انهاردة
أشاحت وجهها بعيدا عنه بعدم إهتمام تجلى بكلماتها لا عادي مابقتش اتفاجئ من حاجة .. مستغربة بس ان بعد دا كله قبلت الدعوة وجيت
_لولا اني بفهم في الاصول .. كان هيبقا ليا رد فعل مختلف .. وكنت وريتك من العڈاب اشكال والوان عشان اكسر عينك يوم ماتجرأتي وتحدتيني
أكمل مصطفى جملته باستياء خطېر فرفعت ذقنها متحدية إياه وفر تهديداتك دي عشان مش هتقدر تخوفني بيها .. ماتهددش انسان معندوش حاجة يخسرها .. لكن انت عندك كتير تخسره و اولها بريستيجك ومكانتك الاجتماعية وسط الناس
ضحك مصطفي بجمود تشابه مع نبرته حالما قال ساخرا مش قادر انكر اعجابي بثقتك في نفسك وشجاعتك دي .. بس خسارة جت عليكي بالسلب وخلتك تخسري فرص شغل كتير كانت كويسة وكملتي في عنادك معايا
إتسعت عيناها بتعجب مزيف ثم استفهمت بسخرية مستفزة معقولة ماوصلكش الخبر .. كنت فاكرة ان دبة النملة بتوصلك عني .. بس شكلي كنت غلطانة .. بدليل انك ماتعرفش اني اتعينت في شركة محترمة وكبيرة من كام يوم ..
شعرت بالنصر يتراقص بداخلها فور أن رأت إمارات الدهشة ترتسم على وجهه قائلة بحسم ولتاني مرة هقولهالك انا لا كنت و لا هكون محتجالك او ضاغط عليا في
اي حاجة .. ونصيحة مني روح اتعالج من مرض التمسك بالاشياء اللي بترفضك لان دا اسمه نقص في الشخصية عن اذنك
بقلم نورهان محسن
بعد مرور فترة وجيزة
_ابريل عايزاكي في كلمتين ضروري...
ابريل بإستفهام هادئ وايه اللي بينا ضروري ممكن يتقال يا نادية!!
نادية بنبرة يغلب عليها الإضطراب خلينا نبعد عن الدوشة هنا الاول
ابريل بإستسلام طيب
فى كابينة ابريل داخل اليخت
_اقعدي يا نادية .. عايزة تقولي ايه سمعاكي...!!
جلست نادية مقابلها تطالعها بنظرات غريبة قبل أن تبدأ حديثا غير مترابط طول عمرك رزينة وبتتكلمي من فوق يا ابريل .. ومحدش يقدر يغلطك في حرف بتنطقيه .. وهيغلطوكي ازاي وانتي لابسة وش الملايكة دا طول الوقت
نظرت ابريل إليها بعدم فهم قبل أن تهتف بلهجة حاسمة عايزة ايه يا نادية من غير كتر لف ودوران..
صاحت نادية بنبرة منفعلة ما كفاياكي تمثيل بقا يا شيخة ايه مابتزهقيش منه ..
أشارت نادية إلى نفسها وارتفع صوتها بإحتدام وهي تستأنف حديثها انا عملت كل حاجة عشان يشوفني ويحس بيا وكل مرة بتطلع سيرتك قدامه بيتقلب عليا ويجري عليكي .. ماكفاكيش السنين اللي فاتت وانتي بتتمنعي عليه وهو
مش قادر يشيلك من دماغه .. قومتي عزمتينا انا وهو عشان تحرقيه وهو شايفك بين ايدين غيرو
استفسرت ابريل بإستنكار هو انتي بجد للي جاية تعاتبيني وتلومي فيا .. مين فينا يلوم التاني! انتي اللي من زمان حطيتي عينك علي اللي مع غيرك وانتي عارفة انه مش شايفك .. وبعد ما بقيتي مراته برده مش شايفك ايه ذنبي في اختيارك انتي
ردت نادية پقهر و إتهام انتي السبب يا ابريل .. عشان طول ما انتي موجودة في حياته مستحيل هيعرف ينساكي وهيفضل متعلق بيكي .. وصلت بيه انه يطلب من مراته تخطبلو حبيبته ولو رفضتي يبقالك ضرة عادي يطلقني عشان يرضيني
جحظت عينا إبريل صدمة حقيقية من كلماتها فتخلت عن ثباتها الواهى هادرة بحدة انتي اللي بني ادمة ضعيفة و سلبية يا نادية .. جاية بترمي اللوم عليا انا لانك جبانة ومش قادرة تواجهي نفسك .. ولا قادرة تواجهي السبب الرئيسي في وجعك
هدرت ابريل مردفة بإزدراء منفعل ازاي هانت عليكي نفسك اوي كدا!! ازاي قللتي من نفسك كدا .. انتي اتنازلتي عن كل حاجة عشانه و لسه بعد كل وجعك منه .. مش قادرة تعترفي قدام نفسك انه هو اللي غلطان في حقك وجاية تقوليلي ان السبب مني انا
_ايوه منك ..
_لا ماتلوميش غير نفسك انتي اللي بصيتي للي عند صحبتك وروحتي اتجوزتيه و قلبه مع غيرك وانتي عارفة انه مابيحبكيش
_كنت عارفة انه مابيحبنيش وقابلة .. كنت مستحملة بعده عني و سفره شهور ماشوفوش .. بس كنت مصبرة نفسي بعشم كداب ان مافيش امل ترجعو لبعض .. وبقول لنفسي مصيره هيجي اليوم اللي يحبني فيه و ينسي ابريل .. بس محصلش كل مادي عيشتي معاه بتتحول لمرار وعذاب بقيت بسمعه وهو في حضڼي بيناديني اسمك انتي واتأكد اكتر انه عمري ما شافني..
شهقت نادية تردف بضحكة مقهورة من بين دموعها ماتنكريش يا ابريل انتى بترضي غرورك وبتنقمي منه وانتي شايفاه بيجري وراكي زي العيل الصغير ومتمسك بيكي .. اياكي تكدبي يا صحبتي وتقولي انك مش عايزاه لو الدنيا صدقتك
انا مش هصدق
مسحت إبريل عبراتها عن خديها المبللة بأصابعها وأخذت نفسا عميقا لتتحكم في انفعالاتها قبل أن تنظر إليها ثم أجابتها بقلب لا يقل قهرا عن الجالسة أمامها ايوه يا نادية
قلبي مانسيهوش .. بس ملعۏن ابو الحب علي ابو قلبي اللي يذلني عشان راجل قدر يبص لغيري ويفكر في واحدة غيري ويتجوز وېلمس واحدة تانية عشان يعاقبني اني قولتله مش هتنازل عن ان يكون ليا قيمة
شعرت نادية ما إن أنهت إبريل حديثها وكأن سکينا بارد طعن في قلبها فرفعت عينيها إليه ورغم القسۏة الصادرة من كلماتها إلا أن نظراتها إليها كانت مليئة بالتعاطف والشفقة فتحدثت نادية
بارتعاش ممزوج بالحزن اعمل ايه يا ابريل اعمل ايه انا وسط الڼار بيتي هيتخرب وحاسة اني مذلولة ومتهانة انا عمري ما هسامحك يا ابريل انتي ماخسرتيش واحد علي عشرة من اللي خسرته
بقلم نورهان محسن
بعد حوالى ساعة
_ فهمني ايه اللي بيحصل ومأذون ايه وكتب كتاب مين اللي مامتك بتكلم عنه دا!
تدفقت أسئلة إبريل في رأس باسم كالسيل الجارف فاستقبلها بثبات متظاهرا بعدم معرفته بالأمر انا اتفاجئت بيها بتقولي ان المأذون موجود معانا علي اليخت وعايزينا نكتب كتابنا مع حفلة الخطوبة بعد ما اخدو موافقة باباكي .. والفرح نقرر معاده براحتنا ماكنش قدامي غير اني اسايرها والا هتشك فينا
كانت تستمع إلى حديثه دون إستيعاب قبل أن تتسع عيناها ثم هتفت استنكارا يعني ايه تسايرها من غير من غير موافقتي .. تصرفك دا مالوش غير معني واحد انك بتحطني قدام الواقع عشان مضطرة اوافق
رسم باسم الضيق على ملامحه بمهارة يخفي وراءه الكثير من المكر الذي لم تلاحظه في صوته حين قال بنبرة تقريع هجومك عليا بتحسسيني بيه اني مخطط للي بيحصل .. لا يا ابريل .. مش مضطرة توافقي .. وبطلي تبصي للامور علي انك لوحدك اللي واقفة في وش المدفع .. وانا مكنتش عايز اربط نفسي بواحدة مابتفكرش غير في نفسها .. بس لو جزائي انا واهلي تصغرينا اعملي كدا
_وقبل ما تفهمي كلامي علي مزاجك .. انا مش عايزك تتقبلي دا من غير ماتفكري وتاخدي قرارك بنفسك
أسبلت رموشها دون أن تجيبه بكلمة وكانت خلايا دماغها تعمل بأقصى سرعة.
مرت عدة لحظات في صمت قبل أن تسمعه يقول بتخابث خفي خلاص هنخترع ليهم اي حجة ونعدي اليوم
أفرجت عن جفونها رافعة بصرها نحوه لترد بثقة لا .. انا .. موافقة
back
نهاية الفصل الرابع والعشرون
رواية_جوازة_ابريل
نورهان_محسن