الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية جوازة ابريل بقلم الگاتبة نورهان محسن

انت في الصفحة 153 من 161 صفحات

موقع أيام نيوز


نظرات عز الزائغة علي الهاتف بتوتر فإتجه إليه ليجلس على السرير امامه قبل ان يبادر بسؤاله عايز تكلمها مش كدا!
اندلعت شرارات من اللهب يغلفها الشوق الغامر لها في مقلتيه وهو يتململ في مقعده كأنه جالس فوق نيران تحرقه وأخبره بنبرة معذبة يملؤها الحزن حايش نفسي بالعافية .. هاين عليا اقوم اروح اجيبها من عند امها ولو بالڠصب .. انا اصلا معرفش ازاي فاتو عليا اليومين دول من غير ما اشوفها .. انا مش متخيل اصلا اني عايز اكلمها ومش عارف هكلمها بأنهي وش هقولها ايه .. دماغي هتشت مني!!

هكذا تكلم عز والدموع الحاړقة تلمع في عينيه ليربت باسم على قدم الآخر بمؤازره وهو يخاطبه بجدية تعالي علي نفسك شوية واستحمل عشانك وعشانها .. سيبها تقعد مع نفسها كام يوم عشان تفكر كويس وتحس بغيابك وتسأل نفسها انت روحت فين وليه ماحاولتش تكلمها او تروحلها ساعتها هي من جواها هتحس لانها محتجالك .. لكن طول ما انت اللي هتفضل تطاردها هي هتهرب منك
هز رأسه له بالموافقة على مضض ثم سأله بسرعة بنفاذ صبر يعني اعمل ايه..
تطلع باسم حوله بنظرات غير راضية وهو يدلك ذقنه بأطراف أصابعه مفكرا ثم أخبره بهدوء تطلع من الحالة الكئيبة اللي حاطط نفسك فيها دي .. وقوم البس هتيجي معايا نروح لخالد .. الراجل متخرشم علي الاخر
عقف حاجبيه بإستغراب إحتل سؤاله ليه هو ايه اللي جراله...!!!
استقام باسم واقفا ليسير ناحية الباب معقبا عليه بعجل انجز انت وفي السكة هبقي احكيلك
أنهي باسم كلامه في نفس الوقت الذي أغلق فيه الباب خلفه.
تنهد عز بقوة ونهض من السرير بعد أن أزال الغطاء عنه ثم توجه إلى الحمام استعدادا للخروج.
بقلم نورهان محسن
فى الساعة السابعة مساءا
داخل إحدى المقاهى
جلست ريهام أمام مصطفى بمظهرها الأنيق وعينيها الزرقاوين تتلألأ ببريقهما الخلاب وقالت بابتسامة ساحرة ينخدع بها أعتى الرجال ميرسي ليك يا مصطفي انك وافقت تيجي و نتقابل
إبتسم مصطفي مجاملا اياها بهدوء رغم ان مش راضي وعلي اخري من اللي بيحصل من اختك وابوكي .. بس انتي معزتك عندي كبيرة يا ريهام
بادلته الإبتسامة وهي تتحدث بلطف وانت كمان احنا مش بس قرايب احنا اصحاب وطول عمرنا متربيين مع بعض .. عشان كدا مش عايزاك تاخد قرار متسرع يا مصطفي تظلم ابريل بيه
دلت ملامح وجهه الرجولية التي يكسوها احمرار طفيف إلى استيائه فور انتهاء جملتها أعقبه تفوه الغاضب اختك حولتلي تمن الفستان والدبلة الصبح .. و كل المواقع والاخبار ناشرة صورها في وتقوليلي ماظلمهاش دا عبث يا ريهام
صمتت ريهام لعدة ثواني بحثا عن إجابة ترد به عليه وهى توبخ ابريل سرا في عقلها قبل أن تنظر إليه وقالت بنبرة دبلوماسية شوف يا مصطفي انا هكون طرف محايد زي ماهي غلطت .. انت كمان غلطت .. ابريل بنت حساسة جدا و كرامتها فوق كل حاجة وانت عارف دا كويس
رمقها بنظره ممتعضة هاتفا بنبرة محتدة حساسة ايه و زفت ايه بقولك في حضڼ غيري!
زمت شفتيها بضيق من لهجته معها لكنها بصبر بدأت تنسج خيوط قصتها الخيالية حول ذهنه الموضوع مش كدا خالص .. دا جارنا من زمان وكانت عينه مني لما صديته حب يستفزني .. وطلب في حفلة اخته ايد ابريل قدام الكل وهي واقفت في لحظة انفعال بعد صډمتها بموضوع جوازك .. لكن هي مابتحبوش ولا تعرف حاجة عنه اصلا
زوى مصطفي حاجبيه بحنق تطابق مع تلفظه انا كنت عارف انه واحد حقېر ومستغل بس ماتصورتش يبقي منحط لدرجة دي ..
وانتي ازاي ساكتة عليه .. ماعرفتيهاش الحقيقة وقولتي لباباكي
سأل مصطفى مستفسرا في نهاية عبارته عبست ملامحها الفاتنة بحزن مصطنع ينضح بصوتها الناعم المملوء بالمكر الخفى ماكنتش عايزة اعمل مشكلة بينا وبين عيلته هما اصدقاء لعيلتنا من زمان جدا وكمان بعد اللي حصل هي ثقتها فينا انعدمت مكنتش هتصدقني
هتف مصطفي محتجا كل اللي قولتيه ماينفيش انها غلطانة في حقي اكتر ماغلطت في حقها بكتير اختك واتحديتني بكل بجاحة وانا لأخر وقت كنت كويس معاها واستحالة انسالها اللي عملته
طالعته ريهام بقلق بمجرد ظهور غضبه من أبريل مرة أخرى وسرعان ما غيرت دفة الحديث بحزن مزيف باسم انسان خبيث انا خاېفة عليها منه ممكن يضحك عليها ويضرها من غير ماتحس
نفخ مصطفي بإستياء قبل ان يرد من بين شفتيه المضغوطتين انا هعرف بطريقتي اخليه يبعد عنها غصبن عنه
تجعدت ملامحها على الفور من كلامه الټهديدي من المؤكد أنها لم تكن تريده أن يؤذي باسم فغمضت عينيها واستفسرت بصوت يملؤه القلق يعني ايه .. انت ناوي علي ايه يا مصطفي
ارتشف مصطفى قليلا من فنجان قهوته قبل أن يجيب بغموض غير مريح هتعرفي في الوقت المناسب
تجنبت نظراته الثاقبة لها حينما نظرت إلى ساعة هاتفها بتوتر ثم خاطبته بنبرة لينة طيب ممكن تيجي معايا علي البيت و نكمل كلامنا هناك بليز يا مصطفي ماما اعصابها تعبانة جدا من بعد اللي حصل وانا قلقانة يجرالها حاجة
اماء مصطفي اليها بالموافقه على مضض
بقلم نورهان محسن
بعد مرور ساعة
بداخل غرفة مني
_استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم .. يارب سامحني واغفرلي ذنبي .. انا عارفة اني غلطانة وارتكبت اثم في حق نفسي لما حاولت اڼتحر .. كانت النتيجة اني خسړت هديتك ليا .. انا استاهل عقابك بس سامحني واهديني للطريق الصحيح يارب .. اشفيني منه وخرج حبه الملعۏن من قلبي يارب .. دي غلطتي انا اللي حبيته بالشكل دا انا للي اذيت نفسي وانا مش حاسة يارب سامحني وعوضني خير من عندك يا كريم
أنهت مني صلاتها وطويت سجادتها قبل أن تنزع الاسدال عنها ثم توجهت إلى شرفة غرفتها تمسح الدموع عن وجهها بأطراف أصابعها المرتجفة إذ لم تفعل شيئا منذ يومين إلا البكاء على حالها وعلى قلبها الذي كاد أن يتوقف من شدة الحسړة وألم الفقد الذي تشعر به.
جلست مني على المقعد وهي تضع يدها لا إراديا تتحسس بطنها بابتسامة مريرة هى ليست غافلة عن حقيقة كونها السبب فيما آلت إليه حياتها فهي التي تخلت عن أشياء كثيرة لإرضاء زوجها قلبها هو الذي لف حبلا خانقا حول رقبتها حتى زهدت روحها بإبتسامة عريضة علي وجهها
ابتلعت تلك المرارة التي استقرت في جوفها والذكريات تتضارب في ذهنها لتغرقها في أعماق بحره العميق.
flash back
كانت منى تجلس مع عز على الأريكة في غرفة المعيشة داخل منزلهما بينما كانت تتصفح أحد مقاطع الفيديو على هاتفها أثناء مشاهدة عز لأحد البرامج على التلفاز.
جذبت مني انتباه بصوتها المتحمس مشوب بالحنين شايف يا عز البنوتة السكرة دي جميلة اوي اوي ماشاء الله .. شايف شايف ضحكتها العسل والله دي الواحد مايشبعش منها ابدا طول الوقت
_زي ما انا مش بشبع منك ابدا كدا!
همس عز لها بتلك الكلمات بصوت أجش مثير بجانب أذنها بينما يميل نحوها وعض وجنتها برفق فأبعدت رأسها عنه وهي تتذمر برقة يوووه من حركاتك دي يا عز .. الفيديو هنا شوف
أدارت مني وجهه نحو الشاشة بيدها فاخذ منها الهاتف وقال بنبرة غاضبة اشوف ايه بس!! دول شوية ناس مستعبطة اصلا .. مش فاهم ليه بيستعرضو عيالهم بالمنظر دا .. كل دا عشان كام الف لايك و كومنت في الاخر .. انا لما يبقي عندي بنوتة قمر كدا من خۏفي عليعا هخبيها عن عيون الناس محدش عارف النفوس شايلة جواها ايه لبعض
ابتسمت مني بحبور وتسارعت نبضات قلبها شوقا سألت بنبرة ثقيلة يعني انت نفسك في بنت
غمز لها عز وهو يحدق بها بنظرة وقحة شعرت بأنها عاړية أمامه وهو يقول بخفوت عابث جدا انا بمۏت في البنات هو في احلي منهم
احترم نفسك انا بكلم بجد دلوقتي..
لانت ملامحها وأخفضت بصرها مع ارتباك شعر به في صوتها فور أن قالت يعني انت موافق اننا نجيب بيبي يا عز وننهي موضوع تأجيل الخلفة اللي اتفقنا عليه في اول جوازنا!!!
شعرت بقبلته الناعمة على جبينها وهو يحرك خصلات شعرها خلف ظهرها ليسألها هامسا انتي مستعدة لكدا!
حدقت مني فيه بسرعة مبتهجة أسايرها وعيناها تتلألأ بوميض متلهف ردت مندفعة اوي يا عز ماتتخيلش قد ايه نفسي اوي اجيب منك بيبي .. ها موافق !
طال عز النظر إلى عينيها بغموض قبل ان يجيبها بجمود مش عارف لسه حاسس اني هندم اوي لو وافقت
تضاءلت البسمة فوق ثغرها الفاتن وهي تسأله بتمهل به لمحة خوف ليه بتقول كدا!! هو انت مش...
تمتم ببحته الرجولية الزاخرة بالشغف انا كمان نفسي اوي في طفل منك.. بس خاېف!
سألت بعينيها الساحرتين اللتين أذابت روحه في طبقات البندق اللذيذة في مقلتيها وسرعان ما لف ذراعيه من حول جسدها أكثر بتملك عاشق ليتابع عبارته بنفس النبرة انا بس متعود ان اهتمامك كله ليا انا لوحدي .. ف علي قد ما انا عايز اخلف منك علي قد ما انا غيران من فكرة انه لما يجي الطفل دا هيشاركني فيكي و ممكن يلهف كل وقتك وتنسيني انا
back
خرجت من الانغماس في أفكارها عند شعورها بلمسات ناعمة على قدميها.
خفضت نظرتها إلى القطة الصغيرة التي يمتلكها ابن أخيها فانحنت والتقطته بلطف من الأرض ووضعته في حجرها ودبت رأسه الناعم وهي تنظرت إلى الأمام مرة أخرى في صمت.
لها هي الآن فقدت بآن واحد جنينها وزوجها الذي أحبته أكثر من حياتها حتى باتت تشعر بأنها لا قيمة لها بدونه فهو ملاذها ولعڼتها في نفس الوقت لذا لن تلقي اللوم عليه وحده هى أيضا ملامة بشدة ولكن تسمح لنفسها بأن يستهلكها الحزن وتظل عالقة بذكرياته إلى الأبد عليها أن تتقبل الواقع يكفى عناد ودموع.
أخذت مني نفسا عميقا وقررت المضي قدما وتغيير هذا الشعور المرير إلى شيء إيجابي قريبا.
ما حدث لن يكون نهاية العالم ولن تتوقف الحياة حزنا عليها ولن ينفعها الاستمرار في البكاء على الأطلال وعند وصولها إلى هذا الحد من التفكير قامت من مقعدها عازمة على فعل شيء ما.
بقلم نورهان محسن
في ذلك الوقت
عند ابريل
كانت تجلس على الأريكة في غرفتها وفي يدها الكتاب الذي أهداها إياه أخيها.
فجأة أغلقته وانحنت إلى الأمام في مقعدها وقدميها متقاطعتان وهي تمضغ قطعة الشوكولاتة فى فمها بملامح مستاءة قائلة في دهشة من حالها هو انا شاغلة دماغي و ملهوفة اني اشوفه كدا ليه اصلا .. وايه القلق اللي حاسة بيه دا!! ما خلاص الجرايد كلها ناشرة صورنا مع بعض .. يعني خلاص بقينا مرتبطين ومايقدرش يخلع
أدارت ابريل مقلتيها بضجر
 

152  153  154 

انت في الصفحة 153 من 161 صفحات