رواية جوازة ابريل بقلم الگاتبة نورهان محسن
التوبيخ التي هبت بكلام والده علي مضض فتح عينيه ونظر إليه بلا مبالاة قائلا بلسان ثقيل الحروف فاصل شحن
تأجج لهيب غضبه بقوة من برود ابنه فصاح بصوت أجش حانق جعل المارة يلتفتون نحوهم في دهشة يا برودك هو انت مش مقدر حجم الکاړثة اللي وقعنا فيها بسببك وشغلنا اللي خرب من تحت عمايلك وطيشك
نهاية الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر قراري الأخير
تابعت هالة بصړاخ أجفله رد عليا!!
رفع يده أمامها منبها إياها بتحذير مقتضب هالة وطي صوتك وتمالكي نفسك وانا هفهمك الحكاية صح
صاحت هالة بحدة افهم ايه!! وانا كل اللي لاقيته منك عدم احترام لكرامتي ومشاعري وبس
فرك ياسر جبهته بتوتر وهو يهتف بنفاذ صبر استغفر الله العظيم .. دا مش اسلوب لائق خالص للمناقشة .. احنا اعقل من كدا يا هالة .. انا حتي مش فاهم شغل قلب التربيزة دا هتستفيدي منه ايه! ماكنتش كلمة وطلعت مني عشان تتفتحي فيا الفتحة دي .. راعي شوية اننا واقفين وسط ناس بيتفرجو علينا
قاطعته هالة بإشارة للتوقف عن الكلام من فضلك انا جبت اخري وخلاص اكتفيت من كتر الكدب اللي بتعيد وتردده دا
لم تعجبه نبرة الاتهام في صوتها الهاديء فعدل وقفته أمامها بكل وقار ليخرج رده بوضوح وثقة هالة .. انا لما جيت وتقدمتلك كنت مقتنع باللي بعمله .. واذا في مشاعر من ناحيتي ليارا او لغيرها كنت قولتلك .. انا مش هخاف منك ولا مضطر اكدب عليكي .. وعشان انا مقدر ان اعصابك مشدودة هعمل نفسي ماسمعتش الكلام الفارغ اللي انتي قولتيه
فى ذات الوقت
داخل المستشفى تحديدا بغرفة ابريل
دخلت الممرضة الغرفة تقترب منها بخطوات هادئة لتقول بابتسامة اتفضلي دي عشانك
عقدت ابريل بين حاجبيها الجميلين وهي تأخذ منها علبة حلويات فاخرة مزينة بشكل أنيق ثم سألت بنبرة حيرة مين جابها دي!
هزت ابريل رأسها بهدوء في خيبة أمل لكن كيف يمكنها أن تظلل الوميض الصغير المنبعث من روحها التي كانت تتمنى دائما أن تحظى بحنان واهتمام من عائلتها
أحست بصوتها يحاول الوصول إلى حنجرتها بصعوبة فخرجت الكلمات خاڤتة بما كان يطوف بداخل قلبها اهلي حد منهم موجود برا
ردت الممرضة بتفكير اظن لا مفيش حد برا
عقدت ابريل ذراعيها على بطنها وأطلقت تنهيدة عميقة تعبر عن مدى إحباطها هى تشعر بالاستياء منهم جميعا لكن هذه المشاعر الإنسانية مهما حاولت كبح جماحها أمامهم وتصرفت بقسۏة تظل في أعماقها متعطشة لاهتمامهم الذي ترفض أن تشحذه منهم بالتوسلات سرعان ما سخرت من أفكارها الداخلية سرا قبل أن تسألها برقة. طيب ممكن تجيبلي الهدوم اللي جيت بيها هنا
ردت الممرضة بإبتسامة لطيفة كل حاجاتك موجودين في الدولاب دا .. بس ماينفعش تخرجي قبل الدكتور ما يكتبلك علي خروج
زاغت عينيها بتوتر ودفعت شعرها خلف أذنها بفكرة شيطانية سطعت فى عقلعا قبل أن تقول بابتسامة وديعة تمام .. انا جعانة ممكن تجيبلي فطار
نطقت أبريل بعبارتها بمنتهى البراءة تتوارى خلفها نواياها الماكرة ببراعة شديدة جعلت الممرضة تصدقها بكل سهولة لتتحدث على الفور اكيد ممكن الفطار هجيبو حالا مع الدوا وراجعة علي طول
سرعان ما اعتلت إبتسامة ساحرة على ثغرها ونبست بإمتنان ميرسي اوي علي تعبك
الممرضة بسماحة شغلي يا فندم ربنا يشفيكي
بمجرد أن أغلقت الممرضة الباب خلفها زفرت أبريل بقوة وڠضب وزمجرت بكراهية وامتعاض شديدين قال خطيبي قال .. هنجلط يارب ماشوفتش حد بارد كدا في حياتي زي البني ادم دا .. معندوش نقطتين ډم ولا كرامة .. واحد غيرو وسمع الكلمتين اللي قولتهملو كان زمانه راح ډفن نفسه مش يجيبلي شوكولاته .. بس شكل جهاز الاحساس عنده متبدل بديب فريزر
حدقت أبريل في علبة الشوكولاتة بسخرية وهمست لنفسها بوعيد عاملي فيها البيه رومانسي يا استاذ ساخر .. طيب صبرك عليا اما طفحتهالك..!
زفرت الهواء بقوة كبيرة وكأنها تزيل ثقلا كبيرا عن صدرها فرفعت فيروزيتها ببريق غامض إلى الخزانة التي أشارت إليها الممرضة ثم وضعت الصندوق جانبا بإهمال ونهضت من السرير بعزم.
خطت عدة خطوات من الخزانة ثم أدارت رقبتها محدقة في الباب المغلق بتعبير حزين لتركهم لها وحيدة دائما ثم أخذت تربت على قلبها برفق شديد والدموع تتلألأ في مقلتيها وهي تهمس لذاتها بقوة لن أبدأ في الاڼهيار كلما خذلونى ولن أنتظر هذا الزائر الحنون الذي سيطرق هذا الباب وإن تمزقت أوتار قلبي شوقا لقدومه تقديري لذاتي له أهمية قصوى بالنسبة لي فأنا أقسمت أمام الله أننى لن أجعل قلبى قابل للكسر مهما حدث.
فى ممر المستشفي
عند باسم
صاح صلاح بصوت أجش حانق جعل المارة يلتفتون نحوهم في دهشة يا برودك هو انت مش مقدر حجم الکاړثة اللي وقعنا فيها بسببك وشغلنا اللي خرب من تحت عمايلك وطيشك ..
تابع بسخط عارم ملوحا بكلتا يديه فى الهواء ضاقت بيك الكرة الارضية بحالها رايح تخطب واحدة خطيبة واحد تاني!!! ايه الستات اللي بتعرفهم مسحولك مخك .. عجبك دلوقتي الڤضيحة الجديدة المنشورة عنك في كل حتة دي .. اتفضل تعال معايا
أمسك صلاح بمرفقه يسحبه خلفه ليمشي باسم معه في طاعة تامة حتى وقف معه أمام إحدى النوافذ الكبيرة المطلة علي باحة المستشفى قال صلاح بصوت حانق شوف بعينك يا بيه .. الصحافيين واقفلنا ازاي علي باب المستشفي .. مستنيين بس يلمحو طيفنا عشان ينزلو فينا تصوير واسئلة دا غير التليفونات اللي مابتسكتش من الصبح
هز باسم كتفيه غير مبال بالأمر واضعا يديه في جيوب بنطاله ليخاطبه بنبرة ثقيلة ما انا عارف كل دا .. ما انا اللي كلمتهم وجبتهم لحد هنا اصلا
استشاطت ملامحه ڠضبا فصاح مستنكرا بصوته الأجش نعم يا روح امك .. انت شكلك اټجننت علي الاخر
أوضح باسم له بعبوس جذاب ولا اټجننت ولا حاجة .. ابريل مش مخطوبة .. والكلام المكتوب عننا دا كله كدب ومتفبرك
سأل صلاح ساخرا واحنا هنمسك كل نفر ونشرحله ان دا كله كدب ازاي يا بيه!
رفع باسم حاجبه واحد مرددا بإنزعاج نافذ الصبر اومال انا جايب دول لحد هنا عشان ايه!! اللي احنا عايزين نوصله للكل هيكون من خلالهم
تشنجت ملامحه من الصدمة وسيطر عليه الجنون مزمجرا بسخط شديد حيث يكاد أن يسقط أرضا نتيجة إصابته بجلطة دماغية بسبب برودة ابنه يعني كمان انت اللي مديهم الاذن بالوقفة دي ومصطفي ايه ناسيه! دا من اكبر المستثمرين اللي داخلين في المشروع الجديد واللي بتعمله دا هيخلينا نخسره!!
ضاقت عيناه الرماديتان في تعبير يدل على تقييم ما قاله والده قبل أن يهز رأسه بالنفي قائلا بصوت جدي ممزوج باللامبالاة زي ما في مصطفي في مستثمرين كتير غيره .. اذا هو عايز ينسحب بالسلامة غيره يتمني يكون مكانه .. وانت سيد العارفين يعني مش هتقف عليه .. وهيبقي هو الخسران الشرط الجزائي
تنهد صلاح بقوة قاطبا حاجبيه بحنق افهم يا بني .. مواضيع الستات لما بتدخل في الشغل بتخربوه واللي اتكتب دا هيأثر علينا كلنا من نواحي كتير وسبق ونبهتك عايز تخطب بنات الناس كتير مش لازم البت دي
عقب باسم على كلام والده بثقة بالغة رغم أنه هو نفسه لا يعرف من أين جاء بها وسط الظروف المحيطة به اذا علي كلام الجرايد .. انا عارف كويس ازاي هنخرس لسان الكل .. وكمان هينزل بكرا بالكتير اعتذار عن اي كلام اتكتب عننا .. والكل واولهم مصطفي هيعرفوا ان ابريل خلاص بقت تخصني
زجره صلاح پغضب سعير وهو يكز على أسنانه بقوة حتى لا يلفت النظر إليهم ماتجننيش ببرودك انا علي اخري .. هو مش هيسكت مافكرتش في اللي ممكن يعمله
تشكلت ملامحه بتعبير صارم تجلى بوضوح في لهجته القوية مثل سيف حاد وهو يذبح ببرود وحسم مابفكرش فيه ولا يهمني انا مش شايفو غريم ليا حتي .. عشان حكايته معاها خلصت يوم ما هي فسخت الخطوبة اللي محدش كان عارف بيها دا كان مخبيها كأنه عامل عملة .. وخليه يعمل اللي هو عاوزو .. وانا هعرف ازاي اتعامل معاه واي حاجة هيعملها هتتردلو اضعاف
خلال تلك الأثناء
فى غرفة منى
_مني يا حبيبتي الف حمدلله علي سلامتك
هتفت سوسن بلهفة وهي تتجه نحو منى التي كانت تجلس فوق السرير بوجه جامد وعندما سمعت صوت أمها رفعت عينيها إليها فسقطت من مقلتيها دموع حاړقة واڼفجرت في البكاء المرير بمجرد أن احتضنتها والدتها وقالت بحزن شديد وهى تربت علي ظهرها بتعاطف تفهم ما تمر به ابنتها قدر الله ما شاء فعل يا قلب امك بكرا هتعوضيه وربنا