الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية جوازة ابريل بقلم الگاتبة نورهان محسن

انت في الصفحة 128 من 161 صفحات

موقع أيام نيوز


ازاي كان ملهوف عليها
اقتربت وسام منه أكثر وبنبرة صوت لينة حاولت إقناعه وهي تربت على كفه عشان خاطري يا صلاح
رد صلاح عليها بابتسامة ويوافقها بهدوء طيب يا عمري .. بس خليني اروح اشوفه وبعدين نفكر هنعمل ايه
_علي راحتك حبيبي
عند ابريل
فى غرفة العناية
كانت ابريل مستلقية على السرير الأبيض مغمضة عينيها ومن يرآها من بعيد يظن أنها لا تشعر بأي شيء حولها لكن الحقيقة هي أنها في عالمها الخاص كانت ټصارع عقلها الذي لا يتوقف عن التفكير.

إذ رأت ابريل نفسها في أرض واسعة وهناك الكثير من الناس يحيطون بها كالدائرة وكانت واقفة في المنتصف تستمع إلى أحاديثهم بنفس واحد بعقل مرتبك حائر.
استطاعت ابريل تمييز صوت والدها الذي من المفترض أن يكون أقرب شخص إليها وهو يقول بصوت قوي هو لعب عيال ولا فاكرة نفسك مالكيش كبير .. يعني تسيبي تفسخي خطوبتك من غير موافقتي
أدارت ابريل رأسها حالما سمعت صوت أنثى ناعم يردد انا حنين .. ابقي مرات مصطفي الترابلسي .. خطيبك
سرعان ما تحدثت ريهام بصوت عال مما جعل إبريل تنظر إليها دي وحدة غيرانة منك وعايزة تبوظ فرحتك
ردت حنين بصوت منتحب مش عايزة بيتي يتخرب مش عايزة بناتي يتربوا بعد عن ابوهم ولا بعيد عني
جاءها صوت وسام تخبرها بتحذير ما تصدقهاش يا ابريل دي استغلت فرصة غيابه عشان تيجي وتقهرك
صاح فهمى بصوت غاضب يملأه النقمة اسمعي يا بنت الهام فرحك بعد كام يوم .. ولا عايزة تصغري عريسك و تفضحينا كلنا قدام الناس
_اخرسوا .. كفاية
صړخت أبريل مڼهارة تهز رأسها بالرفض وهي تركع على الأرض تغطي أذنيها بكلتا يديها لتحاول منع أصواتهما من التسلل إليها فلا فائدة من الوقوف بشموخ إذا كانت الروح جاثية على ركبتيها.
بعد لحظات قصيرة فوجئت بكفين فوق يديها رفعت رأسها ببطء وامتلأت عيناها بالدموع حالما رأت وجه جدها البشوش وإنحدرت العبرات على خديها شوقا إليه قبل أن تهمس بصوت مكسور مذعور باك جدي .. ماتسيبنيش هنا .. انا محتجالك .. انا اتأذيت منهم كلهم يا جدي .. خلاص مابقتش عايزة افضل في الدنيا دي بعد كدا .. انا تعبت .. انا خاېفة ووحيدة يا جدي وسطهم .. خليك معايا عشان خاطري او خدني معاك عشان خاطري
رد عليها بصوته الحنون دون أن يخلو من الحزم اللي انتي بتعمليه هو الغلط .. الهروب جبن وانا مربتش جبانة .. واجهي يا ابريل و الا هيفضلو يطاردوكي زي الاشباح .. خدي حقك .. وماتسمحيش لحد يأذيكي انتي
_قومي علي حيلك
قالها الجد وهو يساعدها على الوقوف مرة أخرى قبل أن يرفع بكلتا يديه وجهها المملوء بالدموع ليمسحهم بإبهامه بحنان ثم ظهرت البسمة على وجهه الطيب ليقول بحنو مفعم بالجدية ملأ خلاياها بالقوة اقفي قدام اي حد بثبات يا ابريل .. ماتنزليش عينك في الارض .. عشان محدش كسرها ولا حد يقدر الا اذا انتي سمحتيلو .. خليكي دايما صلبة طولك .. وخليهم هما مايقدروش يحطو عينهم في عينك .. اخرسيهم .. وماترضيش بقليلك اللي يرضي بقليله بيعيش وېموت محدش فاكرو .. ولا بيعملولو قيمة والكل بيدوسه من غير رحمة
ساد حولهم الصمت تستوعب كلماته ولم تكاد ترد حتى تشوشت صورته أمام بصرها واختفى تماما كالهواء.
خلال ذلك الوقت
أبريل بجسد مسطح في صمت قانت بتحريك جفنيها المغمضين قبل أن تفتحهما بصعوبة وظهرت فيروزيتها المليئة بدموع من خلف ستار محفوف بالرموش لترفرف بهم وهي تشعر أن هناك ثقلا كالجبال فوقها وكأنها نامت دهرا وليس ساعات قليلة فقط.
ظلت نظراتها ساكنة لعدة لحظات وهي تتذكر تفاصيل حلمها ورؤية جدها الحبيب وتمنت لو كانت محظوظة بما يكفي للبقاء معه لفترة أطول قبل أن يغادر بسلام كما جاء ففي الكثير من الأحيان عندما يأتي الفراق يتمنى القلب أن تتجمد اللحظة حتى لا يودع من يحب فالفراق قطعة من الچحيم تجعل النفس تشعر بالغربة والضياع.
شعرت أبريل پألم حارق في يدها اليمنى مما جعل عينيها تتجهان نحوها رفعت كفها ببطء لترى الإبرة تخترق وريدها وتتصل بمحلول معلق أعلى السرير وقبل أن ترفع ذراعها اليسرى ولمست بأطراف أصابعها أنبوب التنفس الرفيع الذي تم تركيبه داخل فتحتي أنفها ليساعدها على إيصال الأكسجين بسلاسة إلى رئتيها وبالإرهاق ضغطت بإصبعها على جرس الإنذار الصغير بجوار الفراش.
مرت لحظات قليلة حتى استجابت الممرضة للنداء ودلفت إليها قبل أن تتقدم منها وهي تبتسم لتقول بلطافة الحمدلله علي سلامتك
صدرت عن أبريل إيماءة صامتة قبل أن تتجعد جبهتها بخطوط الڠضب حالما ظهر وميض مثل شريط سينمائي للمجموعة الأخيرة من أحداث الليلة الماضية والذي مر فجأة في ذاكرتها بوتيرة سريعة ما إن أدارت رأسها والتقت فيروزيتها برماديتيه وكان قد أتى مؤخرا مع ريهام من الكافتيريا ليروا يوسف واقفا أمام زجاج غرفة العناية قبل أن يخبرهم أنها استعادت وعيها وأنهم سينقلونها إلى غرفة عادية خلال فترة قصيرة مما جعلهم يقفون وينظرون إليها بمشاعر مختلفة غمرتهم.
لم تستطع أبريل حبس دموعها أكثر فقد انزلقت واحدة تلو الأخرى مبللة الوسادة وهي تتذكر ما فعله بها هذا الشخص الحقېر الذي يقف بكل برود وثقة بعد أن كان سببا في وصولها إلى هذا المكان وهي لا تدري أن نظراتها الكارهة له بمثابة طعڼة في قلبه فعلت به الأفاعيل وعيناها من بعيد تديران المعركة بكل قوتها دون عدالة أو رحمة.
أغمضت أبريل عينيها بضيق شديد وهي تدير رأسها إلى الجانب الآخر فرؤيته شيء لم تستطع تحمله في الوقت الحاضر.
بعد مرور فترة وجيزة
توقفت سيارة باهظة الثمن أمام الفناء الخارجي للمنزل ثم ترجل منها فسقط ظله الطويل على الأرض وسار عدة خطوات متوازنة حتى وصل إلى الدرج المؤدي إلى باب الفيلا لكن بدلا من الصعود انحرف إلى اليمين وأحنى ظهره ليجلس علي عقبيه أمام حوض الزرع.
مد أصابعه وفتش فيه بخفة حتى أخرج المفتاح ونظفه بمنديل ثم مسح كفه به من آثار الطين وبدأ يصعد الدرج بخفة.
دخل المنزل بعد دقيقة تقدم إلى الأمام وهو يبحث عنها بعينيه فلم يجد أحدا فواصل سيره بخطوات تشير إلى أنه يعرف كل شبر وركن من هذا المكان.
صعد إلى الطابق العلوي وفتح باب غرفة النوم فجاءت عيناه عليها وهي مستلقية على السرير تشاهد التلفاز قبل أن تدير رأسها في اتجاهه فور دخوله بنظرة مذهولة سرعان ما أخفتها وهي تنظر إلى الأمام وتسأل ببرود ايه اللي جابك يا صلاح
اقترب صلاح من دعاء يستشعر ڠضبها الرقيق ثم توقف أمام السرير يتأملها بعينين شاردتين يغطي جسدها شبه العاړي ملاءة خفيفة.
دعاء غلبها فضولها فرفعت بصرها نحوه لترى عينيه الحادتين تلتهمان تفاصيلها الساحرة وصولا إلى عينيها التي عاتبته بصمت.
نهاية الفصل السادس
الفصل السابع نبأ مفجع رواية جوازة ابريل ج
لدي قلب من ثلج وبداخلى الكثير من الحماقات التي أتحكم فيها بحكمة ونضج مثل إسكات صوت عاطفتى وصفع قلبي ورسم الضحكات الساخرة على مشاعري ورميها في حاوية هكذا أكون عندما تنكسر الثقة بالآخرين بداخلي أصبح صلبة وليست فتاة لها أحلاما وردية تعلمت الصمت وقت الكلام والهروب وقت الحضور تعلمت أن الزمن لا يرحم ولن يشفق على أحد وأن العمل هو تحقيق الذات والاستقلال والأمان تعلمت أن أحب نفسي فقط أكثر من الباقي لقد تعلمت من دروس الماضي الأنانية ومن الطيبة القسۏة أن أكون استفزازية إن تحتم ذلك وألا أسكت عن حقي ولا آخذ حق ليس لي تعلمت أن من لا يشتري قلبي سأبيعه بالمجان .. أنا أبريل.
في المستشفي داخل العناية المشددة
أغمضت أبريل عينيها بضيق شديد وهي تدير رأسها إلى الجانب الآخر فرؤيته شيء لم تستطع تحمله في الوقت الحاضر
نظرت إلى الممرضة بتشوش وعدم تركيز قبل أن تسأل بنبرة ضعيفة مشوبة بسعال خفيف انا حصلي ايه
الممرضة بنبرة لطيفة جاتلك ازمة ربو شديدة والحمدلله جابوكي في الوقت المناسب وحاليا انتي بخير بس
أشارت بطرف عينيها نحو النافذة الزجاجية للغرفة وسألت بجفاء دول بيعملو ايه هنا
التفتت الممرضة نصف استداره للخلف مقطبة حاجبيها قبل أن تبتسم وهي تروي بثرثرة ايوه اهل حضرتك يا انسة كانو مستنين يطمنهم عليكي .. ربنا يخليهم ليكي .. الحقيقة كانوا عاملين قلق كبير قدام العناية من شوية من خوفهم عليكي
لم تبد أبريل أدنى اهتمام بما قالتها وهي تنظر إلى سقف الغرفة في صمت وظنت الممرضة أنها متعبة فتحدثت بهدوء هسيبك تستريحي شوية .. وانا هخرجلهم اطمنهم ليكي .. لحد ننزلك اوضة عادية بعد شوية
بقلم نورهان محسن
عند صلاح
دعاء غلبها فضولها فرفعت بصرها نحوه لترى عينيه الحادتين تلتهمان تفاصيلها الساحرة وصولا إلى عينيها التي عاتبته بصمت.
أجاب صلاح على سؤالها بكل صراحة وهو يشرف عليها بجسده مقبلا قمة رأسها شوقى اللي جابني ليكي
استمع لها صلاح بشرود ذهن وعيناه تدحرج بإفتتان على الفتحة الواسعة جدا لقميص النوم الحريري الذى كاشف عن جزء كبير من مقدمة صدرها قبل أن يحمحم بخشونة محاولا التركيز بعد أن نظر إليها مرة أخرى وهو يقول كلماته التبريرية دعاء .. حبيبتي ليه بتعامليني كدا وايه لازمة الكلام دا
وجد منها نظرات عدم رضا لكنه قابلها بنظرات لينة قبل أن يقبل وجنتيها بلطف اعتذارا مواصلا سلسلة اعتذاراته التي لا تنتهي وكانت هذه طريقته في إرضائها بسبب إهماله الدائم لحقوقها عليه انا عارف انك زعلانة مني .. بس انا مقدرتش اعدي الليلة .. واحنا مټخانقين جيتلك مخصوص عشان اصالحك خلاص سامحيني
قرأت دعاء الإستعطاف على ملامحه فلم تستطع إخفاء مشاعرها تجاهه إذ تنفلت رغما عنها أمامه ويرق قلبها إليه سريعا فقالت بتنهيدة عميقة تدل على يأسها وضعفها أمام نفسها عايزني اقولك ايه ها .. مشكلتي معاك هي هي مابتتغيرش .. فات اكتر من تلاتين سنة دلوقتي وانا مبعملش حاجة غير اني بسامحك وعايشة احبك يا صلاح وعاجزة ابعد عنك
سحبها صلاح من ذراعها نحوه 
فى ممر المستشفى 
خرجت الممرضة من إحدى الغرف تحديدا التي كان
الجميع يقف أمامها وقالت بنبرة عملية تقدروا تدخلو .. بس لو سمحتو ماتجهدوش المړيضة .. عن اذنكم
دخل كل من ريهام ويوسف على الفور وعندما تحرك باسم للانضمام إليهم أوقفه خالد وخاطبه بخفوت أجلها شوية يا باسم
رفع باسم حاجبه إلى الأعلى بدهشة جالت على ملامحه متحدثا بأسلوبه الساخر الذى يختبئ وراءه رغبة قلقة لا تزال كامنة في روحه المهشمة حتى يطمئن أنها بخير. هبص عليها بس مش هاكلها يعني
خالد بتحذير الاحسن ليك ماتدخلش .. ولا ماشوفتش اول مافتحت عيناها بصتلك ازاي .. ولا نظراتها ليك من دقيقة .. شكلك مهبب معاها مصېبة ..
 

127  128  129 

انت في الصفحة 128 من 161 صفحات