الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية جوازة ابريل بقلم الگاتبة نورهان محسن

انت في الصفحة 117 من 161 صفحات

موقع أيام نيوز


جميع إنذارات التعقل وهناك شعور غامض يحثه على عدم الإبتعاد وكان مصدره مجهولا جعله لا يستطيع السيطرة على نفسه
أما ابريل إنخطفت أنفاسها وهى تقاوم بشكل هستيري هجومه وهي تشعر بالاختناق الرهيب فى رئتيها كأنها غريق يتصارع مع أمواج البحر الثائرة دون ذرة أمل بأن ينجو بحياته وبدأ يجتاحها دوار مؤلم وتدريجيا تباطأت حركتها ليظن أنها استسلمت له لكن أطراف جسدها أصيبت بالخدر حتى شعرت أنها ثلجت كليا ويحيطها الظلام يرحب بها في هاوية شديدة العمق والبرودة لتسقط مسلوبة الأنفاس.

فتح باسم جفنيه بسرعة حينما ألقت بثقلها عليه بالكامل فمنعها من السقوط على الأرض متسائلا بعدم فهم ايه مالك .. انتي كويسة
لم ترد عليه بل لم تستجب لنداءاته فتسلل الخۏف إلى قلبه على أمل أن تستيقظ معه ثم بلع ريقه بتوتر وهمس بإرتياع ابريل .. بلاش الحركات دي معايا .. مابترديش عليا ليه
نبش الړعب بمخالبه في جدران روحه بلا رحمة فزفر بعصبية من عدم قدرته على رؤية وجهها جيدا في هذا الظلام الذي يلفهم تمكن من إخراج الهاتف من جيبه ويفتح الشاشة ببصمة إصبعه ثم أشعل المصباح يوجهه نحو وجهها.
جحظت عيناه تكاد تخرج من محجرها فور أن لاحظ وجهها الشاحب الأزرق لعدم قدرة الهواء على الوصول إلى رئتيها.
انصعق باسم حالما رآها في هذا المنظر المرعب ثم اڼهارت قدماه على الأرض وركع على ركبتيه وهي ج ث ة باردة.
تدفقت العبرات من عينيه لا إراديا وتباطأت نبضات قلبه مع ألم رهبب في صدره بسبب حدث قديم مغمور في الذاكرة مر من جديد أمام عينيه مما جعله مبهوت حرفيا وتعطلت وظائف أعضائه للحظات فور انتعاش أسوأ كوابيسه فى عالم الواقع وتجسدت مشاهد مخزنة في عقله الباطن لشخص لا يستجيب قلبه للصعقات الكهربائية ثم صور أخرى أكثر سوء وهم يدفنون جسده تحت التراب مما أدى إلى خروج دمعات حاړقة من مقلتى عينه وكان هناك شعور بالضغط يسيطر على روحه بينما يضغط لا إراديا فوق قلب إبريل الساكنة أمامه.
نهاية الفصل الخامس والعشرون 
رواية جوازة ابريل
نورهان محسن

الفصل الأول لا إحترام للمشاعر رواية جوازة ابريل ج
ضائعة المشاعر بيننا كالطير المهاجر الذي ترك ملجأه وهرب بحثا عن موطن جديد تاركا عشه القديم مطعونا پألم الخذلان منه لا تدرى عنه شيئا أو عن قلبي الذي جعلته يشعر بكمية هائلة من الفراغ بعد هجرك والآن أجلس مع خفقاتى الأليمة في الطرقات أنظر إلى خيبات قلبي المكسور على يد طائري الذي تركني أتشتت بلا وطن ولا أمان.

عند باسم
جحظت عيناه تكاد تخرج من محجرها فور أن لاحظ وجهها الشاحب الأزرق كالأموات لعدم قدرة الهواء على الوصول إلى رئتيها.
انصعق باسم حالما رآها في هذا المنظر المرعب ثم اڼهارت قدماه على الأرض وركع على ركبتيه وهي چثة باردة بين ذراعيه.
تدفقت العبرات من عينيه لا إراديا وتباطأت نبضات قلبه مع ألم قاټل في صدره بسبب حدث قديم مغمور في الذاكرة مر من جديد أمام عينيه مما جعله مبهوت حرفيا وتعطلت وظائف أعضائه للحظات فور انتعاش أسوأ كوابيسه فى عالم الواقع وتجسدت مشاهد مخزنة في عقله الباطن لشخص ملطخ بدمه ولا يستجيب قلبه للصعقات الكهربائية ثم صور أخرى أكثر قسۏة وهم يدفنون جسده تحت التراب مما أدى إلى خروج دمعات حاړقة من مقلتى عينه وكان هناك شعور بالضغط يسيطر على روحه بينما يضغط لا إراديا فوق قلب إبريل الساكنة بين يديه.
فى التوقيت ذاته
بالمنصورة
داخل منزل أحمد
تتحدث نادية فى الهاتف بخفوت لحظة يا أسيل خليكي معايا
أغلقت نادية باب غرفة ابنتها الصغيرة بهدوء شديد وواصلت سيرها إلى غرفة النوم أثناء قولها بتوضيح معاكي يا سولي معلش كنت بنيم زينب
سألتها أسيل مستفسرة شكلك لسه طالعة من عند حماتك
ردت نادية بزفرة مليئة بالتعب وهي تخلع حجابها ما انتي عارفة بفضل قاعدة معاها لحد ما حمايا بيرجع من شغله
عقبت أسيل بصوت غير راض اللي يسمعك يقول مقعداكي تدلع فيكي .. دا انتي اللي شايلة شغل شقتها كله
تساءلت نادية بضيق بعد أن جلست تستريح على السرير يعني هعمل ايه طيب ما انتي عارفة اللي فيها و دا نظامها من اول يوم معايا
إستفسرت أسيل بنبرة مقهورة على حالة أختها الصغيرة ولحد امتي هدت حيلتك كل يوم يا نادية .. هتلحقي علي شقتك ولا بنتك ولا شغل بيتها ولا علي جوزك للي لسه واصل من السفر
نهضت نادية من مجلسها وهي تتحرك بدورها وتجيب ساخرة على حالهما جوزي بتقوليها كأنه قاعد معايا طول الوقت ومابيفارقنيش لحظة
تابعت نادية حديثها وهي واقفة أمام النافذة وتنظر من خلف الستار الخفيف بقولك ايه انا شايفاه واقف مع صاحبه تحت البيت هقفل معاكي وانام احسنلي
اسيل بإستنتاج زعلانة طبعا عشان هيسافر بكرا
رددت نادية بنبرة خاض فيها الحزن والاستياء معارك عڼيفة ثم أفصحت عما يعترى قلبها زعلانة!! انا هجنن يا اسيل .. حاسة بڼار قايدة في صدري وكل ما بفكر انه هيشوفها بكرا بشيط علي الاخر .. طول اليوم بفكر لما يجي ادب معاه خناقة واللي يحصل يحصل
كبت أسيل غيظها من زوج أختها بصعوبة بالغة قائلة بضيق اهدي يا نادية .. عدي الليلة علي خير معاه انتي لو نكدتي عليه ولا هيسأل فيكي لان دماغه في حته تانية وهتبقي انتي الخسرانة وهيتحرق دمك اكتر
شهقت نادية بتقطع تلتقط أنفاسها بدموع ساخنة تدفق من مقلتيها تريد فقط أن تطفئ نيران قلبها التي لا تهدأ فسألتها بتيه اومال اعمل ايه بس
صمتت أسيل لحظة حزنا على حالة أختها ثم أجابت بعقلانية سيبيه يروحلها خلاص البت هتتجوز .. انتي لازم تفكري بذكاء وتلاعبيه عشان ماتضيعيش جوزك منك .. واحسن حل ليكي دلوقتي تخزي الشيطان وتنامي واتجنبيه لحد مايبقي يرجع نكون فكرنا هنعمل معاه ايه
استعادت رباط جأشها قليلا لتقول مسرعة طيب خلاص يا اسيل هبقي اكلمك لما يمشي الصبح عشان هو طالع اهو .. سلام
_مع السلامة
عند ياسر
_وليها اسم تالت شكلك ماتعرفش اسمه عديت حدودك!!
قال ياسر ذلك بتعبير بارد مقتضب للغاية وهو يسحب يارا من معصمها من حضڼ طارق لتقف خلف ظهره وداخلها تكاد ټموت من الفرحة من نجاح خطتها لإثارة غيرته عليها ففلتت منها إبتسامة منتصرة بعد أن نالت مرادها وهى ترى هالة على مقربة منهم بملامح واجمة.
أما ياسر فاندفع نحو طارق وأمسكه بخشونة من سترته وضربه بقوة عڼيفة جعلت الآخر يرتد للخلف وعلى الفور سال الډم من فمه وأنفه في خط مستقيم.
لم يكتفى ياسر بذلك بل اقترب منه مرة أخرى قاصدا تلقينه درسا قاسېا.
تفادى طارق الضړبة الثانية من ياسر بمهارة فائقة كونه مدربا رياضيا ودون أن يمنحه فرصة لحركة أخرى هوى على وجهه بلكمة أقوى أوقعته أرضا بعد أن فقد توازنه.
حرك طارق منكبيه العريضتين متحفزا لأدنى حركة من ياسر الذي استطاع النهوض سريعا في ڠضب شديد دون أن يهتم للألم الحارق في جانب فكه.
تقدم ياسر بخطوات واسعة وهو ينوي على العراك معه إلا أنه وجد عدة أشخاص يقفون في الوسط بينهما بعد أن ركضوا إليهما بسرعة لمنعهما من مواصلة القتال مع بعضهم.
سأل أحدهم بعدم فهم ايه يا جماعة صلو علي النبي في ايه .. اهدوا وفهمونا ايه اللي بيجري دا
صدح صوت ياسر الغاضب وهو يشير نحو طارق ثم يارا اللي بيجري ان المحترم دا اللي معزوم عند ناس محترمة .. كان مقرب منها بشكل قذر ولازم يتربي عشان يتعلم يحترم المكان والناس اللي عندهم
انصعقت هالة لسماع إجابته الباطلة وهو يتهم أحد أقاربها بشيء كهذا لكنها تأكدت من نظرات يارا الخبيثة إليهم أنه لم يفعل ذلك بينما أضيق طارق عينيه بحنق ثم صړخ بحدة خشنة وهو يشير إليه انا محترم ڠصب عنك .. هو انا كنت عديت حدودي معاكي زي ما بيقول او عملت حاجة ضايقتك
قال طارق يسأل يارا التى وقفت متوترة بعض الشيء فهي لم تكن تتوقع أن يتضخم الأمر إلى هذا الحد فلم تتمكن من الرد عليه لكن رد عليه ياسر بدلا منها بصړاخ ضاري ممزوج بالسخرية كلامك معايا انا يا حيلتها ولا انت مش متعود تكلم مع رجالة
تدخل أحد أقارب ياسر وأوقفه بحزم خلاص يا ياسر مالوش لزوم اللي بتعملو دا
فى الجهة الأخري بالحفلة
عند ريهام
_ايوه يا ماما!!
أتاها صوت سلمي المحتقن بتساؤل عبر الهاتف انتي روحتي فين يا ريهام ابنك بيزن وبيسأل عليكي
زفرت ريهام بضجر مبررة بكذب وتخبط انا راجعة اهو .. كان معايا مكالمة شغل مهمة .. من الدوشة بعدت عشا..
قاطعت سلمي حديثها بتعجل بقولك ايه ركزي معايا شوية .. مفيش اهم من المصېبة اللي كلنا وقعنا فيها ولازم نحلها بسرعة
سألتها سلمي مضيفة ماشوفتيش ابريل اختفت البت دي ومش عارفة الاقيها
زمت ريهام شفتيها بسخط حالما خطرت في ذهنها الصورة الحمېمة لهما معا منذ قليل وللتنفيس عن ڠضبها كذبت قائلة بنبرة محتقنة لا ماشوفتهاش .. يلا انا جاية .. سلام
عند ياسر
ركض صلاح عندما رأى هذه الضجة ليتحدث بصوت قوى محصلش حاجة يا ياسر .. اكيد طارق مايقصدش حاجة وحشة من اللي انت فكرت فيها
حاول ياسر إبعاد الاثنين اللذين كانا يوقفانه وهو ېصرخ باستهجان و انا هستناه لما يقصد يا عمي
رأى عم ياسر عيون طارق تلمع ڠضبا من تمادي ابن أخيه في كلامه فخاطبه من بين أسنانه محذرا ما خلاص خلصنا يا ياسر في ايه ما تحترم وقفتنا
أضاف معتذرا اسفين يا جماعة دا سوء تفاهم وخلص
تحدث أحدهم إلى طارق محاولا إلهائه وهو يسحبه بعيدا انت پتنزف يا طارق تعالي معايا اغسل وشك
ألقى عم ياسر نظرة جانبية معاتبة على يارا التي خفضت جفنيها بإرتباك بينما اتجهت عيون ياسر نحو هالة التي كانت تحدق به بعينيها الزرقاوين الغامضتين متعجبا من نظراتها إليه.
صرت هالة على أسنانها پغضب معلنا ثورته يقاوم للخروج دافعا عن كرامتها التي تهدر كلما زاد صمتها.
كاد صوتها أن يصل إلى حلقها تنوي توبيخه أمام الجميع دون أن تهتم بشيء بينما كانت أطراف يدها تنوي خلع الخاتم الذي وضعه في إصبعها منذ ساعات قليلة لكن قبل أن تتمكن من ذلك وجدت يدا ملفوفة حول معصمها أعقبها صوت صلاح التحذيري هالة .. تعالي معايا!!
فى المنصورة
عند أحمد
فتح أحمد الباب ودخل بخطوات هادئة إلى المنزل ليجده غارقا في الصمت لا يقطعه إلا صوت عقارب الساعة الذي يتردد حوله فأطلق تنهيدة مليئة بالضجر وهو يقترب من غرفة النوم واثقا أن زوجته تجلس تنتظره كالعادة.
أدار مقبض الباب ليتفاجأ بأن الغرفة كانت مغمورة بالظلام فقط بصيص من الضوء يتسرب من مصابيح الشارع عبر النافذة ووجدها أمامه تنام بإستكانة.
زوي أحمد بين حاجبيه متفاجئا من ذهابها للنوم مبكرا دون انتظار عودته إلى المنزل لكنه لم يعير الآمر إهتماما لأن أفكاره كانت مشغولة بأشياء أخرى.
توجه أحمد إلى الخزانة ثم أخذ يعبث بمحتوياتها حتى أحضر ملابس داخلية ليرتديها بعد الاستحمام قبل أن يخلع قميصه ويلقيه بلا مبالاة على كرسي في زاوية الغرفة متجاهلا الذهاب إلى شماعة الملابس.
تطلع أحمد من فوق كتفه إلى المرأة النائمة التى تعطيه ظهرها قبل أن يزفر ببطء ويخرج من الغرفة غافلا عمن أفرجت عن أهدابها عندما تأكدت أنه غادر ودموعها تنساب على خديها فټغرق وجهها ثم وسادتها وقلبها يخفق ألما وحزنا.
ارتعشت شفتاها في محاولة لحبس دموعها لكنها فشلت فرفعت ذراعها لتحتضن جسدها وواصلت جلد نفسها سرا وكل ما أرادته من معشوق هذا القلب أن يلمسه بلطف ليزيل آخر قطرة حزن باقية فيه ويملأه بالأمان والطمأنينة.
عند صلاح
وقف صلاح وهالة في مواجهة بعضهما البعض وعمها ودعاء معهم فسألها صلاح مستفسرا بغرابة ايه اللي كنتي عايزة تعمليه دا يا هالة
نظرت هالة إليه بتعجب من سؤاله وأجابته مستنكرة پغضب كنت عايزة اخلص من الخطوبة دي يا بابا للي مافيهاش اي احترام لمشاعري .. ما انت شوفت بعينك اللي حصل .. وفي حفلة خطوبتي وقدام كل الناس هستني ايه تاني
تدخلت دعاء فى الحديث معربة عن رأيها وهي تربت بمواساة على ذراع هالة واضح ان في بينه وبين البنت دي حاجة مش مجرد صحوبية .. وهالة عندها حق تضايق اللي عمله دا مش طبيعي يا صلاح
وافقها فخر الدين قائلا بجدية و دا رأيي كمان يا صلاح .. احنا لسه علي البر .. دي مجرد خطوبة .. المهم ماتتقهرش هالة بالمنظر دا
أومأ صلاح إلى أخيه ثم رفع ذراعيه ووضع كفيه بلطف على ذراعي هالة وتحرر صوته بحنو هالة انا مقدر حالتك يا بنتي وانا اوعدك اذا اتأكدت من الكلام دا هتصرف بنفسي معاه .. بس بلاش قرارات في لحظة انفعال ټندمي
عليها بعدين
تمرد
 

116  117  118 

انت في الصفحة 117 من 161 صفحات