الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية قلوب حائرة بقلم روز أمين الجزئين

انت في الصفحة 283 من 295 صفحات

موقع أيام نيوز

إنك قولتيها أو إنك حبتيني في يوم من الأيام

أما راقية فمالت علي أذن ثريا التي تجاورها الجلوس علي نفس الطاولة الكبيرة التي جمعتهم بعائلة العريسوتحدثت لائمة بتخابث 

شفتي يا ثرياأنا نظرتي ما تخيبش أبدامش أنا قلت لك إني شاكة إن الظابط ده إتقدم ل سيلا

واسترسلت مؤنبة إياها 

بس إنت إتلائمتي عليا وخبيتيمع إنك كنتي عارفة كل حاجة

تمللت الأخري وتحدثت نافية بزيف كي تتقي شرها وثرثرتها التي لا تنتهي 

إنت بردوا لسة مصممة إني كنت عارفة وخبيت عليك يا راقية!

رفعت أحد حاجبيها وأردفت وهي تلوي فاهها بطريقتها المعتادة 

بلاش اللؤم ده عليا يا ثريا يا مغربيده أنا عاجنة كل واحد في العيلة دي وخبزاهوعارفة إن عز وياسين ما بيخبوش عنك أي حاجة تخصهموبياخدوا رأيك في كل كبيرة وصغيرة

تنهدت باستسلام وفضلت الصمت فتحدثت راقية بتهكم وهي تتأهب للوقوف 

أما أقوم أشوف أخبار البوفية إيهوأهو بالمرة أجيب لي حاجة أكلها بدل ما أنا قاعدة أكلم نفسي وأرد عليها زي المجانين

تحركت منسحبة فتحدثت ثريا إلي منال التي تجلس بمقابلها وتجاور والدة العريس وشقيقتها 

ما تقومي تشوفي البوفية لو جهز يا منال

أومأت لها بتصديق علي حديثها وبالفعل تفقدت ضيافة الحضور واطمأنت ثم تحركت حتي وصلت إلي منتصف الحفل ودعت جميع الحضور وتحدثت بإبتسامة وهي ترفع قامتها للأعلي بكبريائها المعهود 

البوفية جاهز يا جماعة

واسترسلت وهي تشير إلي مكان الضيافة 

ياريت تتفضلوا

وقف الجميع واتجهوا إلي مقر موضع الطعام وبدأوا باختيار ما يناسب أذواقهم من الأصناف المرصوصة

 

العديدة

إنتهي الحفل بسلام وانصرف الحضور عدا ذاك الذي شعر بأن العالم أجمع لم يتسع فرحتهتوجه إلي طارق وتحدث باحراج طالبا العون منه 

عمي طارقأنا كنت عاوز حضرتك تكلم سيادة العميد بإنه يسمح لي أقعد مع سيلا لوحدنا

ثم تحمحم كي يجلي حنجرته واسترسل علي استحياء 

وكمان عاوز سيلا تقعد معايا بشعرهاأظن ده أصبح حقي

إتسعت أعين طارق وتحدث بارتياب 

يا ليلة مش فايتةإنت عاوزني أروح ل ياسين اللي هو أصلا مش طايق نفسه النهاردة وأقول له الكلام ده! 

واستطرد مستفسرا بفكاهة 

هو أنا يا ابني أذيتك في حاجة علشان ټنتقم مني بالطريقة البشعة دي

قطب جبينه وتحدث متعجبا

هو حضرتك ليه محسسني إني قولت لك إني حاجز لها أوضة في أوتيل وعاوزها تروح تبات معايا فيها!

واستطرد بنبرة معترضة 

دي بقيت مراتي وطلبي ده من أبسط حقوقي

وضع كفه فوق كتفه وتحدث بحميمية كي يراضيه 

يا حبيبي أنا عارف إن كلامك كله صح وطلبك ده منطقي ومن حقكوموافقك عليه جدالكن ياسين حساس قوي من ناحية الموضوع ده مش عارف ليه

واستطرد ليزيل عنه ضيقه 

علي العموم ماتزعلشأنا هروح أكلمه وإن شاء الله هقدر أقنعه

إستعان طارق بمليكة لعلمه باستطاعتها السيطرة علي ڠضب ياسين

 

ومحاولة إقناعه بالأمر وذهبا معا إلي ياسين حيث جن جنونه ورفض ببادئ الأمر لكنه بالأخير رضخ واستسلم للواقع المر بعد مداولات عدة من مليكة وطارق

صعدت إلي غرفتها وابدلت ثوب خطبتها الرسمي واستبدلته بثوب هادئ باللون الزهري المنقوش بثلثي كم مفتوح من الصدر فتحة بسيطة حيث اظهر بياض جسدها الناعموأعادت تصفيف شعرها وجعلته مفرودا بمنظر يسر الأعين ويحبس الأنفاس

نزلت الدرج وجدت جميع أفراد عائلتها الصغيرة يجلسون ببهو المنزل بإرهاق بعد عنائهم طيلة اليوموما أن رأها حتي هب واقفا من مكانه لاستقبالها وبدون إدراك بات يتطلع عليها بانبهار مما جعل ياسين يستشيط من داخله لكنه تمالك من غضبه وحجمه بعد أن أمال عز رأسه قليلا في لفتة منه مطالبا إياه بالتحلي بالصبر والهدوءتنفس عاليا وصمت مجبرا

وقفت منال واستقبلت الفتاة ثم إلتفت إلي كارم واردفت بابتسامة هادئة 

تعالي يا كارم

تحمحم وتحدث باستئذان من الجميع

بعد إذنكم

أما عزكان يجلس باريحية واضعا ساقا فوق الأخري فأراد مداعبة ذاك العاشق وتبيهه معا فتحدث قائلا بملاطفة 

براحتك يا حبيبي

واستطرد بغمزة من عينه 

بس مش براحتك قوي

إبتسم لدعابته وتحرك تحت زفرة قوية خرجت من ذاك الحانقتنهد عز وتحدث بنبرة ساخرة 

مالك يلا فيه إيهإنت ليه محسسني إنه هيدخل عليهاما تعقل كدة وتسيبك من الجنان اللي راكبك ده يا ياسين

تنهد بضيق فاسترسل الأب بذكاء كي يخرجه من تلك الدائرة المغلقة 

رئيس الجهاز كلمني النهاردةالراجل قعد نص ساعة بحالها يمدح فيك ويشيد بشغلك في العملية الأخيرةقال لي إن ياسين إمتداد مشرف لأسم ذئب المخابرات عز المغربي

ثم بسط ذراعه وربت بقوة فوق ظهره وتحدث بتفاخر ظهر بين بنبرات صوته المبتهجة 

طول عمرك وإنت مشرفني ورافع راسي في الجهاز يا ياسين

نجح بالفعل في إستقطاب تركيز نجله الذي إندمج معه بالحديث وأردف بنبرة مفتخرة وملامح وجة بشوش 

تربية معاليك وتلميذك يا باشا

إبتسم له باستحسانأقبلت عليهم مليكة تتقدم العاملة التي تحمل بين ساعديها صينية فوقها قدحان من القهوة قد صنعتهما خصيصا لذاك الثنائيوتحدثت إلي عز وهي تشير بكفها للعاملة كي تتقدم 

القهوة يا عمو

تسلم إيدك يا حبيبتي...نطقها وهو يلتقط خاصته تلاه ياسين الذي نطق وهو ينظر لها بابتسامة حنون بعدما حاوط كتفها وقربها منه بحميمية 

تسلم إيدك يا مليكة

بابتسامة هادئة عقبت 

بألف هنا يا حبيبي

أما بالداخل

بعد أن رافقتهما منال وباشرت علي جلوسهما بالأريكة خرجت وأغلقت خلفها باب الحجرةكانت تجاوره الجلوس وهي تفرك كفاي يداها بعضهما البعض بتوتر ظاهر

أما هو فتطلع عليها بنظرات منبهرة

وهو يبلع ريقه وتسائل داخلهكيف لحبيبته أن تكون قادرة علي إبهاره بروعتها دائما بهذا الحدفهي رائعة بجميع حالاتهامد يده وأمسك كفها وجدها باردة كالثلج من شدة توترها فتحدث بابتسامة حنون

إيدك ساقعة قوي. هو إنت إزاي كل حاجة فيكي حلوة قوي كدةيها 

إنت غيرتي الفستان ليه يا سيلاده كان حلو قوي ومخليكي زي باربي

احتضنته ثم تحدثت بمشاكسة علي تساؤله البرئ 

يعني الفستان اللي أنا لبساه ده وحش يا عزو

هز رأسه نافيا وأردف 

ده كمان حلو قوي يا عروسة.

علي الفور تيقن كارم بفطانته أن الصبي أتي واصطحب شقيقه الأصغر لتنفيذ أوامر والده ليس إلاوبالفعل هذا ما حدفقد إستغل ياسين إنشغال عز بالحديث مع طارق ومليكة ومنال وغمز بعينه إلي نجله الفطن مشيرا باتجاه الغرفة القاطنة بداخلها شقيقته وزوجهاوعلي الفور فهم الفتي مغزي والده وتوجه بالفعل كي يجلس بصحبتهما ورأه الصغير فهرول لاحقا بشقيقه الأكبر

نظرت إلي حمزة لائمة إياه فغمز لها بطرف عينه مستفزا إياها بمداعبةفابتسمت له بسماجة واشاحت عنه بصرها بطريقة طفولية جعلت الفتي يبتسم علي شقيقته وتصرفاتها الطفولية

أما كارمفقد شعر بالاستياء من تمادي ياسين معه والتضييق عليه

 

فيما يخص أيسل برغم أنها أصبحت زوجة شرعية له

أخرجه من شروده سؤال ذاك الصغير له بطريقته الخاطفة للقلوب حيث نظر له واستفسر 

هو أنت ظابط زي بابي

إبتسم له وتحدث باحترام 

أنا ظابط أهبس بابي ظابط كبير قوي وأستاذي

بغروره اللذيذ المعهود عقب الصغير 

أيوة ما أنا عارف إن بابي ظابط كبير قوي وهو اللي علمك إزاي تبقي ظابط

واستطرد بتعظم لشأن والده والذي يتمثل في صورة البطل كما يجب أن يكون بالنسبة له 

بابي أكبر من كل الظباط وكمان هيرووأنا هبقي ظابط هيرو زيه بس لما أكبرجدو حبيبي هو اللي قال لي كدة

واسترسل بمشاكسته الملازمة له 

علي فكرة يا ظابطعزو عارف كل حاجةوبابي وجدو دايما يقولو لي عزو شاطر جدا

إختطف الصغير قلبه من الوهلة الأولي حيث لم يتسني له التعرف علي ذاك المشاكس من قبل لسرعة إتمام عقد القران وعدم وجود وقت كاف للتعارفحمله وثبته فوق ساقيه ثم تحدث بنبرة ودودة 

علي فكرةإنت حد لذيذ قوي وأنا حبيتك

أومأ بثقة تصل للغرور وأردف بما جعل كارم يدخل بنوبة من الضحك

أيوة ما أنا عارف.

ضحك الثلاثي وبعد أن إستطاع كارم التماسك تحدث إلي الصغير بحميمية

بص يا عم العارفأنا بقيت خطيب سيلا خلاصوعاوزك بقي تقولي يا أبيه كارمبلاش كلمة يا ظابط دي علشان إحنا بقينا قرايب

بتساؤل برئ استفسر بطفولية

يعني إنت بقيت زي أنكل رؤوف خطيب سارة

أجابه حمزة مفسرا

انكل رؤوف إبن عم بابي يا عزوعلشان كدة بنقول له يا أنكللكن الظابط كارم قول له يا أبيه

أومأ لشقيقه وبات يتحدث مع كارم بملاطفة حتي أنه دخل قلب الصغير فتحدث إليه 

ممكن يا أبيه تيجي بكرةعلشان أعرفك علي ساندرا طارق وليزا عمردول أصحابي وأنا اللي مسؤل عنهم بعمل لهم كل حاجة وهما بيحبوني قوي

واسترسل بإبانة وكأنه شخص واعي

هما تعبوا من الحفلة وطلعوا ياخدوا الشاور بتاعهم وينامواتعالي بكرة وهما صاحيين

أجابه كارم بنبرة ودودة 

إتفقنا يا عزو باشاوهجيب لك معايا شيكولا كتير ليك إنت وساندرا وليزا

أوك...نطقها بملامح وجه جدية مما جعل كارم يبتسم ويتعجب من ذاك الفطن شديد الذكاء واللطافة

ضل جالسا ما يقارب من النصف ساعةيسترق النظر من حبيبته بقلب مولع متأملا إشفاق ياسين علي حالهلكنه فوجئ بحدوث عكس ما تمني بعد أن إنضم إلي الجلسة سارة وياسر وياسين بذاته فاضطر للمغادرة بقلب مستشاط

بعد مضي يومان علي حفل عقد القران

حضر كارم بصحبة طاقم الحراسة كي يصطحب أميرته بعد أن

 

أصبحت ملكا له وأصبح بامتلاكها وكأنه يمتلك العالم أجمعخرجت من البوابة بجانب أبيها المحاوط كتفها برعايةحيث تناولا إفطارهما معا وتحركا كي يذهب ياسين إلي مقر عمله وصغيرته إلي جامعتهاوصلا إلي ذاك الواقف ينظر عليهما بإحترام وتوقيرإبتسمت وسعد قلبها وهي تتطلع إلي بطلها المغوار والتي عاشت سنوات مراهقتها وهي تحلم بكل ما فيه وها هي رزقت وأخيرا ظفرت به

تطلع ياسين إلي كارم بارتياح وبنبرة هادئة تحدث 

صباح الخير يا حضرة الرائد

صباح الفل سعادتك...نطقها برصانة ثم نظر يتطلع علي حبيبته واسترسل بجدية كي لا يثيرشكوك أو حنق ياسين 

صباح الخير يا دكتورة

إبتسامة ساخرة خرجت من جانب فم ياسين وتحدث مؤكدا بمشاكسة 

أيوااااكدة عاش بجد يا حضرة الرائدأنا بقي عاوزك تفصل بين علاقتك بالدكتورة أيسل وتعاملها علي إنك قائد الحراسة

واستطرد وهو ينظر إلي إبنته ويشدد من ضمته لكتفها بتملك 

وبين أيسل خطيبتكاللي لما تحب تشوفها تنورنا هنا في البيت وتقعد معاها

بنبرة جادة عقب علي حديثه كي يجاريه 

ما تقلقش جنابكأنا عارف حدودي كويس وأكيد مش هتخطاها 

واسترسل مفسرا بتمرد 

بس عندي إعتراض بسيطأو ممكن نقول تحفظ علي لقب خطيبتك

إرتسمت إبتسامة واسعة فوق ثغر تلك العاشقة وهي تتطلع إلي حبيبها الوسيم بسعادة وتري دفاعه عن حقه بها والتشبث بهفي حين أردف ياسين بصرامة لا تقبل النقاش 

تحفظك مرفوض يا باشاكتب الكتاب من غير دخلة بالنسبة لي خطوبة

واستطرد بنظرات تأكيدية ذات مغزي

وياريت تحط الموضوع ده في دماغك وتتصرف علي أساسهمفهوم يا حبيبي

بدهاء شديد قرر مجاراته وأردف بطاعة كي يطمأن داخل الأب الغيور بداخله

كلام معاليك أوامر غير قابلة للمناقشة يا باشا

أمال رأسه بهدوء وتحدث باستحسان 

كدة تبقي حبيبي يا كارم

إبتسم بهدوء وأماء برأسه باحترام ثم فتح باب السيارة الخلفي إحتراما لمشاعر ياسين تحت شعور أيسل بالخيبةنظرت إلي والدها بملامح وجه متأثرة لم تستطع مداراتها ثم قامت بتقبل وجنتيه بهدوء فتحدث وهو يتلمس وجنتها بإبتسامة هادئة 

خلي بالك علي نفسك يا

282  283  284 

انت في الصفحة 283 من 295 صفحات