رواية قلوب حائرة بقلم روز أمين الجزئين
تحتضنه بشدة
مش أنا قلت لك إنها هتقعد معانا هنا شوية
هتف بنبرة غاضبة
بس عزو مش بيحبهاوبعدين دي بتخلص لنا كل الأكل بتاعناوكل شوية تاكل أيس كريم
واستطرد بغيرة
ومش بترضي تقعد ولا تلعب غير مع مارو
إحتوت ثريا ذاك الغاضب وقبلت وجنتهتناول
مروان من العاملة الصغيرة التي إرتمت داخل أحضانه وببرائة لفت ذراعها حول عنقه تحتضنه كمن وجد ضالتهإبتسم مروان وسعد داخله بشعور تلك البريئة تجاههأما ثريا فأردفت بنبرة حنون حين وجدت إتساع عيناي الصغير الذي ربع ذراعيه ونظر علي ذاك الثنائي بسخط وعيناي تطلق شزرا
طب ما تحاول تلعب معاها وتعاملها كويس وهي ترضي تقعد معاك إنت كمان وتحبك زي مروان
هو أنا اصلا بفهم هي بتقول إيهدي بتهبل مش بتتكلم...جملة غاضبة نطقها الصغير أضحكت الجميع وتحدثت يسرا إلي مروان
علي فكرة يا مروانالمفروض ما تكلمهاش إيطالي كتير علشان تتعود تتكلم عربي زينا
اجابها الفتي بملامح وجه بشوشة
أنا فعلا بدأت أعلمها تنطق بعض الكلمات بالعربيعلشان لو إحتاجت حاجة وأنا في المدرسة اللي معاها يقدر يفهم هي عاوزة إيه
تسائل سليم بفضول
هي مش كانت عايشة في لندنيبقي إزاي بتتكلم إيطالي
أجابه الفتي مفسرا
عمو طارق قال لي إن المربية بتاعتها كانت إيطاليةعلشان كدة ليزا بتتكلم بنفس لغتها
رفعت وجهها تتطلع عليه عندما إستمعت إلي نطقه لحروف إسمهاإبتسم لها فبادلته الإبتسامة وقامت بوضع
قبلة حنون فوق وجنته بعدما تلمست الاخري بكفها الصغيرضحك الفتي وتحدث إلي جدته
شفتي يا نانابقيت بابا وأنا عندي 14سنة
ربنا يبارك لي في عمرك إنت وأخواتك يا حبيبي وأشوفك متهني في حياتك...جملة نطقها بتمني وعيناي حنون فصاح الصغير قائلا بغيرة
أنا عاوز أروح عند جدو عزمش هقعد مع البنت دي
تفاهم مروان مع الصغيرة وطلب منها البقاء بصحبة ثريا وحمل شقيقه وتحدث بنبرة حنون
أنت زعلان منى
أجابه باقتضاب
أهوهقول لمامي إنك مش بتاخد بالك من عزو زي ما قالتوبتاخد بالك من البنت دي وبس
أجابه وهو يتحرك به إلي الداخل بعدما إصطحب أنس أيضا
طب ماتزعلش يا حبيبيمش إنت عارف إن أنا بحبك اكتر حد في الدنيا كلها
هز رأسه بإيماء فاسترسل قائلا
يلا نغير هدومنا أنا وإنت وأنس وبعد كدة ننزل نلعب مع بعض
هتف أنس بنبرة حماسية
أنا عاوز ألعب في بحر الكور يا مروان
بس عزو عاوز يرسم بالرمل بتاع مامي يا أنوس...نطقها بحماس فأجابه مروان
لما مامي ترجع بالسلامة هترسم معاها
وافقه الرأي وصعد الفتي بشقيقاه وساعدهما بخلع ملابسهما وغسل أيديهم ووجوهم حسب توصية والدته له بأن يرعي شقيقاه بنفسه حتي عودتها
عودة إلي منزل سليم
أخذ سليم نفسا عميقا ثم تحدث متسائلا بإكراه
إتفضل قولي حضرتك محتاج إيه بالظبط
أردف ياسين متسائلا
قبل ما نتكلم لازم أستفسر عن حاجة مهمة
ترقب الآخر سؤاله فاسترسل من جديد
هو انت أديت أي معلومات للشرطة لما استدعتك
أجابه بثبات
الحقيقة لا
واستطرد بزيف وتمويه شعر به ياسين من خلال خبرته
لأن مش حابب أدخل نفسي في حوارات مليش فيها ولا تخصني
تظاهر ياسين بتصديق ذاك السليم وحجته الواهية وتحدث
تمامأنا زي ما قلت لك أول كلامناعاوز أوصل للجزء المحذوف من التسجيلاتوياريت لو تقدر توصلني لتسجيلات بوابة الأوتيلعاوز أشوف العربية اللي وصلتها والشخص اللي كان سايقها
بثقة عالية أجابه سليم
بسيطة جدا
بسط يده وأمسك جهاز الحاسوب من أمامه وفتحهودخل علي جوجل واستخرج من النسخ الإحتياطي الملفات المحتفظ بها وتحدث وهو يستخرج التسجيل المطلوب
أنا عامل نسخ إحتياطي علي جوجل بينسخ التسجيلات تلقائيا ويحتفظ بنسخة عنده
واستطرد بإبانة
متعود أضيف عليه أي نظام مراقبة أقوم بتركيبهعلشان لو حصلت أي مشكلة وأتحطيت في موقف زي ده أقدر أساعد
زاد الشك داخل ياسين بل بات شبه متأكدا مما حدثه به قلبه منذ القليللكنه فضل الصمت إلي أن يحصل علي مبتغاه وبعدها سيتولي أمر ذاك المريب ويجعله يقر ويعترف بكل ما يخبأه داخل جعبته
قام سليم بإعادة تشغيل التسجيلاتدقق ياسين وبات ينظر بتمعن وما أن لمح زوجته الراحلة وهي تترجل من السيارة التي توقفت أمام بوابة الأوتيل حتي شعر پألم إقتحم داخله ومزقهطعڼة قوية جعلت قلبه ېنزف ويتألم علي تلك التي غدرت بلا ذنب
شعر وكأن أحدهم يقتلع روحه وهو ينظر إلي وجه زوجته الشابة وابتسامتها الخلابة وهي تتطلع إلي الأوتيل بسعادة وتتحرك داخله بخطوات حماسية وكأنها تخطو لتحقيق حلما طال إنتظاره
وعي علي حاله حينما إستمع إلي صوت تلك الرقيقة التي شعرت بتمزق روحه وهو ينظر إلي زوجته فتحدثت بمؤازرة
الله يرحمهاإن شاء الله هي في مكان أحسن
هز رأسه وعقب مؤكدا
إن شاء الله
تحدث بنبرة جاهد في إخراجها متماسكة
يا ريت يا باشمهندس تنسخ لي صورة العربية ورقم اللوحة
وافقه سليم ونسخ له صورة السيارة وأيضا صورة تلك المرأة التي تأكد أنها تلك المدعوة خديجة الراويحيث أنها كانت تنتظر ليالي وقابلتها بحفاوة ثم اصطحبتها إلي الأعلي حتي دخلتا معا الحجرة التي وقعت بها الچريمةوبعد عدة دقائق خرج رجلان كل منهما يحمل حقيبة كبيرة وبدأ يتسللان ويتخذان الحيطة والحذر بخطواتهما إلي أن وصلا للحجرة المقصودةدق أحدهم الباب بخفة ففتحت له تلك المرأة وادخلتهما سريعا
وما هي إلا دقائق وكانت تخرج وهي تحمل إحدي الحقيبتان وتتحرك علي عجالة وهي تتلفت
حولها إلي أن إستقلت المصعد الذي نقلها للأسفل ومنه إلي خارج الأوتيل حيث كانت تنتظرها نفس السيارة التي جلبت ليالي وتحركت سريعا
نسخ سليم صورة الرجلان وبعثها أيضا علي هاتف ياسين
بعد مرور بعضا من الوقت وأثناء إنغماس كلا منهما بمشاهدة بعض تسجيلات الكاميراتدخلت فريدة التي خرجت منذ حوالي النصف ساعة وتحدثت إليهما بإبتسامة بشوش
العشا جاهز يا جماعةيلا بينا
وقف ياسين وتحدث معتذرا
أنا أسفيظهر إن الوقت سرقنا
واستطرد بانسحاب
أنا همشي وهاجي بكرة علشان نكمل شغلنا
حضرتك مش هتتحرك من هنا غير لما تتعشي معانا...جملة نطقتها فريدة بإصرار فاسترسل معتذرا من جديد
أرجوك تعفيني يا باشمهندسة
إنت بخيل ولا إيه يا سيادة العميد...قالتها مستفزة إياه كي تجبره علي مشاركتهم العشاءأكمل علي حديثها سليم الذي تحدث بلطافة إستغربها ياسين
إوعي تكون فاكر إننا علشان عايشين في ألمانيا بقينا أوربيين خلاص واتطبعنا بطباعهم
واستطرد بوجه بشوش
إحنا مصريين يا سيادة العميد وطالما وقت الأكل حضرلا يمكن ضيفنا يخرج قبل ما يشاركنا فيه
رفع ياسين أحد حاجبيه ونظر إليه باستنكار مصطنع ثم تحدث بظرافة
اللي يشوفك من ساعة واحدة وإنت بتطردني برة بيتكما يصدقش إن إنت نفس الشخص اللي بتعزم عليا بإصرار علشان أتعشي معاكم
إبتسامة واسعة خرجت من فم سليم وتحدث بإيضاح
دي نقرة ودي نقرة يا سيادة العميدوما تنكرش إن تصرفي الأولاني كان مجرد رد فعل علي إسلوبك الأشبه بأمر
إبتسم واومأ بتصديق علي حديثه فأردفت فريدة بدفاع عن حبيبها
سليم شخص طيب جدا وخدوملكن إسلوب اللي قدامه بيفرق جدا في رد فعلهوأكتر حاجة بيكرهها في حياته هي إن حد يقلل من شأنه أو يأمرة
إبتسم ياسين وهو ينظر لهما ولكم العشق الظاهر والمتبادل داخل أعينهمأشار له سليم ليتقدمه وبالفعل تحرك ثلاثتهم والتفوا حول طاولة الطعامأراح ياسين ظهره فوق المقعد ثم نظر لكلا الطفلين فتحدثت فريدة وهي تقدم طفليها له
دول ولادنا التوأمعلي وفريدة
إبتسم ياسين وتحدث إلي الصغيرة بترحاب
أهلا يا فريدة
أجابته الفتاة باحترام
أهلا بحضرتك
وتحدث إلي علي بهدوء
ازيك يا عليقولي بقي ناوي تطلع إيه
نطق الفتي ذو السبع أعوام بنبرة فخورة
هطلع مهندس زي بابي ومامي
هتفت الصغيرة بنبرة حماسية
وأنا كمان هطلع مهندسة
أردف شقيقها بما إستشاط ڠضبها
بس ده مش إختيارك يا فيريإنت عاوزة تبقي مهندسة علشان سليم أمرك بكدة وبس
ڠضبت الفتاة فتحدثت فريدة الأم معاتبة صغيرها
وبعدين يا عليمش قلنا قبل كدة بلاش تضايق أختك
قطب ياسين جبينه وسأل الصغير
تقصد بسليم اللي هو بابا
ضحكت فريدة وتحدثت بايضاح
ده الديكتاتور الصغير سليم إبن علي صديقنا في الشركةعامل فيها راجل وبيتحكم في فيري وبيختار لها كل حاجة تخصها
واستطردت بفكاهة وهي تشير إلي إبنتها
والأستاذة ما بتخطيش خطوة واحدة ولا بتختار حاجة إلا لما تاخد إذنه الأول
إحمرت عيناي سليم وهتف بنبرة تحذيرية ويرجع هذا إلي شدة غيرته علي صغيرته الجميلة نسخة فريدته المصغرة
فريدةأظن سبق وقلت لك إني ما بقبلش الهزار في الموضوع ده
وضعت كفها فوق فمها تكظم ضحكاتها علي ذاك الغيورثم تحدثت إلي ياسين بفكاهة وهي تشير علي زوجها
وحضرته يبقي الديكتاتور الكبير
رفع حاجبه وتحدث إليها بشبه إبتسامة جاهد في منعها وفشل
بقي كدة يا باشمهندسةطلعتيني ديكتاتور كمان
واستطرد متوعدا بزيف
أنا بقي هعرفك إنت وبنتك معني كلمة ديكتاتور علي حق
ضحك الجميع وتحدث ياسين بإبتسامة خاڤتة
عيلتك جميلة قوي يا باشمهندسربنا يديم سعادتكم
متشكر يا أفندم...قالها بنبرة شاكرة ثم تحدث وهو يشير إلي صحن اللحم قائلا
كل من البفتيك هيعجبك قويفريدة بتعمله بطريقة
هايلة
نظرت إلي زوجها بعيناي تشع عشقا بادلها إياها بنظرات ولهة لاحظها ياسين وتمني المزيد من السعادة لتلك العائلة الجميلة
إنتهي من العشاء وانتقل إلي حجرة المكتب من جديد ليتابعا إكمال عملهماوبعدها تحرك إلي منزل عابد متخفيا خلف نظارته والقبعة التي يرتديها كي لا يكشف عن شخصيته لهولاء المجرمين
بعد قليل كان يجاور عابد الجلوس فوق أريكته وتحدث وهو يرسل إليه تلك الصور التي حصل عليها من سليم عبر تطبيق الواتساب
عاوزك تبحث لي عن نمرة العربية دي وتجيب لي كل بيانات صاحبها
واستطرد بإيضاح
وبالنسبة للحقېرة اللي إسمها خديجة فانا بعت صورتها لحد تبعنا في المطارهي أكيد سابت البلد بعد الچريمة علي طول
أردف عابد بنبرة جادة ليعلمه
أنا جبت لسعادتك صور الستات اللي كانوا سهرانين معاها يوم ما قابلوا الهانم الله يرحمها في المطعم
واستطرد شارحا
روحت المطعم وبطريقتي قدرت أخد صورهم من تسجيلات الكاميرات
أردف ياسين بحماس
تمام جداعاوزين نرتب ورقنا كويس قوي علشان نكون مستعدين ونتحرك في الوقت المناسبمش عاوزين الحكومة أو المخابرات الألمانية يحسوا بتحركاتنا ويبوظوا لنا كل شغلنا
واستطرد بتذكر
بالمناسبة يا عابدعاوزين ندور كويس ورا المهندس اللي إسمه سليمشكله وراه مصېبة كبيرة وأنا لازم أعرفها
أوامر جنابك...نطقها عابد بطاعة واكملا حديثيهما
داخل أحد الأماكن العامة المطلة علي البحر
كانت تجلس بقبالته تنتظر ذهاب النادل الذي وضع أمامهم ما طلباه من مشروب وتحرك عائداحولت بصرها إليه تنتظر قطع صمته الذي دام
الكثيروبعد أن يأست قررت هي أن تقطع الصمت وتبدأ بالحديث
لحد إمتي هتفضل تعاقبني يا سراج
نظر لها وبعيناي حزينة لاجلها تحدث شارحا
أنا مش بعاقبك يا نرمينأنا بدي لك فرصة علشان تقدري تقرري وتشوفي إنت عاوزة إيه بالظبط
واسترسل برصانة
علشان لو حياتنا رجعت زي ما كانت وقتها مش هيكون فيه فرصة تانية للرجوع
أردفت قائلة بتأكيد
وأنا بقول لك إني إتأكدت خلاص من مشاعري ناحيتك يا سراجأنا مش عارفة أعيش في البيت من غيركعاوز إيه تأكيد أكتر من كدة
عقب بسؤال متعطش لإجابة بعينها
مش يمكن يكون إشتياق للتعود مش لشخصي
أجابته باعتراض حاد
أنا مش صغيرة علشان ما أعرفش أفرق بين شعور التعود وشعور الإحتياج والحب يا سراج
واسترسلت بعيناي صاړخة
إنت ليه مش قادر تفهم إني محتاجة لوجودك في حياتيأنا إتأكدت