سلسلة الأقدار بقلم نورهان العشري
بشتي الطرق و لكنه لم يفلح خاصة حين سمعته يتمتم بحنق
قال عايزه فرح معاها.. انا لو سارق فلوس الجوازة دي مش هيحصل معايا كدا..
أفلتت ضحكه قويه من بين شفتيه ف شيعه سالم بنظرات حانقة جعلته ېقتلها في مهدها ثم أردف بجدية
المهم .. عرفت اهل البنت اني هكون علي تواصل معاهم
عرفتهم.. و مش محتاج أحذرك اوعي جنة تحس بحاجه ..
لا طبعا. وانا اهبل ..
ناظره سالم بسخط قبل أن يقول بجفاء
مروان فين
انجري قدامي.. بنت مين في مصر عشان يجيلك مقالم و كراريس ب تلت تلاف جنيه
هكذا كان يتحدث و هو يجذب ريتال من ملابسها فصاحت الأخيرة قائله بتصحيح
مقالم و كراريس ايه يا عمو اسمها سابلايز..
ايه سا ايه يا عنيا سابلايز . الله يرحم ابوكي . كان بيروح المدرسة بشنطة بلاستيك..
ماتقولش علي بابي كدا..
بابي.. عيشي عيشة اهلك يا ريتال. عشان اللي جاي مرار يابنتي. و أنت مقبلة عالحياة اوي و دا مش صحيح.
هكذا تحدث بامتعاض فأجابته بعفوية
يعني اعمل ايه مروحش المدرسة مثلا
وهو يعني اللي اتعلموا خدوا ايه انا مثلا قدامك اهوة. قعدت في ابتدائي تمن سنين و في اعدادي ستة و في ثانوي خمسه و في جامعه ييجي خمستاشر و في النهاية خدت ايه يعني حتى حتة البت الي بحبها مش عارف اعلقها.. حاجه تحزن .
قعدت كل دا في التعليم يا
عمو
ايوا بس دا مش معناه اني كنت خايب! لا طبعا كنت شاطر لدرجة أنهم كانوا ماسكين فيا مكنوش عايزني اخلص تعليم . كل سنه يسقطوني عشان افضل معاهم..
والله انك مسخرة . بتحكي للبت علي مصايبك
الټفت مروان علي إثر ضحكتها الخلابة التي اثرته للحد الذي تعلقت عينيه بها للحظات قبل أن يجيب بعبث
مازالت الابتسامه تضئ ملامحها حين قالت ساخرة
طب راعي انك قدوتها. دي لو سمعت كلامك يبقي عليه العوض ومنه العوض في البت..
كان يراقب تعابيرها المرتاحه و نظراتها الصافية بقلب مشتاق تصدعت جدرانه من فرط العشق الذي كان بلا أمل ولكن الآن بدأت تنقشع الغيوم رويدا رويدا
لا بس البت حلوة. و ضحكتها حلوة. و ډمها سكر. تعليم ايه بقي كله في الفاضي
أنقذها رنين الهاتف الذي التقطه مروان و أجاب بابتسامة اتبعها قائلا بغزل ساخر
القمر اللي ضلم اسماعيليه و نور الصعيد. عامله ايه في غابة الوحوش يا سنو وايت. اتكعبلتي في الاقزام السبعه ولا لسه
الوضع مختلفا فقد اغضبها للحد الذي محي الابتسامه من علي ملامحها و جعلها تلتفت مغادره وهي ټتشاجر مع خطواتها مما جعل الاندهاش يلون ملامحه من انقلاب حالها الي النقيض بتلك الطريقة..
جالسه تنظر إلي البعيد و داخل قلبها حرائق متقدة لا تعلم السبيل لإطفائها أرادت الاڼتقام و ظفرت به ولكنها لم ترتاح كما ظنت فهي منذ أن كانت جالسه أمام الشيخ الذي سألها مرارا و تكرارا
يا بنتي أنت موافقه عالجوازة دي
التقت عيناها بعيني أباها المتوسلة في تلك اللحظة فأرادت خذلانه كما فعل معها و تحدثت بقوة
موافقة..
لم تريد النظر إلى عينيه في تلك اللحظة خشية ان ترى بهم نظرات انتصار تكره رؤيته فهي ما اختارته إلا ليقينها بأن والداها يكرهانه بقدر ما تكرهه هي و لكنها أرادت أذيتهما
متأكدة. لو في حد جابرك قوليلي
هكذا أكد عليها الشيخ سؤاله ف مظهرها كان مريعا بذلك الفستان الأسود و الملامح التي لم تتعافى كليا من تلك الچروح بل كان أغلبها متورما بطريقة ټؤذي النظر و قد ظن بأنها يمكن
أن تكون تعرضت للإجبار علي إكمال تلك الزيجة
قولتلك موافقه..
اللي انت شيفاه..
تم عقد القران وسط حزن عميق من كلا والديها و خاصة والدها الذي بعد أن غادر الشيخ حتى نظر إلي عدى بنظرات قاتله تشبه لهجته حين قال
اللي فات مش زي الي جاي و حتي لو هي كارهه وجودنا دلوقتي انا هفضل وراها لحد ما تتقبلنا و أصلح غلطنا في حقها. و لو فكرت انك عشان اتجوزتها ڠصب عني اني هسمحلك تمس شعره منها تبقي غلطان.
انت اللي غلطان لو مفكر اني ممكن اأذيها.. طريقنا واحد بس انت بتكابر عشان هي اختارتني ڠصب عنك. منصحكش تكمل في تفكيرك دا. لو فعلا عايز تساعدها يبقي نحط أيدينا في ايد بعض
هكذا اجابه عدي بصدق ارتسم بعينيه اولا فبدا متحفزا من بعيد فالتفتت تناظر والدتها وهي تقول بسخط
هما بيقولوا ايه
منال بحنان
اكيد بيوصيه عليك ..
حانت منها ابتسامة ساخرة تجلت في نبرتها حين قالت
ضحكتيني. بيوصيه عليا ! علي أساس أنه اب زي الابهات و كدا
منال بحزن
يمكن مكناش زي اي اب و اي ام . بس احنا لسه فيها و عرفنا غلطنا و مني عنينا انك تسامحينا و تسبينا نعوضك عن كل اللي شفتيه..
كانت بسمتها الساخرة أكثر من مؤلمھ خاصة انها لم تعلق و كأن الأمر أقل من أن تعطيه اهتماما و فجأة صدح صوت رنين الباب فتوجه عدى لفتحه وإذا به يتفاجأ بمجموعة من رجال الشرطة فاندهش قائلا
أي خدمة
انت عدي عبد الرؤوف
عدي باندهاش
ايوا انا في حاجه
الټفت الضابط الي العساكر وهو يقول آمرا
اقبضوا عليه..
صډمه قويه
ضړبته كصاعقة حين التف العساكر حوله يقيدوه فصاح پذعر
يقبضوا عليا ليه انا عملت ايه
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
التاسع عشر بين غياهب الأقدار
من كل قلبي اتمني لو يلتقي الكبرياء و العشق يوما ما عند مفترق طرق تقودنا الى درب واحد نسلكه سويا. فقد سئمت و روحي من المقاومة فتلك الحړب ليست عادلة و خسائرها فادحه. ف قلبي فلسطيني أعزل وعيناك قدسي الغالية لذا ف التخلي ليس من ضمن قائمة اختيارات فأنت وطني الذي لا اعرف وطنا غيره ف أنا منه وإليه أعود ..
نورهان العشري
هو في ايه بيحصل بره
هكذا استفهمت ساندي لدى سماعها أصوات شجار في الخارج فحاولت النهوض لترى ماذا يحدث فتدخلت والدتها التي قالت بتوتر
خليك انا هشوف في ايه
اطاعتها بصمت فتوجهت منال للخارج فرأت زوجها الذي كانت الصدمه تلون معالمه بالكامل و هو يناظر عدى الذي كان ينتفض ڠضبا و هو يخاطب رجال الشرطة
والله ما عملت حاجه . اڠتصاب مين و كلام فارغ ايه سيبوني..
تدخل سعد قائلا باستفهام
حضرة الظابط ممكن تفهمني في ايه اڠتصاب ايه و مين البنت دي
الضابط باختصار
هتعرف كل حاجه في القسم . هاتوه..
و بالفعل قام رجال الشرطة بأخذه و هرول سعد خلفه بعد أن الټفت إلي زوجته قائلا بتحذير
اوعي تجيبي سيرة لساندي و أنا هروح اشوف الزفت دا نيل ايه ربنا يستر ..
اومأت منال قائلة بلهفة
حاضر .. متقلقش بس متنساش تطمني ..
أومأ بالإيجاب و اندفع خلف عدى بينما اخت تردد بحسرة
يا عيني عليك و علي بختك يا بنتي . استرها من عندك يارب ..
في ايه يا ماما
هكذا تحدثت ساندي فالتفتت منال بلهفه و خرجت كلماتها مبعثرة
ايه .. لا . مفيش . حاجه . دا . دا باين باباكي . راكن غلط . و الناس .. طلعت . تشكتي فراحوا . يشوفوا في ايه .. متقلقيش . شويه و هيطلعوا
لم ترتح ل إجابتها ولكنها لم تكن في وضع يسمح لها بالحديث أكثر فقد بدأ الألم بالزحف الى جسدها بعد انتهاء ميعاد المسكن فشعرت والدتها بذلك وتقدمت منها قائلة بحنان
ميعاد ادويتك .يالا عشان تاخديها..
لامس حنان والدتها زاويه ما بقلبها ولكن عقلها رفض ذلك الإحساس بشدة ف تراجعت خطوة للخلف قبل أن تقول بجفاء
متشغليش بالك. انا عارفه مواعيد ادويتي و هاخدها .
أنهت كلماتها و تراجعت الي غرفتها تاركه خلفها منال التي أخذت تتخبط بين الندم و الحسړة و الألم
كانت أياما ثقيلة يحاول تجاوزها بشق الأنفس فكل ما يحيط به ينذر بالسوء. بالرغم من كونه شخصا مؤمنا و ذو عقيدة راسخة بأن رب الخير لا يأتي إلا بالخير ولكن بداخله شعور قوي بأن السئ قادم. قد يكون ذلك الشعور تولد نتيجة ل ألمه الداخلي و الذي يحاول بقوة الصعود على السطح و هو يقاومه ډافنا نفسه بين طيات الأوراق يحاول الانغماس في العمل حتى ينسى تلك اللحظة التي سيدخل بها غرفته وحده. يعلم بأنها قريبة كل القرب منه و لكن لا تطالها يده. يتلظى بنيران الشوق والألم معا ولا يستطيع التعبير عن ذلك. فقد كان صامتا على الرغم من ثرثرة عقله التي لا تتوقف.
انتصف الليل و هلك الجسد فلم يعد يتحمل اكثر فزفر بإرهاق و نهض ناصبا عوده فاعلن جسده عن ما ألم به من تعب
عن طريق طقطقه قويه لعظامه التي تنشد الراحة ولكن أي راحة الالم الحقيقي منبعه القلب ..
بأقدام متثاقله دلف الي داخل غرفته فوجدها سابحة في الظلام إلا من نور خلفت تسلل من غرفة الملابس يعلن بأنها لازالت مستيقظة.. أدار وجهه إلي الجهة الأخرى فقلبه بدء نوبة تمرده يغويه بالتوجه الي مكانها ولكنه قام بردعه و التوجه إلي الحمام ل أخذ حماما منعشا يزيل عنه آثار وأعباء هذا اليوم الطويل وبعد أن قضى أكثر من ربع ساعه أسفل المياه الدافئة خرج ينوي الذهاب رأسا الى السرير حتى يحمي نفسه من اڠراء أفكار قلبه المتمرد ولكن دائما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. ف حين الټفت ليرتدي ملابسه تفاجئ من أنه لم يجلب اي شئ يستر به جسده الذي كان يحيطه بمنشفة صغيرة تطوق خصره لتصل إلي ركبتيه. و ملابسه هناك في غرفة الملابس التي هي أكثر مكان يود الفرار منه الآن.
زفر بقوة قبل أن يأخذ قرارا بأن يذهب الي هناك و ليكن الله بعونه حتى تمر تلك الدقائق بسلام .
كانت جالسه علي السرير تستند برأسها علي ظهره وهي تتذكر كل ما حدث معها و كيف أخطأت بحقه و ها هي تدفع ثمن خطأها ألما وشوقا لا تعلم كيف تعبر عنه
هبت واقفه حين سمعت صوت باب الغرفه يفتح فعلمت أنه أخيرا جاء فأخذ قلبها يدق پعنف آلمها تود لو تخرج إليه و تخبره كم هي آسفه بل نادمة علي ما حدث لكنها
كانت تخشي أن تتلقي منه رفضا قد لا تتحمله.. ترى بعينيه تعب و ألم تعلم أنها أحد اسبابه ولهذا لا تجروء
عن سؤاله عن ما به. تريد فقط أن تخفف احماله التي تعلم