الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية عصيان الورثة بقلم لادو غنيم

انت في الصفحة 58 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز

ده مش بعيد يكونه هما اللي غصبه علي حسان عشان يسيبك ويتجوز ليلي
أنزلقت دموعها بيأس
كيف يا خاله ده زيدان رافض حسان جدام عيني
أنا خابره زين أنك بتجولي أكده عشان تطيبي خاطري بس خلاص أنا مبجتش عايزه حد يواسيني همليني لحالي معالش عايزه أنام
مددت جسدها برفق فوق فراشها وسحبت الغطاء عليها لتكمل بكائها في صمت أما نادية فنهضت وهي تبتسم بمكر وهي تخطط لشئ ما ثم تحركت وغادرة الحجرة
ومر بعض الوقت وحل الليل وفي المساء كانوا يجلسون جميع افراد بيت الحج رضوان داخل المندره يجلسون علي الأريكات وأمامهم صحن كبير يسمونه راقيه يضعون داخله الخشب وشعلوه ليتدفئه حول نيرانه وأمام الحجة وصيفه كانت هناك طاولة فوقه كؤاس الشاي التي اعدته علي نيران الراقيه وبعض الأصحن التي تحتوي علي القرص الفلاحيوبعد الأنتهاء من سكب أكواب الشاي نهض مازن ووزعها علي الحاضرين ليحتسوا الشاي ويذيد تدفئتهم 
ربنا يبارك لمتنا ويكترنا دايما وما ينقص مننا حد
هكذا دعت لهم الجده وصيفه بعين مبتسمه برضاء اما الجد فنظرا الي حياة الذي ترتجف قليلا بجانب صفوان من شدة شعورها بالبروده 
أمسك كوباية الشاي من مراتك يا صفوان رعشت أيديها هتوقع الكوبايه عليها
أنتبه صفوان اليها وترك كأس الشاي الخاص بهي واخذ ايضا كأسها ونظرا لها بقلق بسبب هيئتها ورعشت جسدها
مالك بتترعشي كده ليه الجو مش صاقعه للدرجادي !! أنتي تعبانه والا ايه
نفخت في يدها لتتدفا وأقتربت منه قليلا وهتفت بصوت يسمعه هو فقط
أنت لما نزلت وسبتني فوق دخلت خدت شور ولما خرجت الجو كان حر شويه عشان الاوضه كانت دافيه عشان كده ملبستش حاجة تحت العباية غير هدومي الداخليهومن حظي أول مانزلت المندره الهواء ضړب جسمي وحسيت بالصاقعه وحسه أن البرد بيشكشني صقعانه أوي يا صفوان
أغمض عيناه لبرهه بسبب تصرفها الغبئ وهتف بزمجرة من تحت أسنانه
ااه هدومك الداخليه يعني لو العبايه خفيفة هتبين جسمك من تحتهاوالهانم بقي متعوده أنها متلبسش حاجة تحت هدومها غير حتتين وشكرا علي كدة
زاغت بعيناها تتفقد نظر الحاضرين الذي أنشغلا كلن منهم بالحديث معا الأخرثم ثبتت نظرها عليه وتمتمت بانخفاض
جرايه أنت هتتخاتق معايا والا ايهوبعدين أنا غلطانه أني أصلا قولتلك أنا هقوم اطلع لأوضتي
رمقها بجدية قائلا
مفيش قوم ليكي غير لما الكل يطلع علي اوضه 
قوصت حاجبيها بغرابه
نعم وده ليه بقي أن شاء الله!
قضم علي شفاه بغيظ
عشان أنا مش ضامن العباية اللي أنتي لبساها ديه بتبين جسمك وأنتي ماشيه والا لاءعشان كده مش هتقومي من جنبي غير لما الكل يطلع أوضة وقتها هنطلع أنا وأنتي!!
أنكمشت أكثر بذاتها برجفه هاجمت جسدها
مش قادره ھموت من الصاقعه 
تنهد ببعض اللين وشلح سترته القطن الذي كان يرتديها والبسها أياها من ثم أمسك بيدها ليدفئها وباليد الأخري أمسك بكأس الشائ وقدمه من فمها قائلا ببعض الهدؤ محاول تهدئتها
حاولي تهدي دلوقتي هتدفئوأشربي كوباية الشاي وهي سخنه وهي هدفيكي أكتر
بس أنت كده هتبرد التيشرت اللي لبسه خفيف وهيبردك بص خد الجاكت بتاعك وأنا هشرب الشاي وهبقي تمام
رمقها ببسمه رجوليه هادئه لكي يخفف عنها
متقلقيش عليا أنا تمام ومش حاسس بالصاقعه اللي أنتي حساها ياله خدي أشربي الشاي عشان تدفئ أكتر
أخذت الكأس من يده وبدأت بتناولها أما هو فلم يترك يدها بل ظلا ممسك بهي ليدفئ أطرافها ومد يده الأخره وأمسك بكأس الشاي الخاص بهي وبدأ بتناوله أيضاأما جميع الحاضرين فكانوا ينظرون الي ذلك الموقف الرائع الذي حدث أمام أعينهمولمعت عين الجد بما يراه فلقد شعر أن حفيدته ستنعم ببعض الحنان الذي حرمها منه أبيهاثم تنهد وقال بصوت مبتسم
بقولك ايه يا صفوان أنت و حسان بما أنكم أتجوزته بالسكت من
غير فرح ايه رئيكم لو تاخده عرايسكم وتروحه تغيره جو في أي مكان البنات تختارهأهو تشمه هواه غير هواه الفيوم
أجابهصفوان برسميه
معنديش مانع يا جدي بس أنت عارف أني عندي شغل كتير الفتره ديه ومحتاج كل دقيقه
صمم الجد قائلا
بلا شغل بلا ۏجع دماغ أنت ايه ماتعبتش وبقالك أكتر من سته وعشرين سنه شغال ومخدتش والا يوم أجازه ريح نفسك وفك عن نفسك يومينوالا أنت مش عايز تفسح دكتورتنا
التف نظر صفوان الي معشوقته قائلا ببسمه هادئه
الدكتوره تأمر وصفوان ينفذ
أخفضت نظرها بخجل اما الجد فذات بسمته
ربنا يحفظكم من العينادينا خدنا الموافقه منكم لما نشوف بقي حسان و ليلي حجتهم ايه!!
أجابته ليلي بهدؤ
معنديش مانع ادام كل واحد هيبقاله أوضة
لوحده
تنهد حسان بيأس فكان يدرك أنها تقصد عدم مكوثهم معنا مما جعله يجيب بجدية
وأنا معنديش مانع أنا فعلا محتاج أغير جو واهدي أعصابي وتفكيري شويه
حرك الجد رأسه بأبتسامه
عال أويخلاص شوفه هتسافره فين وسافره يوم الجمعه قعدلكم أسبوع
تبادله البسمه بينهم اما حسان فلاحظ شرود مازن وقال بغرابه
مالك يا مازن سرحان في ايه من ساعة ماقعدنا وأنت مش مركز معانا ايه اللي شاغلك
أنتبه لصوت من يحدث وقال
مفيش حاجة بس أمريكا وحشتني وبصراحه كده بفكر أني أسافر
تفاجوا جميعهم من حديثه وأولهم كان الجد الذي أعترضه بحزم
سفر ايه يابني أنت لحقت تقعد معانا عشان ترجع تسافر!! شيل الفكره ديه من دماغك 
ساندته الحجة وصيفه بجدية
أيوة مفيش سفر يا مازن داحنا يابني مبنصدق انكم تتجمعه وسطينا تقوم تفكر أنك تسافر وتسبنا تاني!
لم يكن يملك خيار أخر للهرب من ذلك المأذق الذي أوقعته بهي ناديه سوا هجرته مجددا الي أمريكامما جعله يبتسم بمراوغه
مالك قلبتوها دراما كده ليه وبعدين هو أنا لو هسافر هسافر النهارده لسه قدامي وقت علي ماحضر التأشيره والورق واحجز التذكره يعني متقلقوش
قاعد معاكم حوالي أسبوعين!!
تنهد الجد بحزم
مفيش سفر يعني مفيش سفر وده أخر كلام عنديقعد في بلد وأستهدا بالله والسفر ده فكر فيه بعدين أنما دلوقتي لاء ولو عايز تسافر وتغير جو روح سافر معا صفوان وحسان أهو علي الأفل تاخده بحس بعض
بس يا جدي ____قاطعه الجد بحسم
مفيش بس خلاص أنا قولت اللي عندي مفيش سفر لأمريكا 
لم يستطيع قول أي شئ غير الصمت والتفكير في أمر أخر لينجيه
وظلوا جميعهم يتثامرون الحديث حتي مرت الدقائق وصعدا كلن منهم الي حجرتهوبعد مغادرة الجميع من المندره لم يتبقي سوا حياة وصفوانالذي نهض وهو ممسك بيدها وجذبها برفق لتقف بجانبه ومازالت ترتعش فجسدها قد تملكت منه البرودهمما جعلا صفوان يملس علي وجهها البارد ويقول بجدية
جسمك متلجديه حاجة تعلمك أنك تبطلي أهمال ومتخرجيش من الأوضه غير وأنتي لبسه حاجة تحت هدومك فوق هدومك الداخليه
أقتربت منه ووضعت رأسها فوق صدره محاوله الأحتماء قليلا من الهواء
بالله عليك مش وقت مواعظ بقولك متلاجة خلينا نطلع الأوضة يا صفوان أنا مبقتش حسه برجلي من كتر الصاقعه
وهو يتمتم
ماشي يا حبيبي دقيقة وهنبقي فوق وهدفيكي
ظهرت بسمه خافته فوق شفتاها وهي تشعر بحنانه عليهاووجدته يميل ويحملها بين ذراعيه اما هي فلم تتحدث 
اما داخل حجرة نوم ليلي فكانت تتحدث عبر الهاتف معا والدها الذي اتصلا عليها ليطمئن علي أحوالها 
مبروك يا ليلي أمك قالتلي أنك أتجوزتي أنتي وحسان أسمعي أنا بكلمك من ورا أمك أوعي لو كلمتك وطلبت منك حاجة تنفذيها عالله يابنتي أبعدي عن خططها والأصعيبها وخليكي عايشه في بيت جدك معا جوزك
تنهدت بحزن ملموس
متقلقش يا بابا أنا خلاص مش ناويه أبقي لعبة في أيد حد تاني خصوصا أميالمهم أنت متجبلهاش سيرة اني رديت عليك أنا مش عايزه أتكلم معاها بالله عليك خليها تسبني في حالي!
تنهد الأب ببسمه
حاضر متشليش هم مش هقولها المهم أنتي خلي بالك من نفسك ياله هقفل أنا بقي لأحسن زمانها مستنياني عشان نتعشا
أغلق الأب الهاتف اما ليلي فتنهدت وتركت الهاتف من يدها ونهضت ووقفت في تراث حجرتها تتأمل ضوء الليل وتفكر فكل ما حدث معاها
اما بحجرة نوم صفوان كانت قد غفت حياة ومدد لها صفوان جسدها فوق الفراشونهض ووقف في التراث ليجيب علي هاتفه الذي دق برقم طبيب أحد عيادات التحاليل
ألو ازيك يا
دكتور أخبار التحليل اللي عملته عندك ايه النتيجة طلعت والا ايه!
أجابه الطبيب من داخل العيادة
أيوه طلعت وزي ماتوقعت في نسبة لمخډرات جوة دمكبس متقلقش النسبه مش كبيره تقدر تعدي عليا بكرا هديك شوية ادويه وفيتامينات تأخدها والنسبه هتختفي خالص من دمك وباذن الله مش هيبقي في أي أعراض للأدمان
شعرا بالڠضب يحتل وجدانه وتذكر ذهابه في الصباح لتلك العيادة ليجري فحص مخدر بسبب شعوره بالم الدماغ وفقدانه لبعضا من وعيه ليلة الأمس والغثيان الذي لحق بهي بمجرد تناوله للحساء
متعرفش المخډره اللي أتعطيته عباره عن ايه بالظبط
هكذا سأل الطبيب بشك لكن الطبيب قطع
الشك بجوابة
للأسف بودره وديه من أشد أنواع المخډرات بس كويس أننا أكتشفنا من أول جرعه بكرا باذن الله لما تعدي عليا هديك حقنه تقوي مناعتك بجانب الأدويه وكله هيبقي تمام
تمام هعدي عليك معا السلامه
أغلق صفوان الهاتف وهو يشعر پغضب جامح سيطر عليه جعله يضرب سور التراث بقدمه ليفرغ بعضا من حنقه ثم استدار ونظرا الي حياة وتذكر أنها كانت المقصوده بذلك المخدر مما جعله يذيد ڠضبا ويتمتم من تحت أسنانه
قسما بالله يا نادية لهخليكي تشوفي النجوم في عز الضهر مبقاش أنا صفوان العزيزي لو مردتلك عمايلك الوس_خه ديه تالت ومتلت!
ظلا يتوعد لها بالكثير وداخله مهب من الرياح الساخنه المحمله بالأنتقام
الحلقه من الجزء الثانى
مر يومين علي أخر حدث وجاء يوم الجمعة وسافر صفوان وحسان ومازن برفقة حياة و ليلي إلي قرية سياحية في شرم الشيخ وعند وصولهم قاموا بحجز أربع غرفالأولي

________________________________________
خاصه بصفوان و زوجته حياة وغرفه لليلي بجانب غرفة حسان وغرفة لمازن
وتحرك كلن منهم إلي حجرته ليفرغ حقائبه
وفور أن دلفت حياة إلي حجرتها أتجهت الي المرحاض وتحممت وبدلة ملابسها وأرتدت بيجامة حريريه بيضاءودلفت الي خارج المرحاض واتجهت بوجه مشرق ببسمة فرح كالطفله الصغيرة إلي التراث وأشاحت البرديات من فوق الزجاج ونظرت بفرحه غامره إلي البحر الأزرق الصافي بهدوئه وجاذبيته وقفت تتنهد بأستمتاع فتلك المرة الأولي التي تذهب فيها الي مكان كهذا وترا البحر
ظلت تستمتع بالأجواء حتي
شعرت بيدين صفوان ومال عليها وسندا رأسه بجانب رأسهافقد خرج للتو من المرحاض بعدما أخذ حماما وبدل ملابسه وارتدي بنطال أسود قطن وتيشرت بكم أبيض
ومال بجانبها وهو يتمتم بصوته الرجولي الجش الذي لطالما أحبته
تصدقي بالله أن جمال البحر ميجيش حاجة
جنب جمالك في عنيا
غازلها بكلماته العذبه التي جعلتها تذيد بسمتها فرحا بقلب دقة دقاته بدفئوقالت
ديه أول مره أجي فيها مكان زي ده أول مره أشوف البحر بره التلفزيون عمري ماروحت مصيف أو رحلة طول الوقت كنت بين البيت والمدرسه ولما كبرت بقيت بين البيت
57  58  59 

انت في الصفحة 58 من 71 صفحات