الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 67 من 162 صفحات

موقع أيام نيوز


أرادت التحدث ليس أكثر
شاهد تعابير ملامحها التي تتغير كل لحظة والأخرى وكأنها تحدث نفسها قال
ايه صعب
حاولت الهرب من حديثه لتعود إلى ما أرادت وقالت بضيق وانزعاج
أنت بتغير الموضوع وبتهرب بردو
نفى ما قالته وهو يوجه لها نفس الإتهام بالهرب
أنتي دلوقتي اللي بتهربي
تابعته قائلة بامتعاض
بس أنا اللي سألت الأول
استاء من حديثها لأنه على علم تام بما تريد وفجأة أراد أن يبدل الأدوار وراقت له اللعبة

معلش مش في حضانة إحنا
وجدها تسأله بضيق شديد يظهر على ملامحها
أنت إزاي كده
لوى شفتيه قائلا
كده ايه
خرجت الكلمات منها بنفعال بعد أن احتارت في وصفة.. بكل أريحية يجلس الآن ينظر إليها بعينيه الخضراء الصافية يخفي نظرته المخيفة عنها وكأن لم يكن هناك أي شيء سيء فعله معها
مبقتش فاهمه أي حاجه منك بجد.. عصبي ودبش قاسې وعڼيف ولا حنين وطيب عادل وحكيم لأ وبتتكلم معايا دلوقتي عادي كده من غير ما عينك تبصلي البصة اللي بتخوف دي
ارتفعت ضحكاته التي لم تخرج مؤخرا إلا معها هي بسبب تلك العفوية الغريبة التي تستدرجه إليها بكامل إرادته
أنا عيني بتخوف
أومأت إليه دون خوف مؤكدة
آه
صمت وهو ينظر إليها ومازال يضحك فابعدت الضحكات عنه وهي تقول بضعف وحزن ظهر عليها
جبل.. احكيلي
تنهد بعمق وهو ينظر إلى ضعفها ويشعر بمدى المعاناة التي تمر بها خصوصا أنها امراة حرة فضولية تريد أن تكون على علم بكل شيء أردف بجدية شديدة
ماينفعش.. جبل اللي أنتي عرفتيه ماينفعش يتهز ولازم يفضل زي ما هو.. وكلمة مني يا غزال طالما أنتي عايزة نبقى كويسين هبقى كويس معاكي بس طول ما أنتي مش بتغلطي
احتارت وهي تقترب منه تشير إليه بيدها على مدى الإرهاق التي تشعر به كلما فكرت به أو بشيء يخصه تدلي إليه بعڈابها في الأيام السابقة وسعادتها بأن الطريق فتح بينهم
لو اتكلمت معايا هتريحني.. أنت مش فاهم دماغي فيها ايه.. أنا ما صدقت بقى في كلام بينا لأن أنت الوحيد اللي ممكن يريحني.. طول الوقت دماغي كانت مش بتفصل تفكير وتسأل أسئلة مش لاقيه ليها إجابة
لمعت عينيها بغرابة وهي تحاول بكل الطرق أن تجعله يدلي إليها بكل شيء بحياته ويعترف بأسراره
طول الوقت مش فاهمه أنت ايه ولا عارفه أهرب منك إزاي لكن مرة في مرة حسيتك حد تاني ودي الفرصة اللي سرقتها علشان تتكلم.. أنا مستعدة انسى اللي حصل دلوقتي بس تريحني
تفوه مستغربا من طريقتها التي تحولت وكأنها مدمنة تريد الخلاص وهو بيده فقط
اريحك إزاي
وضعت يدها على يده تتمسك به قائلة وعينيها متعلقة به
قولي أنت فعلا تاجر س لاح
وجدت الصمت عنوانه لم يدلي إليها بأي حديث فأكملت مرة أخرى تسأل
طب أنت قت لت فعلا
الإجابة الصمت كالسابق فتابعت تضغط على يده تتأمل أن يجيبها
طب أنت راجل ظالم ومچرم
أبعدت يدها عنه
وأصبحت تشير بها وهي تتحدث بصدق موضحة له أنها لا تستطع العيش مع رجل مچرم مثله أما أن يتركها تذهب أو يعترف بالحقيقة
جاوبني.. أنا مقدرش أعيش معاك وأنا عارفه أنك كده مقدرش أعيش في نفس المكان حتى لو أنت بعيد عني.. جبل لو أنت فعلا كده أرجوك خليني أمشي أنا مش هعوز منك أي حاجه وأقسملك إني مش هبلغ
ابتسم بسخرية شديدة قائلا
هو أنتي فاهمه إني خاېف تبلغي يبقى لسه معرفتنيش فعلا
أومأت إليه تؤكد ما قال ورأسها تكاد ټنفجر من كثرة التفكير والحديث الذي لم يأتي بنتيجة معه
دي حقيقة أنا مش عرفاك.. دي تاني مرة نتكلم مع بعض بجد كل اللي شوفته منك أفعال كلها بتناقض بعضها بسببها دماغي بقت متلغبطة
تنهد وهو ينظر إليها بعمق وقال بثقة وتأكيد
كل اللي أقدر اقولهولك ارتاحي يا زينة
استغربت نطقة لاسمها بهذه الطريقة فرددته باستنكار
زينة!
ضړب على يده وهو يضحك ساخرا قائلا بتهكم
أنتي محسساني إني لما بقول زينة كده بقول اسم واحدة تانية.. هو مش ده اسمك بردو
ابتسمت على حديثه وعيناها تلمع بطريقة غريبة كنجم لامع بقوة بين ظلام السماء قالت برفق وهدوء تنظر إليه
تصدق غزال أحلى
ظل ينظر إليها للحظات والأخرى يتابع نظراتها نحوه وحديثها معه كل هذا الوقت وليست المرة الأولى لهذه الدرجة هي امرأة فريدة من نوعها كي تجعله يجلس هكذا ويتحدث معها ويضحك أيضا..
شايف لمعة غريبة في عينك.. يمكن هتحبيني!
كانت تنظر إلى عيناه مباشرة واخترقت الكلمة قلبها مرة أخرى غير الأولى لكنها تحدثت تجيبه بقوة تنظر إلى داخل عيناه دون خوف تقول ما لم يستمع إليه سابقا.. تذكره أنه من كسرها بكامل إرادته الحرة وتعلمه بأن ما صدر منها ما كان إلا ضعف
بتتكلم عن الحب كأنه حاجه سهلة أوي بأيدينا.. حتى لو سهلة وتنفع معاك متنفعش أنا مستحيل انسى اللي عملته فيا.. كله كوم وكسرتك ليا كوم لأنك عملت كده وأنت عارف إنك بتكسرني وبتذلني ولو فاكر إني لما سبتلك نفسي كده خلاص فلا.. دي كانت لحظة ضعف مني وندمت عليها لأنها مكانتش المفروض تحصل
تابع نظراته نحوها يشعر
 

66  67  68 

انت في الصفحة 67 من 162 صفحات