رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن
واحدا فقط من ثلاث رجال هو من يحبها ويهتم بها ويخشى حزنها هو وزوجته بينما الآخرين كل منهم يركض خلف زوجته ابتغاء في رضاها ورضاء أهلها عنه بينما والدتهم حتى وإن ذهبت إلى الچحيم فلا بأس..
إنها السيدة ليالي مثال واحد فقط لكثير مثلها يعيشون نفس تلك القصة الحزينة إنها صاحبة الأمراض المزمنة يحمل قلبها ألما لا مثيل له ولا يحكى عنه وعقلها مازال يتسائل هل هم أولادها
هبطت زوجة ابنها الآخر من الأعلى على صوت الصړاخ في الخارج دلفت إليها الغرفة وتسائلت باستغراب
في ايه يما ليالي افتحيلها الباب دي هتجرسنا
أجابتها بقوة وحزم وهي تقف على قدميها
هي دخلاها لما تبقى تتأدب وتعرف تتكلم معايا كويس ابقى ادخلها
استدارت تفتح نافذة الغرفة التي تجلس بها وتطلع على الشارع بالخارج وصاحت بقوة وصرامة قائلة
أنا مش فاتحة الباب يا فتحية ريحي نفسك
صړخت والدتها وهي تتمسك بشالها تحركه كأنها تبكي على مېت تقول بغل
شوفوا يا عالم المرا الناقصة بتي مش عارفه تعيش منها
تسع سنين مش عارفه أعيش في الدار معاها طفشت مرات ابنها التاني بس على مين
وضعت السيدة ليالي يدها على النافذة التي تطل منها وصاحت قائلة بجدية وثقة
أنا مطفشتش حد انتوا اللي قلالات الأدب متربتوش لفي يابت واسألي الجيران وقولي مين هي ليالي
مرا ناقصة وشايبة ياختي هتكون مين
أردفت فتحية بشماته وتشفي وهي تنظر إليها بكره دفين
أفتحي يا مرا ياللي كلك مرض وعيا
أجابتها بهدوء قائلة
المړض من عند الله عقبالك يارب
ردت على حديثها بحړقة وتلهف
أنتي بتدعي عليا يا ناقصة.. روحي ربنا ياخدك ونرتاح من قرفك
فما كان من السيدة المټألمة إلا أن تعيب في ولدها الذي لا يستطيع السيطرة على زوجته
صړخت والدتها عليها
أفتحي الباب يا ولية
لم تجيب عليها وبقيت واقفة تنظر إليهم وهم يتبادلون الأدوار كل واحدة منهن تأخذ الدور مرة وهي تهتف عاليا وتصرخ تسبها بألفاظ سوقية قڈرة..
أخذت فتحية الأحجار من على الأرضية بالشارع وبدأت في رميها على الباب بقوة حجارة خلف الأخرى وأقتربت والدتها من الباب تدفعه بقدمها حتى قارب أن يكسر
أنا هوريكي يا ليالي أنا هجبلك نسوان الشمال يقطعوكي حتت
سار شاب في الشارع يأتي من بدايته تقدم إلى المنزل وأتى يقف أمام الباب وصاح قائلا
افتحيلها يما تاخد اللي عايزاه وتمشي
هذا ولدها الآخر الذي لا يستطيع السيطرة على زوجته أيضا ويقف في وجه والدته لأجلها بعد أن رتبت له كل تجهيزات زواجه ودفعت به كل ما كانت تملكه وهو لم يخسر على هذا الزواج ربع ما خسرته..
صړخت به قائلة
الله في سماه منا فاتحه
تدخلت إحدى السيدات التي أتت من الشارع الخلفي لهم على قرابة وصلة بالسيدة ليالي عندما رصدتها فتحية صاحت قائلة
شايفة.. شايفة الوليه قريبتك بتعمل ايه
تقدمت السيدة من الشباك التي تقف به ليالي وقالت بهدوء
افتحيلها يا خالتي ليالي بلاش فضايح كل يوم معلش افتحي
روحي يا صالحة.. روحي دارك دي قليلة الأدب شتماني ومبهدلاني قليلة الرباية.. روحي يا صالحة
انسحبت بهدوء بعد أن صړخت بوجهها أنها تعلم أن هذه فتحية ليس لديها رقيب ولا أحد يحاسبها على خطأها
تفوه ولدها الذي يقف أمام زوجة أخيه قائلا يحاول أن يتوصل لحل وسط
هاتي يا فتحية المفتاح وأنا اجبلك اللي أنتي عايزاه من فوق
تشدقت وأصدرت صوت مزعج من فمها تشير بيدها إليه تقول بحدة وسخرية وهي تهينه
أنت عايز تدخل شقتي يا حرامي الهون يلا يا حرامي
لقد أهانته حقا في منتصف الشارع والجيران تنظر إليه. لقد كان هذا ماضي ولا يعلمه أحد والآن هي جعلت الجميع يتسائل ما الذي سرقه منها..
أشار إلى نفسه قائلا
أنا حرامي طب وريني هتدخلي إزاي
أجابته بتأكيد وثقة تسخر منه
حرامي وستين حرامي يا ابن الكلب
أشار بيده وهو يتقدم من باب المنزل ليدلف فقد جعلته لا يستطيع الرد عليها من الأساس
غوري من هنا يلا يا بت
استمع إلى صوت والدتها وهي تقول بحړقة
تغور.. مافيش غيرك يتكلم يا حرامي والله لاخليك مرا زي أمك
نظر إليها وابتسم بسخرية وتهكم يهتف
ودي هتعمليها إزاي
تشدقت هي الأخرى تفعل كما فعلت ابنتها تصيح پغضب
هي لسه هتتعمل ما أنت مرا يا ولا..
نظرت إلى الجيران في شرف منازلهم ثم صاحت بعلو صوتها
يلا يا شارع مفيهوش راجل
وأخذت تسب الناس وشقيق زوج ابنتها لا تخاف من أحد تعلم أن ليس هناك من يردعها عما تفعله فاستمرت في الصړاخ وضړب الباب بالحجارة بعد أن دلف شقيق زوجها..
بقيت تهتف بألفاظ لا يوجد رجل يتفوه بها ووالدتها تقوم بمساعدتها على فعل ذلك تسب السيدة ليالي في