الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 15 من 162 صفحات

موقع أيام نيوز


واثقا في كل ما يفعله يظهر إليها الشماتة بعد أن وجدها عادت للخلف خطوة متزعزة قوتها وفار ڠضبها إلى جوارها على الأرضية..
يا له من حاكم لا مثيل له في هذه البلاد وقريبا سيعلن الأفراح ويأخذ ما أراد وينال من نظر إليه واشتهاه وكل هذا بسبب والدته..
بقيت تنظر إليه بذهول.. كيف يمكنه أن يكون هكذا كيف يمكنه أن يهددها بهذه الطريقة.. لأنها رفضت هذه الزيجة.. رفضت حديثة ما الذي ينتظره لما لم يتحدث عن الميراث ماذا أن رفضت مرة أخرى

جلست على المقعد خلفها وبقيت تنظر في الفراغ وعقلها السلبي يأتي بها من هنا إلى هناك ويتحدث معها في أمور سلبية للغاية ولكن كان على حق.. كل ما أملاه عليها سيحدث لها أن رفضت الزواج منه..
ما هذا الظلم الذي تمر به هنا وهناك أين العدل!.. ما هذة الحياة الظالمة! أتت لتأخذ مالها يرفض ذلك ويطلب الزواج منها!!.. يطمع في حقها! أم يطمع بها
ولكن على أي حال لن تتراجع عن ما أرادته ولن تعود إلى دبي إلا ومعها حقها وإن رفض ستقوم برفع دعوى قضائية ضده ولن توافق على أي زواج في هذا المكان المشؤوم الغير معروف له اسم.. حتى أنه لا يوجد على خريطة الدولة..
تنهدت بصوت مسموع وهي تحمل همومها داخل قلبها لتقف على قدميها تتقدم إلى الخارج بعد أن أخذت منه أكبر صدمة بحياتها.. فهي الآن لا تعلم ما الذي يجب عليها التفكير به وهو شخص غريب لا تستطيع أن تحدد نتيجة أي ردة فعل منها..
بعد أن قال الحارس ل طاهر أن بضاعتهم قد أصبحت على الجزيرة في مكانها المعروف أتت الشرطة ولم تجد شيء كان يعلم هو أين نقلهم جبل ولكن لم يكن من المفترض البوح بذلك إلى طاهر وإلا يكون كشف أمره.. وكما أراد هو حدث أنه يمسك الاثنين بيده واحدا من هنا والآخر من الناحية الأخرى..
كان يتحدث عبر الهاتف مع طاهر الذي صاح بانفعال
بقولك ايه هو أنا أهبل قدامك علشان تضحك عليا
انفعل الآخر مثله وصاح بصوت عالي وهو يبتعد إلى خلف القصر
لأ مش أهبل يا طاهر وأنا عمري ما ضحكت عليك
استرد طاهر بتهكم وسخرية وهو يقلل منه لأنه لم يأتي إليه بالنفع أبدا
وعمرك بردو ما نفعتني يا حيلتها
أشار بيده بعصبية منفعلا وهو يجيب على حديثه الساخر منه
وأنا أعملك ايه جبل عرف أن الحكومة شادة عليه نقل البضاعة كلها ومنعرفش فين
تحدث الآخر بغيظ وانزعاج متسائلا بعصبية لأنه يعلم أنه ېكذب عليه
أهبل أنا ياض.. نقلهم إزاي وانتوا متعرفوش هو انتوا مش حرس عنده
ولا ايه
أتى بأخره بسبب حديثه الغير مقبول بالنسبة إليه فصاح بنفاذ صبر وقوة
بقولك ايه أنت يا طاهر أنا هكدب عليك ليه أنا لو مش عايز اشتغل معاك مش هتضربني على أيدي.. هو زي ما بقولك كده جبل نقل البضاعة من غير الحراس اعرفلك أنا منين هو نقلها فين
تحرك طاهر في الغرفة بعصبية وهو يصيح
وأنت لزمتك ايه.. ما تسأل أعرف دور وراه
تهكم الآخر عليه وتشدق قائلا
وأروح في شربة مايه علشانك.. أنت عارف جبل مبيرحمش
ابتسم وهو يتحرك قائلا بخبث ومكر ظهر في صوته
بس هيجي عندك ويرحم ولا أنت قليل عنده
احتدت نبرة الآخر بضراوة وهو يقول
طاهر بلاش تصطاد في المايه العكره
تحدث طاهر بحدة عندما نفذ صبره وهتف قائلا
ولا أنا عايز أخبار أعرف استفيد منها.. فاهم
لما يجد المستجد أبقى أقولك
أردف يرد بمكر
بس أنا سمعت جديد
ضيق عينيه وتسائل باستنكار
ايه وكلت غيري ولا ايه
قال بهدوء وجدية وهو يلعب بالكلمات ليزعجه
لأ أنا الجديد جه لحد عندي من غير ما اوكل حد.. اللي أنا وكلته خيخه
أردف مجيبا پاختناق وانزعاج منه ومن كثرة حديثه
طاهر.. الزمها
تسائل بجدية مضيقا عينيه ينتظر استماع الإجابة
مرات أخوه اللي ماټ موجودة في الجزيرة
اومأ وهو يحرك الهاتف إلى الأذن الأخرى قائلا بجدية
وبنته ومعاها أختها صاروخ أرض جو
سأله بفتور
أختها ولا هي
أجاب الآخر بضيق
أختها يا أبو مخ ضلم.. أختها
تسائل مرة أخرى بجدية أكثر يريد معرفة الأمور الذي تحدث عندهم بدقة
ودول عايزين ايه ولا جايين ليه.. مش غريبة أنهم موجودين في الجزيرة
أجابه هو الآخر بفتور مثله ونبرة لا مبالية بحديثه
جايين زيارة.. علشان الحجه وجيدة تشوف البت الصغيرة وماشين
اومأ برأسه
اه قولتلي كده
تابع بجدية شديدة يؤكد عليه أنه ينتظر منه المعلومات الكافية التي تبرد ناره من ناحية جبل
هستنى مكالمة منك تقولي فيها على الجديد الشديد اللي ينفعني بصحيح.. مش لعب عيال
رد الآخر بجدية
ماشي.. أعرفه وأقولك
ثم أغلق الهاتف دون حتى أن يستمع إلى باقي حديثه فقد مل منه وشعر بفوران الډماء في عروقه بسبب كثرة حديثه وإلحاحه عليه كل فترة صغيرة فقد طفح الكيل منه ومن طلباته التي لا تنتهي بخصوص الاڼتقام من جبل عن طريق أي خطأ يقع به لأن ذلك الأبلة لا يستطيع في أي شيء ليصيبه لأنه غبي ولا يستطيع التفكير والتدبير كما يفعل الآخر فقط يريد
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 162 صفحات