رواية الدهاشنه بقلم اية محمد
ظلمته بغيابه تجلد روحها بلا رحمة اقترب ليقف خلفها وبصوت مخټنق بالعواصف قال
_منتظرة تسمعي خبر مين فينا خبري ولا خبر ابن فهد
فتحت عينيها على مصراعها حينما استمعت لصوته فنهضت عن مقعدها ثم أسرعت إليه لتلقي نظرة متفحصة على جسده بأكمله وهي تردد بقلق
_آيان حبيبي أنت كويس طمني
لمستها لوجهه جعلته يشعر بالنفور منها فتراجع للخلف بضعة خطوات وهو يصيح پغضب
واستطرد بنبرة أشد قسۏة
_نسيتي انك متملكيش حاجة وكل اللي الخير اللي أنتي عايشة فيه ده ملكي أنا اعتبرتك زي أمي وسلمتك كل حاجة ولحد النهاردة كنت في صفك وبدعمك في كل خطوة بتخطيها حتى وأنا عارف إنها غلط بس خلاص مش هسمحلك تدمري كل اللي أنا بنيته سامعاني مش هسمحلك تدمري العلاقة اللي تعبت عشان أقويها.. ومن النهاردة إنتي بره كل حاجة وأولهم السرايا دي.
_أنت كده عاقبتها ولا بتعاقب نفسك على الأقل اديها فرصة تدافع عن نفسها وتتكلم!
_هتدافع وتقول أيه مبقاش عندها اللي تقوله.
رد عليه آسر بثبات وتصميم بأن ما يقول هو الصائب
_مش صحيح اللي بيلعب ده بيلعب على تقيل ومستحيل تكون هي وقولتلك قبل كده اجابتك مش عند خالتك لأنها هتتستر على اللي عمل كده لأنه بالنهاية من ډمها.
توترت نظرات فاتن المعلقة عليه فسماعها لما قاله آسر كان مربك وكأنه يفكك ما تخفيه حتى لا تزداد أمور عائلتها سوءا فأتاه الرد يزف من أعلى الدرج حينما هبطت ناهد ابنتها تخبره بدموع تسبق حديثها
بترت كلماتها حينما صعدت فاتن أول درجات الدرج وهي تصيح بها بتحذير
_ناهد.
اكملت حديثها متجاهلة نظرات والدتها الغاضبة
_مش هسكت وأسيبك تدفعي التمن يا ماما..
ثم الټفت برأسها تجاه آيان لتستكمل بكره لكناية الشخص الذي ستخبره عنه
عقد حاجبيه بدهشة
_خالي!!... طب ليه
جلست فاتن على الدرج ووضعت يدها معا فوق رأسها لتدافع عما يمزقها من صداع يستنزف طاقتها الهزيلة فدنا منها آيان ثم ردد بعدم استيعاب
_صدقيني لو كنتي تعرفي حاجة أو بتداري عليه هتخسريني وللأبد.. احكيلي اللي تعرفيه.
كانت تجلس على الأريكة الخشبية القريبة من الشرفة الجانبية تتابع قهوتها باهتمام حتى لا تفور على السبرتاية الصغيرة فانتبهت للخادم الذي يدنو منها ليخبرها بوصول أخيها هاشم فنهضت تهندم جلبابها سريعا وهي ترحب به بابتسامة واسعة
_يا مرحب ياخوي.. اتفضل اقعد..
جلسهاشم على المقعد المقابل لها ثم استند بنصف جسده العلوي على عصاه الخشبية وعينيه ترمقها بنظرة محتقنة تفهمتها فاتن جيدا فأجلت أحبالها المقطوعة حينما قالت
_بقالك كتير مبتجيش اهنه زعلان مني في حاجة ولا أيه
أتاها رده المستنكر لسؤالها الغريب
_وه بعد كل اللي ابن اختك عمله وبتساليني زعلان من أيه! هتضحكي عليا ولا على روحك يابنت أبوي أزاي تهمليه يحط يده في يد اللي جتل أمه وحط راسنا بالطين!!
ابتلعت ريقها بارتباك بينما استرسل هو
_ومش بس اكده لا كمان سايباه يخدم عليهم هناك ومش بس كده لا ده كمان بيساعدهم بفلوسه ورجالته..
وطرق العصا بالارض وهو يردد بعصبية
_كبير المغازية لو ضعيف للدرجادي يبقى مينفعش انه يكون كبيرنا... وقبل ما أسمع الحديت ده من حد كان لازمن اتخلص من اللي بيوزه على كل ده..
تساءلت بدهشة
_تقصد مين
قال والحقد يتبع اجابته الوضيعة
_واد فهد الدهشان هو اللي بيملي رأسه عشان كده اني دبرتله مۏتة تليق بدماغه السم..
انتصبت فاتن بوقفتها لتصرخ پصدمة
_عملت أيه يا هاشم
أعدل من عمته ثم رد عليها بشړ قد سكن حدقتيه ليجعلها مخيفة للغاية
_هتخلص منه ودلوقت زرعتله قنبلة في عربيته مش هيقوم منها تاني..
اړتعبت معالمها فور سماعها لمخطط أخيها بالطبع لم تكن أقل منه كرها واحتقانا لفهد وعائلته ولكن النيران التي تأججت بداخلها هدأت بعد انكشاف الحقيقة وخاصة بعد أخر مقابلة جمعتها بآيان.
منحها أخيها بسمة شيطانية تتبعها قوله بعنجهية
_اقعدي واستني مۏت ابن فهد بفارغ الصبر عشان