الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية الدهاشنه بقلم اية محمد

انت في الصفحة 256 من 308 صفحات

موقع أيام نيوز


بأن هناك خطب ما لذا عاد ليجلس جوارها ثم لف ذراعيه حولها وهو يتساءل مجددا 
_في أيه يا ماسة 
أتاه ردها يجيبه بصوت باكي 
_مش قادرة أحط عيني في عين واحد منهم أنا كنت بمشي قدامهم بلبس وحش ومن غير الطرحة! 
ضمھا إليه وهو يقول بابتسامة عذباء 
_عمر ما حد فيهم رفع عنيه عليكي أنتي تايهة عن ولاد عمك ولا أيه 

هزت رأسها بالنفي فاستكمل قائلا 
_ثم إنك بتعاقبي نفسك على فترة أنتي كنتي فيها مريضة ومغيبة! اللي فات عايزك تنسيه يا ماسة احنا بدأنا حياتنا من جديد ولازم تتأقلمي على الأساس ده. 
ثم دفعها برفق 
_يلا قومي البسي عشان هتنزلي معايا. 
أومأت برأسها ثم نهضت لتستعد للهبوط باشتياق لرؤية المنزل فتلك الفترة كانت الفتيات لجوارها حتى رواية ونادين ونواره ولكنها كانت بحاجة للهبوط للأسفل وخاصة الحديقة.. 
بالأسفل. 
كان يجلس فهد بالصالون بصحبة عمر وسليم وأحمد وبدر يتناقشان فيما يخص الصفقات الأخيرة لغياب الكبير عنهم بالفترة الأخيرة ولجوارهم كانت ترتب رواية وريموتسنيم السفرة للغداء فدق جرس الباب أكثر من مرة واتجهت تسنيم لفتحه جحظت عينيها في صدمة وهي تردد 
_روجينا! 
نطقها لذلك الإسم جعل الجميع في حالة من الدهشة فتركزت الأعين على الباب فدخل آسر بها أمامهما ألجمت الصدمة ألسنتهم جميعا والأغلب يترقب ردة فعل فهد الذي نهض عن الأريكة يشيع ابنه بنظرة غاضبة ظلت النظرات تتبادل بينهما والصمت قابع على الوجوه فتحرك آسر ليضعها على المقعد الذي يتوسط ردهة المنزل لم تتمكن رواية من السيطرة على غريزتها فأسرعت لابنتها تضمها لصدرها وهي تردد بلهفة 
_بنتي.. 
بكت روجينا بين أحضانها وعينيها مازالت مسلطة على أبيها پخوف تخشى ما سيفعله بها وبأخيها فاقترب سليم منه ثم قال 
_أي كان اللي عملته ففي النهاية هي بنتك مش معقول هترميها وهي بالحالة دي! 
تدخل بدر هو الأخر حينما قال 
_يا عمي الكلب ده هو اللي لازم يتحاسب مش روجينا. 
وأضاف يحيى الذي هبط للتو 
_ذنبها أيه تدفع تمن العداوة اللي كانت بينكم. 
وقال أحمد پغضب 
_ بلاش تخسر بنتك الوحيدة عشان الكلب ده وحضرتك شوفت بنفسك هو وصلها لأيه. 
اقترب منه آسر ثم قال 
_في موضوع مهم لازم أقولك عليه ويمكن يكون أجوابة لأسئلة كتيرة ملهاش جواب بس قبل ما أتكلم مع حضرتك في حاجة لازم تتقبل روجينا في البيت ده هي غلطت وواجبنا اننا نفوقها أنا بالرغم من اللي عملته بس مقدرتش أتخلى عنها وهي بالحالة دي ومتأكد إن حضرتك مش هتسبها. 
ابتسم عمر وهو يتابع الحوار المتبادل فقال وعينيه تتوزع بينهما 
_الشباب كفوا ووفوا مفيش كلام يتقال بعد اللي قالوه. 
انتقلت نظرات فهد الثابتة على رواية التي تحتضن ابنتها وتردد بهمس خاڤت 
_عشان خاطري متقساش عليها أكتر من كده. 
أخفض نظراته إليها فطعن قلبه بلا رحمة طفلته الصغيرة يغلبها انكسار وقهر جعله يشفق على حالها وبالرغم من ذلك مازال بداخله شيئا يرفض أن يسامحها فما فعلته ليس بالهين وهل كسرة رجل بحجمه أمام رجاله هينة!
رفع فهد رأسه عاليا وصوت تنفسه المضطرب يعلو ليغدو مسموعا من الجميع فرن صوت عكازه الذي يتعمد أن يجعله يلامس الأرض في كل خطوة يتجه بها تجاه الدرج ليختار الصعود للأعلى فما أن مر من أمامها حتى قالت پبكاء 
_بابا... سامحني أنا معرفش ازاي عملت كده أنا حبيته وهو استغلني خسړت كل حاجه بسببه حتى ابني وآآ... 
وابتلعت باقي كلماتها بمرارة فكيف ستدافع عن نفسها وكل كلمة ستقال ستدينها أكثر رفعت عينيها تجاهه فوجدته مازال يوليها ظهره ويستمع لما تقول فحاولت النهوض لتقبل يديه وتطلب العفو أكثر من مرة ولكن ما أن وقفت على قدميها حتى سقطت أرضا أسفل قدميه وكأنها تناست بأنها مازالت لا تستطيع النهوض بعد صړخت رواية بفزع فأسرعت تجاهها في نفس لحظة تقدم آسر ليعاون شقيقته ولكن توقف كلا منهما والدهشة تعتلي وجوههم حينما وجدوه هو من يساندها تعلقت روجينا بأحضان أبيها وقد اڼهارت باكية فحملها فهد ثم نهض ليتقدم بها للمقعد فوضعها بحرص عليه ثم صعد للأعلى على الفور وكأنه يعاتب ذاته على

اڼهيار حصون قلعته أمام الجميع فكان يود أن يحتفظ بقسوته ويختبئ خلف قناعها ولكنه لم يحتمل رؤية ابنته العاجزة تعاني قدمت إليها تسنيم كوب من المياه ثم قالت بحزن
_بلاش ټعيطي انتي تعبانه ومش حمل كل ده.. 
ومسكت حور يدها ثم قالت بدموع تسبقها
_نورتي بيتك يا حبيبتي.. 
بينما ضمتها نادين لاحضانها وهي تردد بفرحة
_والله ما كان ليه معنى من غيرك يا روحي.. 
دنت منها ماسة ثم قالت بابتسامة هادئة 
_حمدلله على سلامتك يا روجين.. 
انتقلت نظرات روجبنا المنصدمة تجاه صديقة طفولتها التي عادت للتو حدجتها بنظرة شاملة حجابها جلبابها الأسود طريقتها بالحديث ثم رددت بدهشة 
_ماسة! 
ابتسمت رؤى وهي تخبرها 
_ماسة بقت زي الاول وأحسن صاحبتك رجعت أهي يا ستي يعني محدش قدك انتي وهي.. 
رفعت روجينا يدها تجاهها فاحتضنتها وكلا منهن اڼهارت بالبكاء اشتياقا للأخرى فقال سليم بتأثر لآسر 
_طلعها يا ولدي تستريح في اوضتها والبنات هيقعدوا معاها. 
أومأ برأسه في طاعة 
_حاضر
 

255  256  257 

انت في الصفحة 256 من 308 صفحات