الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية الدهاشنه بقلم اية محمد

انت في الصفحة 242 من 308 صفحات

موقع أيام نيوز


بين شهقات بكائها 
_أنت كنت فين أنا كنت ھموت من القلق عليك! 
رسمت على طرف شفتيه ابتسامة عاشقة لقربها منه فضمھا بقوة إليه ويديه تخطو ببطء على ظهرها 
_أنا كويس يا تسنيم متقلقيش. 
ابتعدت عنه لتجابهه بنظراتها الغاضبة 
_أنت عارف أنا حاولت أكلمك كام مرة وتليفونك خارج التغطية! 
اتجه لخزانته فخلع جاكيته وهو يجيبها 

_مكنش في شبكة بالمستشفى. 
انخلع قلبها من خۏفها لسماع تلك الكلمة فأسرعت بطرح سؤالها التالي 
_مستشفى ليه أنت فيك حاجة! 
قطع تلك الخطوات بينهما واحتضن بيديه الخشنة خدها الناعم ثم قال 
_قولتلك أنا كويس يبقى مفيش داعي لقلقك ده الحكاية كلها ان ماسة تعبت شوية وخدناها للدكتور وهتفضل هناك كام يوم بس لحد ما يطمنوا عليها. 
ضيقت عينيها بذهول 
_ماسة! بس أنا سايباها وهي كويسة ومكنش فيها حاجة. 
بحزن أجابها 
_حالة ماسة مش مستقرة يا تسنيمفي لحظة ممكن تتراجع زي اللي حصلها المرادي.. ادعيلها. 
ترقرقت الدموع بعينيها رأفة على حالها فقالت بتأثر 
_بدعيلها في كل صلاة والله أنا حبيتها وبعتبرها هي والبنات كلهم أخواتي. 
ابتسامة عذباء شقت وسامة وجهه فضمھا لصدره وهو يخبرها بيقين 
_ربنا هيستجاب لدعواتنا كلنا.. 
ثم رفع ذقنها اليه ليتمكن من طبع قبلة خاطفة على جبينها فاتبعه همسا خاڤت 
_هرتاح ساعتين وبعدين نتحرك على بيت أهلك أنا مش ناسي إن النهاردة معزومين هناك على الغدا. 
بسمتها توجتها السعادة فبالرغم مما يمر به من ظروف قاسېة الا أنه مازال يتذكر ما يخصها كان من الممكن أن يعتذر بلباقة عن هذا الموعد ولديه ألف حجة وحجة لكنه قدر دعوة أبيها إليه حتى وهو بأصعب أوقاته. 
بسرايا المغازية. 
كان يجلس بمكتبه منذ الصباح يتابع عمله الذي تعرض لخساير طائلة من المال فحاول أيان جاهدا أن يخرج مما عرضه آسر إليه بأقل الخساير الممكنة ولكنه أصابه في مقټل فكل حل يلجئ إليه يكلل له خسارة ڤاضحة ومكسب رابح إليه أغلق أيان حاسوبه بتعصب شديد ثم جذب هاتفه ليتحدث مع مدير أعماله بالقاهرة عله يجد سبيل أمن للخروج من تلك المعضلة. 
أما بالخارج.. 
كانت تعد الخطط والمؤامرات للتخلص من تلك الدخيلة التي ستنهي ما تعبت تلك الحية بزرعه بداخل ابن شقيقتها الراحلة بعدما تأكدت بأنها تفقد سيطرتها عليه رويدا رويدا فبدلا من أن تحقق انتصارها بذلها وكسر كبريائها ستفوز الاخيرة عليها بفوزها بقلبه لذا رأت بأن اليوم مناسب لخطتها وخاصة بوجود أيان حتى لا تقع الشكوك عليها فأشارت بيدها لأحد الرجال المخلصين إليها وقد جمعهما اتفاقا سابق فانحنى تجاهها ليستمع لهمسها المنخفض 
_عملت اللي قولتلك عليه 
أومأ برأسه وهو يؤكد لها 
_كله تمام. 
منحته ابتسامة خبيثة ثم أشارت له بالانصراف لترفع صوتها منادية ابنتها التي اجابتها على الفور فقالت فور رؤياها 
_اطلعي يا ناهد نادي لروجينا تفطر معانا على ما أخش اشوف أيان. 
انعقد حاجبيها في دهشة وعدم استيعاب لما تقوله والدتها فكان الأمر مخيفا بالنسبة إليها كيف تطورت العلاقة بينهما هكذا وهي

بالأمس تقسم بالتخلص منها! 
ظلت محلها تبحلق بها فاهتز جسدها بهلع حينما صاعت الاخيرة بتعصب 
_انتي لسه واقفة مكانك! 
تحركت من محلها وهي تقول 
_حالا.. 
وصعدت للاعلى لتنفذ أمر والدتها التي راقبتها حتى صعودها بابتسامة خبيثة فاتجهت هي الاخرى لمكتب أيان..
تسلل الرجل بحرص للأعلى لينفذ أخر خطوة بخطتهم المتفق عليها فكان بانتظار خروجها ليشرع بتنفيذ ما ينوي فعله. 
بغرفةروجينا.. 
انقبض قلبها فزعا حينما استمعت لصوت دقات الباب فاجلت أحبالها الصوتية قائلة 
_مين! 
أتاها صوت يجيبها 
_أنا ناهد يا روجينا. 
شعرت ببعض الأمان فكانت تظن بأنها تلك العقربة 
_ادخلي. 
ولجت للداخل لتجدها ترقد على الفراش بتعب يبدو عليها دنت ناهدمنه لتخبرها بارتباك ملحوظ 
_ماما عايزاكي تنزلي تفطاري معانا تحت. 
جحظت عينيها في صدمة فرددت بذهول 
_أيه! 
زمت الأخيرة شفتيها بحيرة 
_معرفش بتحاول تعمل أيه صدقيني بس يمكن تكون حابة تحسن العلاقة بينكم خصوصا إنها شافت بنفسها أد أيه أيان متعلق بيكي. 
كسر حزن وجهها ابتسامة ساخرة قبل أن تقول باستهزاء 
_خليها تطمن مستحيل أيان يكون حاسس بنحيتي بحاجة لانه لو كان بيحيبني بجد مكنش عمل فيا كل ده. 
لمست بنبرتها الخاڤتة انكسارها شعرت وكأن بداخلها انثى مهزومة تود الصړاخ بأعلى صوت تمتلك ولكنها تستكتر تلك الصړخة على جسدا فارقته الروح وتركته ېنزف أسرعت أصابع روجينا لمسح الدمعات العالقة بأهدابها قبل أن تراها من تقف أمامها ثم قالت وهي تحاول التهرب من نظراتها 
_شوية وهنزل وراكي. 
هزت رأسها بتفهم حاجتها لمساحة خاصة بها لذا هبطت هي للأسفل ودعتها تلحق بها نهضت روجينا عن الفراش بصعوبة فمازال الدوار والإعياء يهاجمها تحاملت على ذاتها لتجذب اسدال الصلاة الخاص بها ثم ارتدته لتصلي صلاتها قبل أن تهبط للأسفل وكأن قلبها يشعر بأن قربها من المۏت يزداد ببقائها بمثل ذلك المنزل وبصحبة أناس كهؤلاء فما أن لامس رأسها سجادة الصلاة حتى انفطرت من البكاء وهي تردد پقهر 
_اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم... 
بكت براحة وشعور الأمان يحتضنها وكأن أوجاعها وأحزانها تخرج مصاحبة لتلك الدمعات فرددت بصوت متأثر أحباله 
_اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي
 

241  242  243 

انت في الصفحة 242 من 308 صفحات