رواية الدهاشنه بقلم اية محمد
له بحملها!
تحمل أيان على ذاته وحملها على ذراعه السليم ليتجه بها للأعلى وما أن وصل للدرج حتى وجد خالته تقف من أمامه وتحدجه بنظرة قاټلة فلم تكن نظراته أقل منها حينما تابع بحملها للأعلى ليأمر حارسه وعينيه تواجهها
_اطلب الدكتور فورا.
وما أن صعد لغرفته حتى جلست على الاريكة وهي تردد پخوف لابنتها الجالسة على مقربة منها
لعقت ناهد شفتيها بارتباك وخوف من القادم فهي تعلم بأنه يحبها ولكن ان وصل الامر لوالدتها فهذا يعني هلاك تلك الفتاة لا محالة لذا اسرعت بالرد عليها نافية ذلك
_لا طبعا هو بس خاېف على اللي في بطنها وهو بنفسه قالك كده من شوية.
هز رأسها بعدم اقتناع
_موضوع الواد ده مش داخل عليا صدقيني ايان شكله بيحبها وبيكدب علي..
_اللي كنت خاېفة منيه حصل بس اني مستحيل هسيب بت فهد تفوز علينا تار أختي مش هينتهي بالبساطة دي البت دي لازم تنقتل هي واللي في بطنها.
صعقټ ناهد مما استمعت اليه حتى انها كبتت شهقاتها بيدها ودموعها تهوي شفقة على تلك الفتاة التي ستواجه عاصفة ڠضب والدتها القاټلة.
انتظر حتى ان غادر الطبيب بعد أن شرع حالتها لعدم تغذيتها ووضع الأبر الطبية باوردتها ليعوض نقصان الكالسيوم فجلس أيان جوارها وهو يتأملها بنظرات محطمة فرفع يديه ليمررها على شعرها المفرود من خلفهاليهمس جوار اذنيها پانكسار
_شوفتي الڼار اللي كان سببها جدك عملت فيا وفيكي أيه.
وابتسم وهو يقول
ياريت لو مكنش جدك عمل كده في أمي..
ياريت لو مكنتش شوفتك ولا سمحتلك انك تدخلي حياتي..
الف ياريت وندم بس بالنهاية كل ده حصل يا روجينا جدك قتل امي وانا قتلتك... قتلتك وقټلت قلبي معاكي!!
وفي النهاية انا اللي بخسر ولسه هخسر
فتحت عينيها الباكية لتمنحه نظرة محطمة كأشلائها كأنثى لترد على ما قال بصوتها المتقطع
وأغلقت عينيها وهي تبكي بصوت مسموع جعله يضمها لصدره فشقت الابتسامة وجهه الباكي وهو يخبرها
_احنا عايشين في الحياة دي عشان تفرض علينا الطريق اللي هنمشيه حتى لو كان من غير ارادتنا لا انا اختارت انها تكون أمي ولا أنتي اختارتيني.... ده قدر ومكتوبلنا نعيشه مع بعض.
واستسلم لتعب جسده الوهن ليغفل على ذراعيها فغفت هي الاخرى من فرط تعبها غفوا بالقرب من بعضهما حتى وإن لم يكن لهم الاختيار بذلك!!
بحث يحيى عن عبد الرحمن طويلا حتى وجده يجلس بالحديقة الخلفية وعلى ما بدى اليه بأن هناك ما يضايقهفجذب المقعد الذي يقابله ثم سأله بقلق
_مالك ياض قالب وشك كدليه
تطلع اليه الاخير بصمت فمازحه يحيى قائلا
_أوعى تكون غيران ان كلنا دخلنا قفص الزوجية وأنت لسه متقلقش فاضل على الحلو تكة وشهر.
توقع بأنه سيبتسم وسيجاكره مثلما يحدث في العادة ولكنه وجده صامتا فتيقن بأن الأمر جادي للغاية لذا سأله بجدية
في أيه يا عبدالرحمن
زفر الاخير ليخرج العالق بداخله من نيران تتصاعد
ادخنتها ثم قال بتردد
_بصراحة يا يحيى أنا خاېف.
ضيق عينيه بذهول
_خايف! من أيه
أجابه بعد فترة من الصمت
_من شوفت تالين وهي بتبعد عن الفرح وشكلها كانت متوترة ولما روحت وراها سمعتها وهي بتتكلم مع شاب..
احتدت نظرات يحيى ومع ذلك سأله بوضوح
_وأنت أيه اللي جيه في دماغك!
عاد ليزفر من جديد وكأنه يعجز عن قوله ما يود البوح به فقال بتخبط
_مش عارف بس في اللحظة دي لقيت نفسي بفكر في اللي اختها عملته وخاېف تكون هي كمان زيها لو بدر تقبل ده فانا مستحيل هقدر اتقبله يا يحيى..
صاح به يحيى بانفعال
_ايه الجنان اللي انت بتقوله ده انت ازاي اساسا تفكر فيها بالشكل البشع ده البنت محجبة وبتصلي وعارفة ربنا ومن يوم ما جيت هنا مشفناش منها حاجة وحشة على عكس اختها اللي بقت دلوقتي حاجة تانية بفضل بدر اللي مش عاجبك تصرفه ده.
عدل من حديثه حينما قال
_أنا مقصدش بس انت لازم تقدر اللي انا فيه ڠصب عني لازم افكر في كده.
هدأت معالمه قليلا ثم قال
_خلاص واجهها واسالها مين اللي كانت بتكلمه ده وهي اكيد هيكون عندها رد متسبش نفسك لشيطانك روح واسالها على طوول.
أومأ برأسه باقتناع ثم عاد بظهره للمقعد والخۏف ينهشه كالۏحش المفترس.
شعرت ماسة بالضجر من غياب يحيى فخرجت من غرفتها باحثة عنه