الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية الدهاشنه بقلم اية محمد

انت في الصفحة 225 من 308 صفحات

موقع أيام نيوز


أحدا من الشباب دون قصدا منه فمنحها مساحة شكلت بجسده الذي بات حائلا بينها وبينهم حتى مرت من جوارهما ليخرج بها للخارج فقادتهما قدميهم للاسطبل تركته تسنيم واتجهت تجاه الغرفة الصغيرة التي تضم برق فاخذت تمسد بيدها على ظهره برفق فاحنى رأسه أرضا براحة لوجودها الذي بات يعتاد عليه بينما استند آسر بجسده على الباب الخشبي الذي يفصل غرفته عن الاسطبل بأكمله فرفعت رأسها تجاهه وهي تخبره بحماس 

_كبر عن أخر مرة شوفته فيها. 
منحها ابتسامة مهلكة وهو يجيبها بصوته الرخيم 
_مفيش حاجة بتفضل على حالها. 
ثم ولج للداخل ليتجه للدرج الخشبي الموضوع جانبا فتسلقه للأعلى حملت تسنيم طرف فستانها الوردي ثم نهض لتتأمله ومن ثم تساءلت باستغراب
_انت رايح فين 
أجابها آسر وهو يلقي بثقل جسده على الفراش المصنوع من القش 
_اليوم كان طويل وحقيقي مش قادر تقدري تكملي قعدتك مع عم برق براحتك وأنا هرتاح هنا شوية. 
غلبها الفضول لرؤية ما وضعه بالأعلى فرفعت طرف فستانها ثم صعدت الدرج الخشبي وهي تحني رأسها حرصا بالا تصطدم بسقف الغرفة فما أن وصلت اليه حتى دعست بقدميها طرف فستانها فشلت حركتها وكادت بالتعثر أمسك بها آسر ليجذبها إليه فضحك وهو يخبرها بمشاكسة 
_مش أي حد يعرف يطلع هنا يا حبيبتي. 
ابتسم وهو يجيبها بمرح 
_في الحقيقة مش مكاني لوحدي ده مكان عم صالح المفضل وقت الراحة.. 
تعالت ضحكاتها فابتسم وهو يخبرها 
_مكان مش سري يعني تقدري تقولي استراحة لطيفة ليه وقت شغله في الاسطبل وانا بنوب عنه بليل. 
ابتعدت بنظراتها عنه فشملت المكان مرة أخرى بنظرة متفحصة ثم ردت عليه قائلة 
_مكان جميل. 
أومأ برأسه وهو يتأملها بنظرة خبيثة 
_فعلا. 
انتبهت لوضعها الذي طالت هي به فحاولت النهوض عنه ولكن ثقل فستانها منعها جذبها لجواره وهو يتساءل پخوف مصطنع 
_مرتاحة كده ولا أيه 
ثم أشار بيديه للاسفل على السيف وبعض الادوات الخاصة بالاراضي الزراعية ليسترسل بمزح 
_في هنا اسلحة خطېرة وأنا لازم أضمن نفسي فالله يكرمك خلي بينا مساحة أمنة يا بنت الحلال. 
على الرغم من أن غرضه أن يمازحها ولكن عينيها امتلأت بالدموع فاستدار آسر بجسده تجاهها ليرفع وجهها تجاهه ثم تساءل بلهفة
_أنتي زعلتي من كلامي! أنا بهزر معاكي. 
تهربت من التطلع اليه فقالت بصوت مهتز 
_أنا آسفة والله مكنتش أقصد. 
وضع يديه أمام شفتيها وهو يمنعها عن استكمال ما ستقول 
_مش عايز أسمع أي مبرر عن اللي حصل وأنا اوعدك مش هفتح سيرة الموضوع ده تاني حتى لو هزار. 
رفعت عينيها ببطء تجاهه لتمنحه نظرة عاشقة لسماله التي تذيب حواجزه حاجز تلو الأخر فشعر برعشة شفتيها أسفل يديه فظن بأنها ستواجه هواجس خالها الأرعن لذا سحب يديه عنها ثم استقام بنومته بتوتر من قربها الذي أهلك جوارجه ابتسمت تسنيم وهي تراه

يبذل أقصى ما يمتلك حتى يمنحها الراحة والأمان فتحركت بجسدها تجاهه ثم وضعت رأسها على صدره ابتسم وهو يحاوطها بذراعيه ثم أغلق عينيه في محاولة للاستسلام للنوم فوجدها تتشبث بجاكيت بذلته السوداء وصوتها الناعم يخبره بخجل 
_بأحبك. 
أغلق عينيه في محاولة بائسة لمحاربة تأثير تلك الكلمة التي تستهدف مشاعره المكبوتة فمرر يديه على خصرها ثم نطق بحروف ثقيلة 
_وأنا معرفتش الحب الا في جنتك يا تسنيم. 
ضغطت باصابعها الممسكة به ثم رفعت عينيها الباكية تجاهه ظلت تتأمله لدقائق ونظراته تمنحها حنان يطوفها كرداء صنع من صوف فمنحها دفء في ليلة قارصة البرودة فعجزت عن الانسحاب من ذاك الدفء فأجبرت لسانها على نطق ما يتردد بداخلها 
_ساعدني أنسى كل اللي اتعرضت ليه يا آسر أنا عايزة أبدأ حياتي معاك وأرمي كل ده ورا ضهري. 
_لو باختياري كنت اختارت أكون موجود معاكي وأواجه ماضيك بنفسي مكنتش هخلي مخلوق يمس شعرة منك. 
منحته ابتسامة هادئة وردت عليه قائلة 
_بس المهم إنك معايا دلوقتي ومش هتسبني. 
قربها اليه وهو يؤكد لها 
_معاكي ومش هتخلى عنك أبدا. 
وقطع المسافة التي تجمعهما حتى بات لا يفصلهما شيء فلم يجد منها اعتراض بقربه لذا سمح لرغباته بأن ټحتضنها فتعمقت المشاعر فيما بينهما وتلك المرة حرص بالا يتركها لغيمات الماضي المؤلمة كلما شعر بأنها ستلتهمها أسرع بايفاقتها على طرب غرامه العتيق فسقط أخر حاجز بينهما لتصبح ملكه مثلما رغبت ورغب بذلك حطم ذاك الخۏف بداخلها وهواجسها تجاه الرجال أخبرتها أفعاله بأنه مختلف عن معشرهم وليس فريدا من نوعه بل هناك رجال تستحق ألقابهم لا ذنب لهما بما فعل السفهاء منهم ربما حالتها كانت تستدعي لطبيب نفسي يعالجها ولكن بوجود زوجا يضمها إليه ويحتويها ليست بحاجة لأي علاج نفسيا بعد ذلك فكثير من النساء تحتمل مشقة وصعاب لا وصف لاوجاعهما ولكن بمجرد كلمة معسولة أو كف يد حنون يطبطب جرحها تنسى كل شيء بل تحارب عالم بأكمله لأجله فالمرأة تمتلك قلب رقيق تحواطه المشاعر من كل اتجاه وهاشة كلوح الزجاج تكسرها أي كلمة. 
اليوم غفت بين أحضانه بعدما صارت زوجته فشعر آسر بأنه انتصر بمعركة أرهقته ذهنيا فكم ظل بائسا لتوتر علاقتهما وازدادت الامور سوءا
 

224  225  226 

انت في الصفحة 225 من 308 صفحات