رواية الدهاشنه بقلم اية محمد
بأن أيان من المستحيل أن يدعها وشأنها ورغم ذلك تشعر بالشفقة تجاه أحمد الذي لم يستحق منها ذلك الفعل الشنيع الذي ارتكبته بحقه هبطت روجينا بصحبتها حتى وصلت للسيارة فجذب أحمد منهما الحقائب ليضعها بشنطة السيارة ثم صعد للمقعد الأمامي فصعدت كلا منهن بالخلف تحرك عائدا للصعيد في تمام الساعة الثالثة فجرا فاليوم سيكون مخصص لحفل الحنة وغدا الزفاف رفع عينيه تجاه المرآة فرأى دمعات روجينا مازالت تنتحب بصمت يشعر بما ستلاقاه خلال تلك الرحلة تخشى من الف شيء يخشاه هو أيضا وبعد ما يقرب الساعتين من القيادة انتباها دوار مفاجئ فشعرت بأنها ستتقيء بأي لحظة مالت روجينا برأسها تجاه حور فوجدتها قد غفت على مقعدها من فرط الاجهاد فكزت بأسنانها على شفتيها السفيلة من فرط الألم فلم تجد. مفر منا يهاجمها خرج صوتها الشاحب ليهمس بتعب شديد
استدار برأسه للخلف فوجدها في حالة لا يرثى لها فعادت لتهمس بصوت متقطع
_وقف العربية.
انصاع لها على الفور ثم هبط ليسرع بفتح بابها فحاولت الهبوط ولكنها كادت بالتعثر فساندها أحمد وعاونها على الجلوس بالاستراحة القريبة من السيارة وجلس جوارها ثم سألها باهتمام
_انتي كويسة
مالت برأسها على حافة الأريكة الخشبية وهي تشير له بالنفي فعاد ليتساءل مجددا
رددت بصوت يكاد يكون مسموع
_بالعربية.
تركها أحمد وأسرع للسيارة ففتح الباب الخلفي ليبحث بحقيبة يدها فوجدها بكيس صغير حمله وأعاد غلق الحقيبة ثم عاد إليها ففتح محتوياته ووضعه بيدها ثم قدم له زجاجة مياة تناولت روجينا الدواء ثم مالت برأسها مجددا فجلس جوارها يترقب ما سيحدث انهمرت دمعاتها لتصاحب نبرتها المذبذبة
رق لحالتها فكانت تبعد كل البعد عن تلك الفتاة العنيدة صعبة المنال من يرأها مجرد فتاة منكسرة هزمها قدرها ليجردها من كل طاقة قوة امتلكتها يوما فرفع يديه ليربت على يدها الممدودة ليخبرها بهدوء صوته العذب
_متخافيش حتى لو ده حصل فأنا اللي هتحمل المسؤولية مش عايزك تفكري في حاجة عشان متوتريش.
_أنا مش عارفة أقولك أيه يا أحمد بجد اللي أنا عملته معاك صعب أي حد يتقبله.
لم يرغب في سماع المزيد أو بالمعنى الصريح يرفض تذكر الأمر فالحړب الذي سيخوضها كل مرة يستعيد بها تنشيط ذكرياته تدمره نفسيا لذا نهض من جوارها وهو يشير بيديه على السوبر ماركت القريب منهما
أومأت برأسها بهدوء فتركها واتجه ليشتري بعض الأغراض أما هي فتحكمت بدوارها العڼيف حينما أغلقت عينيها لفترة مطولة علها تستطيع محاربة اعيائها الشديد.
أصابعه تضغط بقوة على شاشة الهاتف وهو يرأها مغلقة العينين مازالت مكالمة الفيديو مستمرة بينه وبين أحد رجاله المسؤولين عن مراقبتها تمنى لو كانت قريبة منه فيتمكن من صفعها لقربها من أحمد بالرغم من تحذيراته لها سابقا ألقى أيان هاتفه أرضا وهو يصيح بانفعال
ثم نهض عن مقعده وبسمة خبيثة تزور وجهه ذو المعالم المبهمة
_مش أنتي وبس أنتي وكل عيلتك وأولهم أبوكي... خلاص يا فهد وقت الحساب مبقاش بعيد!
بمنزل الكبير..
ازدحم المطبخ بالنساء والأقارب ليتعاونا على طهي عدة أصنف من الطعام الفاخر احتفالا بابنة كبيرهم حتى رواية فقد حرصت أن تعد كل شيئا بيدها وعاونتها تسنيم ونادين وباقي الفتيات وبمجرد وصول روجينا وحور شرعت تالين ورؤى بتجهيزها فلم يكن متبقي على الحفل سوى القليل شعرت روجينا في تلك اللحظة بأنها تسابق الوقت الذي ستصمد به بصحبة النساء في قاعة المنزل كانت ترى الجميع من حولها في حالة من السعادة الا هي تغمرها تعاسة لا نهاية لها لم يعنيها وجود اسرتها من حولها فأي منهما لن يستطيع تخفيف ما تشعر به في تلك اللحظة جذبتها تالين وهي تهمس لها بمكر
_تعالي نطلع نتفرج من فوق السطوح مع البنات.
كادت بالتعثر من خلفها من شدة ركضها فساندتها حور في محاولة لتغطية الامر لټعنف تالين بمرح
_يا بنتي مش كده فستانها طويل وهيوقعها.
لم ينتبه أحدا لما حدث فكانت حور تنتبه لأصغر تفاصيلها حتى لا ينكشف أمرها اتبعتهن للأعلى فوقفن جميعا جوار بعضهن البعض فاختلسن النظرات لما يحدث بالأسفل.
جاهد لرسم ابتسامة زائفة تخفي من خلفها خيبة أماله بشريكته الذي استقر به القدر بمخضعها ولكنه كان يقنع ذاته بأنه يفعل شيئا عظيما تجاه العائلة انسجم أحمد مع الشباب على إيقاع المزمار البلدي فكان آسر يمسك بأحد ذراعيه ويديه الاخرى تلوح بعصا والده العتيقة وكأن فهد يتعمد بكل لحظة أن تعود إليها ليثبت لكبار عائلته بمن أحق بها من بعده كان يبدو وسيما للغاية حتى رقصه الهادئ سلب عقل من تراقبه من الأعلى بابتسامة رقيقة لا تعلم لما شعرت بالضيق لوقوف الفتيات من جوارها تراقبه أعينهن مثلما تراقبه هي بداخلها خلق شعور بالتملك تود أن لا يراه أحدا سواها هي قلبها ولهان بعشقه وماضيها التعيس يرفض قربه الرحيم برغباتها باتت كجمرة مشټعلة