رواية الدهاشنه بقلم اية محمد
فور سماعها لجرس الباب ازدردت ريقها الجاف بصعوبة حتى أنها شعرت بتصلب قدميها وكأنها من ارتكب ذلك الجرم الشنيع فتح باب الغرفة ليطل أحمد من خلفه وهو يشير للداخل بيديه
_اتفضل يا دكتور.
ولج الطبيب المعالج للداخل فاقترب منها وهو يتفحص نبضها ومن ثم قاس الضغط في محاولات منه لاستكشاف سبب إغمائها ابتعدت حور عن الفراش ثم وقفت جوار أحمد ولأول مرة يتغيب عقلها عن استحضار المناسب لفعله فبدت كالمغيبة حينما تمسكت بذراع أحمد فاتجهت نظراته القلقة عليها حينما شعر برعشة أصابعها على ذراعيه وخاصة حينما قالت بدموع صاحبتها
استدار بجسده كليا تجاهها ليتساءل بلهفة متناسيا الدنيا وما عليها ليس وجود الطبيب فقط
_في أيه يا حور اتكلمي.
لم تجد كلمات تسعفها فبداخلها تزرع ظنون طيبة حول عدم كشف الطبيب لحملها فتخشى إن لم يلاحظ ذلك وتفضحها هي ولكن أتاها سؤال حسم الصراع بداخلها حينما تساءل الطبيب باهتمام
نقلت نظرات أحمد تجاهه فدنا من الفراش وهو يجيبه بهدوء
_أنا خطيبها وابن عمها يعني تقدر تتكلم.
إحتقرته نظرات الطبيب وخاصة حينما ردد بدهشة
_خطيبها!
ظن أحمد بأن هناك أمرا هام يأبى التصريح به اليه لحاجته لأهلها فأخبره بما سيجمعهما خلال أيام
_أيوه وفرحنا كمان أسبوع.
_طب كويس عشان اللي في بطنها.
تراجعت حور للخلف پخوف شديد بينما انعقدت ملامح أحمد بذهول فظن بأنه لم يستمع إليه جيدا فعاد لسؤاله
_عشان أيه
دون الطبيب الروشتة وهو يجيبه بنزق
_أنت متعرفش إنها حامل في تلات أسابيع ولا أيه!
جحظت عينيه في صدمة لم يستوعبها عقلها فخرجت حروفه مهزوزة
قطع الطبيب الروشته وقدمه له بتريث
_ياريت تجبلها الدوا ده موقتا لان لازم تتابع مع دكتور تخصص نسا وتوليد في أقرب وقت.
لم ينتبه لم يقدمه له وبنصحه به فكان هائما بحاول الإفاقة من تلك الصدمة التي تستنقص رجولته ضړبته في مقټل وتركته صريعا يواجه حافة المۏت بمفرده التقطت حور الروشته من الطبيب ثم قالت بابتسامة مصطنعة
تتبعها حتى أوصلته للخارج ثم عادت راكضا للداخل فوجدت جسده يهتز پعنف فاستند بجذعيه على ذراع الاريكة القريبة منه ليلقي بثقل جسده عليها ويديه تضغط على مقدمة رأسه پعنف وحدة في محاولة منه لتقبل الأمر.
شعرت بيديه تبعدها عنه ففتحت عينيها پذعر وهي تتلفت حولها بتشتت عاد آسر ليجلس محله على الفراش مجددا ليحاوط وجهها بكلتا يديه بحنان
بدأت باستيعاب ما حدث لها فقالت بارتباك
_أنت رايح فين
ابتسم وهو يتابع قلق منامتها لابتعاده عنها
_مش من عادتي أتاخر في النوم كده ثم إني بحب أنزل أتمشى أول ما أقوم من النوم وأنا النهاردة إتاخرت عن العادة.
ونهض ليفتح خزانة الدولاب ثم أخرج ترنج رياضي ليبدأ بتبديل ثيابه أغلقت تسنيم عينيها بخجل لتصيح به بانفعال
_ما تغير في الحمام!
منحها نظرة ماكرة قبل أن يتبعها قوله الخبيث
_أنا أغير في المكان اللي يعجبني بس مش قدام أي حد غير مراتي أنا راجل دقة قديمة حبتين.
ضحكت وقد طربه صوتها فأشار لها بصرامة زائفة
_هتقومي ولا أمشي.
أزاحت عنها الغطاء وهي تسرع بالتوجه لحمام غرفتهما
_لا ثواني وهكون جاهزة.
سقط المئزر عنها لتشتت حركتها فكشف عما ترتديه بأسفله فرفعته تسنيم سريعا لتخبئ جسدها وقد انحبست الډماء بوجهها المړتعب كانت تتصرف بغرابة ومع ذلك حبس هواجسه داخله حينما قال ممازحا إياها
_أنتي لسه هنا! لا أنا هنزل لوحدي.
هرعت للخزانة ثم التقت اسدالها وهي تردد پخوف
_لا لا خلصت أهو.
وحينما أغلقت باب حمامها همس آسر ساخرا
_شكلي كده والعلم لله صبري هيطول أوي.
تأوهات خاڤتة خرجت منها وهي تحاول رفع أجفانها الثقيلة بتعب شديد فاحتضنت مقدمة رأسها بيدها وهي تحاول الاعتدال بمرقدها استندت روجينا بمرفقها على الفراش لتعتدل بجلستها لتجد حور تجلس لجوارها وعينيها متورمة من أثر البكاء رددت بصوت شاحب كحال وجهها
_حور!
منحته نظرة مشفقة على حالها وما سيحدث فيما بعد فسألتها روجينا بقلق من رؤية حالتها
_في أيه!
_حمدلله على السلامة.
صوته الذكوري جعلها تنتبه لوجوده بالغرفة فاستدارت وجهها لتجده يجلس على الأريكة المقابلة للفراش همست بصوت خاڤت
_أحمد!
تذكرت أخر ما حدث لها قبل أن تفقد الوعي فتعلقت نظراتها به مطولا نهض أحمد عن الأريكة ثم اقترب من الفراش ليشير لحور بحزم
_اطلعي بره يا حور.
تعجبت روجينا من نبرته الجافة وخاصة توتر ابنة عمها الذي زرع الخۏف في نفسها انصاعت حور لطلبه بالبقاء معها بمفرده فأغلقت الباب من خلفها جذب أحمد المقعد الموضوع أمام السراحة ثم وضعه أمامها ليجلس بهدوء بدى مخيف لها حاولت روجينا إخفاء ربكتها التي تهاجمها فطال الصمت بينهما الى أن مزقه أحمد حينما قال
_أيه اللي مرجعك من الجامعة بالحالة دي!
انسدلت دموعها تباعا فور تذكرها ما حدث فقالت بصوت متقطع من أثر البكاء
_أنا بس اټصدمت في حد كان قريب مني ودي مش أول مرة أنا دايما بتخدع في كل اختياراتي يا أحمد.
ثم رفعت عينيها تجاهه لتدنو منه بجسدها فقربت يدها منه