رواية الدهاشنه بقلم اية محمد
بكونه رجلا من كبار عائلات الصعيدفيكفيه اعترافه بالخطأ وتحمل نتائجه لذا بصدر رحب قال
_ولا يهم حضرتك المهم ان الامور اتحلت.
أخرج فهدمن جيب جلبابه الأسوددفتر شيكاته ثم دون مبلغ ضخماوقدمه للرجل
_الحمد لله اتحلت...
وتركه واتجه تجاه زوجته وابنه فسلطت نظراته عليه ليشير له بغموض
_خد الوكل وروح لنسايبكميصحش تسيبهم اكده..
بالخارج..
كانت زوجة خالها تشعر بالحر الشديد لذا فتحت نافذة السيارة فانتبهت لمن لا يغفل عنه أحدا فجذبت ذراع شقيقة زوجها وهي تتساءل بذهول
_مش دهأيان المغازي
_بيعمل أيه هنا....يا خبر ليكونوا اتخانقوا جوه عشان اكده الكبير نزل هو ومرته على جوه..
انتباتها عاصفة من القلق غزت جسدها لتشعر بربكة ټضرب أسوارها لمجرد تخيل السوء به ففتحت باب السيارة وهي تهم بالنهوض قائلة
_هنزل أشوف في أيه وهجي.
وصعدت الدرج القصير المودي لباب المطعم المتحرك القصيردفعته بيدها فلامست أحداهما دون رؤيا منها مرت هي الأخرى فوجدت يدها تستند على صدره وبالأخص موضع قلبهارتعشت أصابعها حينما شعرت بنبضات قلبه أسفل أصابعها وعينيها لا تفارق لقاء عينيه التائهة بخضرة عينيها.
_أنت پتنزف!
تطلعت إليه حينما وجدته مازال شاردافصاحت بإسمه پخوف
أغلق عينيه بابتسامة منحته وسامة خاصة به سماع إسمه دون ألقاب تسبقه أسعده كثيرا فتطلع لها مطولا بنظرات مستمتعة برؤية قلقها الساكن بعينيها قبل أن يسكن تعابيرها صمته جعلها تخمن بوجعه الشديد أو ربما تعرض لشيء سيء فتدفقت دموعها على وجنتها وكأنها بذلك سكبت عليه المياه الباردة التي أعادته لواقعه فردد بتلهف
ثم أسرع باطمئنانها
_أنا كويس... ده مجرد خدش بسيط.
رمقته بنظرة معاتبة لصمته الذي جلدها وجعلها تخمن تخمينات أسوء من بعضها لما حدث معها لكزته بقوة على صدره ثم استدارت لتعود للسيارة فتوقفت عن الحركة حينما جذبها من معصمها لتقف مقابله من جديد أخفضت وجهها للأرض لتتهرب منهفما حدث مخجل للغاية..ملامستها صدره ويديه...نظراتها البلهاء تجاهه..بكائها خوفا عليه عشقها دفع مشاعرها لتصبح كالكتاب المفتوح أمامه ودت لو امتلكت جرأة مشابهة لتلك حتى تتطلع اليه مجددا علها تلامس ذاك الدفء من نظراته وجدته يقترب منها قليلا ليهمس بصوته الرجولي الرخيم
تطلعت اليه باستغراب لما يقصده بعينيها فتساءلت
_أيه اللي في عنيا
رسم بسمة ساحرة على طرفي شفتيه وهو يجيبها
_لهفة وحب وخوف... أحاسيس كتيرة وصلتني من نظراتك ولمسة أيدك.
ارتبكت للغاية فبللت شفتيها بارتباك وكمحاولة للتهرب منه عدلت طرف حجابها الطويل على كتفيها ثم قالت
_هروح أشوف ماما ومرات خالي..
قاطعهما النادل الذي خرج اليهما حاملا عدة حقائب ليشير لآسر قائلا
_الاوردر جاهز يا فندم..
قال وهو يدنو منه ليحمل عنه أكياس الطعام والمشروبات
_طب ساعديني طيب ده أنا مجروح وبنزف!
كبتت ضحكاتها وهي ترى غمزته المشاكسة وبالرغم من ذلك الا أنها اقتربت منه لتحمل عنه بعض الأكياس ثم قالت ساخرة
_أحسن كده ولا أشيل باقي الاكياس..
رفع كتفيه بغرور
_عيب عليكي ده احنا رجالة صعايدة وبنفهم في الواجب..
ضحكت بصوت أثلج صدره فأشار لها بتتبعه هبط الدرج ولجوارها كان يهبط عدد من الشباب بعدما انتهوا من تناول طعامهما فأسرع آسر ليفصل بينها وبينهما لوهلة كفت عن استكمال الدرج وتأملته باسمة شعرت بأنها أصبحت تمتلك حامي لا يقصر أبدا بحمايتها حتى في أتفه المواقف وصل للسيارة فاندهشت حينما وجدت والدتها تجلس بالخلف جوار زوجة خالها وبضحكة خبيثة قالت
_خليكي انتي قدام يا تسنيم لحسن انا مرتحتش في القعدة قدام..
تلقائيا انتقلت نظراتها اليه فوجدته يبتسم لها بمكر ومن ثم ناولهما الطعام قبل أن يصعد للسيارة فتحرك بهما سريعا لاستكمال الطريق فتسائلت فاطمة بدهشة
_امال فين الكبير والست رواية..
اجابها بابتسامة جعلها طبيعية حتى لا ينشغل بالهما كثيرا
_شوية وهيحصلونا..
اومأت برأسها ثم تطلعت تجاه ابنتها لتشير اليها قائلة
_افتحي الاكل لعريسك يا بنتي زمانه جاع..
ببسمة ماكرة قال
_حاسة بيا يا حماتي..
ثم تطلع تجاه تسنيم ليشير لها بعينيه على چرح يديه وبمكر همس بصوت منخفض
_مجروح وكده..
منحته نظرة مغتاظة قبل أن تحرر غطاء كرتون البيتزا ومن ثم التقطت احدى القطع لتضعه على المقعد الصغير الفاصل بينهما رفعها آسر لفمه وهو يغلق عينيه بتلذذ اتبعه قوله المشاكس
_هتعود أكل من ايدك على طول... البيتزا دي طول عمري بطلبها من نفس المطعم ده بس عمرها ما كانت بالحلاوة دي..
ابتسمت بخجل ثم الهت ذاتها بالنظر من باب السيارة فتتبعتها عينيه ولم تترك لها حرية البعد حتى وان كانت قريبة وعلى بعد منه!
بالداخل
ما أن تأكدت من رحيل آسر حتى أسرعت رواية بخطاها