رواية الدهاشنه بقلم اية محمد
مهما كلف الأمر فبالنهاية هي صديقته المقربة ولكن حتى تلك لم تعد كذلك لم يعد يشعر بأنها تعتبره حتى صديقها قطعت كل الروابط التي تجمعهما لتجعله حزينا لا يقدر على اتخاذ القرار الصائب انتبه أحمد على صوت باب الشقة فخرج من غرفته ليجد بدر من أمامه فأسرع إليه ليسأله بهدوء
_وصلتوا لحل
ارتمى بجسده الثقيل على الأريكة ثم قال
جلس جواره ثم ربت بيديه على فخذيه
_هيحصل.... الكبير مش هيسكت عن اللي حصل وهيرجعلها حقها انا سمعت ابوك من شوية بيكلمه وقاله انه هيجي بكره هو وآسر عشان يشوفوا هيعملوا ايه..
تمرد ڠضبا
_محدش هيقتله غيري...
_اهدى بس واللي انت عايزه هنعملوهولك..
هز رأسه بيأس فتعالت طرقات باب الشقة بقوة أعلنت عن عصبية من بالخارج فأشار له باستغراب
_شوف مين اللي بيخبط كده!
نهض أحمد ليفتح الباب فاندفعت نادين للداخل لتقف مقابل ابنها وهي تردد بعصبية بالغة
_أنت ازاي تاخد القرار ده من غير ما تفكر فيه وتعرف رأينا انا وابوك ولا خلاص بقيت راجل وبتأخد قراراتك من دماغك..
_لان دي حياتي وتخصني لوحدي أنا بحب رؤى ومستحيل هتخلى عنها أبدا..
اجابته باستهزاء
_وكان فين الحب ده من سنين انت بتضحك على روحك ولا عليا يا بدر
جز على أسنانه وهو يجيبها
_في حاجات بنكتمها جوانا ومش بالضرورة حد يكون عارفها.
_أنا حد يا بدر... انا أمك مفيش حد هيحبك ولا هيخاف عليك ادي...
ثم استكملت پغضب
_واللي حصل ده هتصلحه حالا هتدخل وتتأسف لخالك وتقوله يدور على اللي عمل في بنته كده ويتجوزها..
صاح بعصبية
_قولتلك ده قراراي انا ومحدش هيتدخل فيه!
خرج سليم من غرفة آسر التي اختارها للاسترخاء بها قليلا ليتفاجئ بما يحدث بين ابنه وزوجته فصاح بصوت كالرعد
التقطت نظراته ابيه الذي يقف من خلفها فوضع عينيه ارضا وهو يردد بندم
_أسف يا بابا بس اللي هي بتقوله مستحيل هعمله انا مش عيل عشان اتراجع في قرار اخدته..
اندفعت نادين بحديثها المتعصب
_وانا مش ذنبي ان ابني يلم بواقي غيره ابني يستحق واحدة تليق بيه..
_نادين... اقفلي خشمك والا وربي الكعبة ما هتلومي غير نفسك..
ثم أشار لاحمد بحزم
_خد واد عمك وانزلوا اتمشوا تحت يا احمد..
هز رأسه باحترام له
_زي ما تحب يا عمي..
وجذببدر برفق فاتبعه للاسفل ومن ثم شيعها بنظرة اخيرة قبل أن يغلق الباب ويلحق بأحمد بينما اقترب سليم منها ليجذبها لتقابله بشراسة
_أنتي جرى لمخك ايه اتخبلتي اياك!
انهمرت دموعها وهي تجيبه پبكاء
_انا عايزة افرح بعيالي يا سليم أنا مش عايزاه يتجوز بالطريقة دي ده ابني الوحيد ومن حقي افرح بيه وباللي اختارها!
ارتخى غضبه فور رؤية دموعها وسماع ما قالت فضمھا لصدره وهو يهدأها ومن ثم قال پسكينة
_اللي بتعمليه ده مش صح هيخليكي تخسريه لم يحس انك بتعارضيه وبتعارضي حبه يا نادين.
ابتعدت عنه لتخبره بعند
_مبيحبهاش هي صعبت عليه وعايز يستر عليها..
أشار لها بالنفي ثم قال
_ياريت كانت دي الحقيقة مكنتش هسكت بس اني شوفت بعنيه اد ايه بيحبها حتى البت تمسكها بيه بينلي انهم بيحبوا بعض صوح..
عادت لتبكي على صدره من جديد فمسد على ظهرها بحنان وهو يستطرد
_اني ما توقعتش انك تعملي كده يا نادين خالد مهما كان اخوكي قبل ما يكون واد عمك يعني بنته كيف روجينا وحور ترضي ليها الڤضيحة
هزت رأسها بالنفي ومازال بكائها يهز جسدها عڼفا فاردف بحنان
_جايز ده الخير لولدك وليها بلاش انتي كمان تيجي عليها انتي طول عمرك طيبة وقلبك ابيض ايه اللي حصلك بس..
ابتعدت عنه وهي تزيح دموعها باصابعها
_والله قلبي ابيض بس انت وابنك اللي سودته بعمايلكم السودة..
ضحك حتى برزت اسنانه ليقربها اليه تلك المرة وهي يردد بعشق
_مهما عملتي لسانك زي مهو كيف المبرد..
تعالت ضحكاتها التي نجح في ابدال حزنها لابتسامة رسمت على وجهها المجعد قليلا ليجعلها من معارضة لهذا الزواج لمأيدة وبشدة فتركته واتجهت لغرفة رؤى حتى تكون جوارها في تلك المحڼة...
جلس بدر جوار أحمد على النيل المقابل للعمارة الخاصة بهما فاحترم أحمد رغبة ابن عمه بعدم الحديث بذاك الوقت فاكتفى بالجلوس لجواره وعدم تركه بمفرده انكمشت تعابير أحمد الهادئة حينما رأى روجينا تهبط من احد السيارات فردد بصوت سمعه بدر
_روجينا!!
الټفت بدر تجاه ما يتأمل اليه أحمد فالتهبت عينيه هو الاخر حينما رأها تهبط من سيارة شاب لم تكن ملامحه بارزة لبعده عنهما فما أن غادرت السيارة حتى ولجت للعمارة فلحق بها أحمد راكضا ليوقفها قبل ان تدلف للمصعد حينما ناداها پغضب
_روجينا..
استدارت خلفها برهبة وجسدها يرتجف خوفا من أن يكون رأها وخاصة حينما واجهت عينيه الغاضبة اقترب أحمد منها ثم غرز يديه بمعصمها ليسألها بعصبية شديدة
_مين اللي كنتي راكبة معاه ده
هربت الكلمات عن شفتيها وخاصة