رواية الدهاشنه بقلم اية محمد
مقابلها بصمت تعمد ان يطول تاركها تتأمله على استحياء وتترقب سماع ما سيقول فأشار بيديه للنادل الذي أتى ليدون طلبه الدقيق لقهوته المفضلة ومن ثم بدأ بالحديث قائلا
_مكنتش متوقع إنك هتعرفي كل حاجه بالصدفة دي!
بدى الارتباك سيدا عابرا على معالمها فرددت
_أنا مش عايزة اتكلم في اللي فات العداوة اللي بين العيلتين أنا وانت مش سبب فيها..
_أيا كان اللي بيجمع العيلتين فعلاقتنا شبه مستحيلة يا روجينا...
وبخبث استطرد
_بعترف اني أول مرة أعجب ببنت بس المضحك في الموضوع انها تطلع مخطوبة وبنت ألد أعدائي!...
بدون تردد ازاحت الدبلة العالقة بيدها ثم فتحت حقيبة يدها لتلاقيها بداخلها كأنها قماشة بالية وتطلعت اليه بتمعن
ازدادت ابتسامته الساخرة
_وهو ده الحل من وجهة نظرك!
سألته بحيرة
_مش فاهمه تقصد أيه!
قال بعد صمت مطبق
_قصدي إن فهد بيه عمره ما هيوافق على العلاقة دي..
اعترضت حديثه حينما قالت
_بابا عمره ما هيجوزني بالڠصب لواحد مش بحبه اكيد لما يعرف اني بحب واحد تاني هيوافق يجوزني ليك زي ما حصل مع ماسة..
_لأي حد ممكن بس مش لأيان المغازي اللي بينا سيل ډم يا روجينا إفهمي!
انسكبت الدمعات البائسة على وجهها فبرعت تلك الابتسامه الشيطانية بالظهور على وجهه فقال بعد تفكيرا مصطنع
_هو مفيش غير حل واحد مستحيل توافقي عليه.
مسحت دمعاتها ثم سألته باهتمام كبير
_حل أيه ده!
منحها نظرة عميقة برومادية عينيه المخادعة ومن ثم قال
انفتح فمها پصدمة فابتسم ساخرا
_مش قولتلك مستحيل توافقي عليه.
وزعت نظراتها بينه تارة وبين الفراغ تارة اخرى فاستغرق تفكيرها الاحمق عدة دقائق قبل ان تجيبه بحماس
_أنا موافقة..
ابتسم بحب لها فارتخى جسده على المقعد براحة وعينيه يكسوها جمرة الاڼتقام المشټعلة!
دون سبق انذار او موعد محدد عشقها ذاك الآسر وعشق القوة التي تود التحلي بها رغم ضعف جسدها الأنثوي الذي لا يقوى على مكافحة عمل الرجال ومع ذلك جاهدت فقط لتعاون والدها لا يعلم كم من ميزة سيكتشفها بها حينما تقترب المسافات ولكنه يشعر بحماس القرب منها انفلتت تلك الجملة من بين دقاته
انهت ذاك الرابط الذي جمعها به حينما وقعت على عقد زواجها بعدو أبيها اللدود وربما أيضا خسړت عدة روابط تجمعها بعائلة الدهاشنة لا تعلم بأنها فتحت أول باب سيقودها لچحيم لا مفر منه ومالك ذاك الچحيم من وقعت اسيرته منذ اول لقاء اغلق المحامي الدفتر من أمامهما وهو يردف بابتسامة عملية
_الف مبروك يا أيان بيه..
أجابه ببرود
_تسلم..
ومن ثم أشار لها بالنهوض فلحقت به لسيارته المصفوفة بالاسفل فصعدت لجواره وأصابعها تعبث بحقيبتها بارتباك وزع نظراته بينها تارة وبين أصابعها فقرب يديه الخشنة ليحتوي يديها معا بيديه فتطلعت اليه ببسمة اربكته لوهلة من الوقوع بحبها فتناسى تفكيره الأحمق من جهة نظره ثم قال
_كده مفيش حد يقدر يفرقنا يا روجينا لانك بقيتي مراتي على سنة الله ورسوله.
ارتعش جسدها حينما استمعت لانتسابها له فعبثت بحجابها حينما كاد بالاقتراب منها لتخبره بتشتت وخجل
_أنا لازم أرجع البيت حالا لإني اتاخرت..
ضيق نظراته الخبيثة ثم اعتدل بجلسته ليقود سيارته تجاه منزلها فاستوقفها على مسافة من العمارة فودعته بابتسامة هادئة وكادت بالهبوط امسك أيان بمعصمها واجبرها على الصعود مجددا ثم قرب رأسه منها متعمدا إثارة رغبتها تجاهه وبانفاس لفحت وجهها قال
_هشوفك بكره
بلعت ريقها الجاف بصعوبة وهي تشير له عدة مرات ثم هرولت للخارج شبه راكضة ووجهها اصبح كحبات الكرز الحمراء فما ان اختفت من امامه حتى تخشب وجهه الذي اصطنع البسمة والحب لوقت لا بأس به ومن ثم رفع هاتفه ليردد بصوت اخشونت لهجته
_اول خطوة في اڼتقامي اتحققت وقريب اوي وعدي ليكي هحققه وبنت فهد هتكون خدامة تحت رجليكي...
أغلقت فاتن الهاتف مع ابن شقيقتها الراحلة والسعادة تكسو وجهها التعيس فوضعت الهاتف من يدها ثم وقفت لتقترب من تلك الصورة الضخمة التي تحتل حائط غرفتها باكمله التمعت دمعاتها وهي تتأمل شقيقتها ومن ثم ازاحتها بشراسة
_خلاص يا ناهد نامي وارتحي يخيتي ابنك هياخد حقك من اللي أذوكي..
اخدتها عهد عليا يوم ما شوفتك ڠرقانه بدمك اني اللي هياخد حقك من ولد الدهشان وهيكسره هو ابنك ايان ربيته على القسۏة وكنت بفكره باللي حصلك عشان اللحظة اللي اشوف فيها واد وهدان الدهشان مزلول واللحظة دي مبقتش بعيدة خلاص..
الشړ الذي ولد بداخل ايان لا يضاهيه شړ تلك المراة التي تترقب لحظة وصول ابنة كبير الدهاشنة خادمة لقصرها عينيها تخيف من حولها من التفكير بالشړ العظيم الذي تدمره لتلك العائلة ولكن من