رواية الدهاشنه بقلم اية محمد
سليم مقابلها لتشير لها بصرامة
_سكن أيه اللي هتروحيه انتي هتقغدي اهنه مع الحريم..
كادت بمقاطعته فرفع حاجبيه بحزم انهى به النقاش المحتد فيما بينهما
_الكلام اللي بقوله مفيش بعديه نقاش انتي اهنه في ضيافتنا..
قالت بخجل
_انا والله ما قصدي اكسر كلام حضرتك بس انا مش عايزة أسببلكم ازعاج..
_سيبك من الكلام اللي هيزعلنا ده انتي مش عايزة تكوني جنب حور ولا ايه
قالت بكل تأكيد
_طبعا.
حستها على اتابعها للاعلى قائلة
_طيب يلا..
بشقة الفتيات..
بعض الآلام الظاهرة على تعابير الوجه هينة أمام ۏجع القلب الذي يئن بصمت يئن بسكون خشية من أن يستمع إليه أحدا فربما أن علم أحدا ما يوجعه لإنقلب الأمر لعتاب قاسې هكذا كان ېنزف قلب حور في صمت تام قرب أحمد منها بتلك اللحظة العصيبة جعلها تتمنى وجوده لجوارها دائما تتمناه حبيبا وزوجا ولكن ذاك الحلم ليس تمتلك حتى الحق به انتبهت من غفلتها القصيرة على صوت قرع باب غرفتها فلم تكن سوى تالين تحمل الطعام إليها وبعض المشروبات الساخنة ولجت والابتسامة مرسومة على وجهها لتقدم لها الكوب قائلة
أجابتها بصوت واهن
_الحمد لله بخير..
ثم تناولت الكوب منها لتردف بضيق
_أنا حاسة أني عاملة جراحة خطېرة وانتي بتقومي بالواجب معايا مش كده يا بنتي هزيد ٢٠كيلو!
لوت فمها بتهكم
_يعني لا كده عاجب ولا كده عاجب انتي مينفعكيش الدلع على فكرة.
ابتسمت وهي تجيبها
قطع حديثهما رنين الباب فأشارت لها تالين ساخرة
_هفتح الباب وأجي نكمل حوارنا.
وتركتها وتوجهت للخارج..
دث المفتاح بباب شقته ثم ولج ليجلس على اقرب مقعد ويديه تحك مقدمة رأسه پألم شديد انتبه يحيى لسماع خطوات تقترب منه ليجد إلهام المربية أمامه تخبره باهتمام شديد
أزاح يديه عن رأسه ثم قال بملل
_حاجة أيه!
أجابته على الفور
_مدام ماسة من بعد ما حضرتك نزلت الصبح وهي بترجع و تعبانه ..
تطلع لها پصدمة فقال بصعوبة وهو يحاول ابتلاع ريقه
_طب هي فين
أجابته بهدوء
_اديتها مسكن ونايمة...
_لبسيها عشان هننزل للدكتور.
أشارت له بانصياع ثم تخفت من أمام عينيه لتتركه بدوامته الممېتة..
ما أن خلت الغرفة من أبيها ووالدتها بعدما اتطمئنوا عليها حتى همست لرفيقتها بلهفة
_خالك مسافرش برضه..
_لا بس انا مكنتش هقعد معاه في بيت واحد تاني..
ربتت حور بتفهم على ذراعيها
_أحسن عشان متديش لنفسك فرصة تفتكري اللي فات..
انهمرت دمعة خائڼة على وجهها فازاحتها سريعا ثم قالت بصوت مختتق
_مين قالك اني نسيته يا حور أنا مبعرفش انام وكل ما بفتكر اللي كان بيعمله فيا ببقى عايزة اقتله بايدي..
شاركتها البكاء الصامت ثم قالت بتأثر
_حسبي الله ونعم الوكيل فيه ربنا ينتقم منه ويشوفه في بناته عشان يحس بوجعك..
استوقفتها بضيق
_لا بناته ملهمش ذنب..
انقطع الحديث بينهما حينما ولجت رؤى للداخل لتطمىن عليها فجلست لجوارها تتساءل عن حالها بينما انغمست تسنيم بارتشاف كأسها الموجع من جديد..
سحبتها روجينا داخل غرفتها ثم اغلقت الباب فقالت نادين بحيرة
_أيه المهم اللي مخليني سبت الطبيخ وجيت معاكي اوضتك يا ست روجين
رسمت ابتسامة مصطنعة وهي تجيبها بارتباك
_وحشاني يا نودي الله وبعدين انتي جاية من اخر الدنيا عشان تقفي تطبخي!
ابتسمت وهي تجيبها
_مش بطبخ بعمل اكل خفيف كده للعشا عشان حور تاخد ادويتها..
هزت رأسها ثم قالت
_اقعدي انتي بس معاها وانا هرتب الشنط وهطلع انا وتالين هنظبط الدنيا..
احتضنتها وهي تردد بمرح
_طول عمرك جدعة يا بت..
بادلتها الابتسامة وهي تتدعي التهائها بترتيب ما بحقيبتها بداخل الخزانة فقالت بمكر
_قوليلي يا نودي هو انتي تعرفي حد في بلادنا من المغازية
ضيقت عينيها باستغراب
_بتسألي ليه
ابعدت خصلات شعرها خلف اذنيها ثم قالت بتوتر
_لا مفيش اصلي مصاحبة بنت من عيلة المغازية بس لما عرفت انا بنت مين بعدت عني فاستغربت يعني!..
احتدت نبرتها وهي تحذرها
_وانتي كمان ابعدي عنها هي مش أحسن منك...
تسائلت بخبث
_ليه ابعد عنها مهو أنا مش فاهمه تصرفها ده سببه ايه
اجابتها نادين بهدوء
_بصي يا بنتي انا معرفش الحكاية بالتفصيل بس اللي أعرفه أن اللي بين الدهاشنة والمغازية سيل ډم وهما اللي قتلوا جدك وهدان الله يرحمه وحرقوا ارضينا وممتلكاتنا..
فزعت لما استمعت اليها فتسائلت پصدمة
_قتلوه!! طب كل ده ليه
قالت بضيق شديد
_بيقولوا انهم اتبلوا على جدك واتهموه إنه اتعدى على مرات كبير المغازية وقټلها..
انقطع مجرى تنفسها لسماع العائق بين العائلتين فقالت بارتباك
_طب ليه محاولوش يعرفوا الحقيقة!
قالت باندفاع شدبد
_لانهم مش عايزين يصدقوا غير كده حجة يقضوا بيها علينا عشان البلد ميكنلهاش كبير غير واحد بس وطبعا يكون منهم هما..
صفنت بكلماتها التي قبضت روحها وزهقت قلبها المئن فبعد سماع تلك الحقائق البشعة ليس هناك أمل ولو ضئيل بتقبل أحدا ما تكنه بداخلها لفرد من افراد المغازية وخاصة