رواية الدهاشنه بقلم اية محمد
ثم رسمت ابتسامة صغيرة قبل ان تردد بحرج
_عن إذن حضرتك.
قال وهو يتابعها تبتعد بخبث يشمل لهجته
_إذنك معاك يا بنتي.
ابتعدت عنه رويدا رويدا وهي تبحث بعينيها حائرة بتلك المساحات الشاسعة فحينما ذهبت معه للاسطبل سلكوا باب جانبي من مكتبه فما هي الا مسافة صغيرة حتى وصلوا إليه وهي الآن تخطو بين مساحات كبيرة للغاية لا تعرف طريق قد يودي بها اليه استمعت لصوت صهيل خيل قادم من الاتجاه الذي تسلكه فتأكدت بأن وجهتها صحيحة فوجدت من أمامها مساحة شاسعة تحفها سرداب من الخشب ليصنع مساحة خاصة للخيل رفعت صوتها وهي تتفحص المكان باحثة عنه
لم يأتيها رده وكيف سيستمع لها وهو بمكان ضخم كهذا لم تجد تسنيم حلول بديلة الا ولوجها للداخل ففتحت الباب القصير المنحدر على جنبي السرداب ومن ثم ولجت تقدم قدما وتؤخر الأخرى پخوف من منظر الخيول المريب بالنسبة إليها أو لأي فتاة قد يرهبها رؤية قط أو فأر فماذا اذا وجدت ذاتها محاصرة بعدد من الخيل الاصيل ربما لو رأت خيل واحد لا بأس فهي بالطبع تتعامل معه من على بعد تاركة باقي المهام لوالدها توقفت عن الخطى حينما لمحت فرس صغير على ما يبدو بأنه حديث الولادة لونه أبيض كبياض الثلج وجبهته ينقرها اللون البني أعجبت بيها للغاية فلم تستطيع الا تقترب منها وتلامس جلدها الناعم فتحت تسنيم الباب الصغير الذي يفصل الفرس الصغير عن باقي الاسطبل ومن ثم مررت يدها على جلده بابتسامة حنونه راق لها هذا الفرس كثيرا وخاصة بأنه مسالم اړتعب قلبها فجأة حينما استمعت لصهيل قوي غاضب يأتي من خلفها ففور ان استدارت وجدت الخيل الذي يلقبه آسر ب همام يرفع قدميه تجاهها ڠضبا تراجعت للخلف پخوف وهي تحاول أن تتفاداه ولكنه كان يتبعها ومازال يرفع قدميه عن الارض بحركات مندفعة عڼيفة رفعت يديها معا لتحمي وجهها وهي تصرخ بفزع وحينما استمعت لصوته رفعتهما لتجده يقف أمامه ويتمسك بقدميه ومن ثم دفعه للخلف وهو يصيح بها بانفعال
تراجع الفرس للخلف قليلا وكأنه شعر بالأمان على ابنه الصغير لوجود فارسه فعاد ليقف جوار فرسته الجامحة مهجة وهو بتأمل صغيره عن بعد أسرع آسر تجاه تسنيم ومن ثم عاونها على الوقوف وهو يتساءل بلهفة
_انتي كويسة
أومأت برأسها عدة مرات وعينيها تتابع همام پخوف والأخر يتابعها بنظرات حائرة لا يعرف كيف أتت الى هنا ولكنه سعيد لرؤياها مجددا انتبهت تسنيم لنظرات آسر لها وليديه التي مازالت تتمسك بها خشية من أن تسقط من جديد فتراجعت للخلف وهي تعدل حقيبتها الصغيرة بخجل ومن ثم قالت بتوتر
حديثها المرتبك كان غير مرتب يعكس ما تشعر به من حرج وتوتر نعم فهم من مغزى حديثها مهمة أبيه الماكرة ولكنه احب ذلك كثيرا تحرر لسانه ناطقا باتزان
رسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها فرأته يخرج من السرداب الصغير فقالت بفزع
_حضرتك رايح فين
ابتسم على خۏفها البادي على وجهها قبل ان يتبع صوتها فأشار لها
_هجيب كرسين وأجي متقلقيش همام مش ممكن يهاجمك تاني كده عرف انك تخصيني.
رفعت يدها ومازالت نظراتها تحوم بين همام ومهجة فوجدتهما هدئين متقبلين لوجودها برفقة آسر فمررت يدها على جسد الصغير بفرحة غمرتها ومن ثم قالت بإعجاب شديد
_ما شاء الله جميل اوي.
تعمق بالتطلع لها قبل أن يخرج صوته الرخيم
_إختاريله أسم بقا.
نظرة مرتبكة تقابلت مع نظراته الفاتنة بجمالها فازدرت ريقها وهي تجيبه بارتباك
_مش عارفة بصراحة.
قال ومازالت نظراته متعلقة بها
_حاولي.
سحبت نظراتها المتعلقة به ومن ثم تأملت الصغير وهي تردد بابتسامة صغيرة
_ممكن برق..
ابتسم وهو يردد
_مش هيكون اسمه غير كده.
اصطبغ وجهها بلون حبات الكرز وهي تتطلع له بتوتر فنهضت وهي تعدل حقيبتها ثم قالت
_همشي بقا عشان معاد القطر.
تساءل باستغراب
_مش المفروض انك هتسافري بعد يومين
اجابته وعينيها منشغلة بتأمل حقيبتها كمحاولة من التهرب من لقاء عينيه
_أيوه بس لازم أسافر عشان أطمن على حور.
أومأ برأسه بتفهم ثم قال
_طب استني لحظة هجيب من والدي الملف اللي كان