الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية الدهاشنه بقلم اية محمد

انت في الصفحة 126 من 308 صفحات

موقع أيام نيوز


حوصل عشان تتأكدي إن أهم حاجة عندي أنتي وبس يا راوية.. 
وأمسك يدها فالتفتت يسارا ويمينا وهي تهمس بخجل 
_ فهد إحنا تحت بطل حركاتك دي.. 
قرب وجهه منها وهو يهمس بخبث 
_لما تبطلي أنتي كمان حلاوتك الزايدة دي ابقى أفكر بالموضوع. 
ابتسمت بفرحة واستسلمت ليديه التي تحتضن يدها لا تعلم ما الذي دفعها بفتح أبواب الماضي بذاك الوقت بالتحديد علها تشعر بأن ابنتها هي من ستدفع الثمن باهظا لما فعلته والدتها منذ٢٥


عاما. 
وأخيرا انتهت ساعات دوامها فنهضت ترتب حقيبتها الصغيرة لتغادر قبل أن يغلق باب السكن من جديد وضعت تسنيم ما يخصها بداخل الحقيبة الجلدية الصغيرة فانتبهت لهاتفها الصغير يعود للرنين مرة أخرى رفعته لتعبث بأزراره القديم ثم رفعته على أذنيها قائلة بفتور 
_أيوه يا ماما بابا كويس ولا في أيه 
أتاها صوتها يطمنها على والدها ثم تابعت برغبتها بالإتصال بها لتخبرها بأن خالها وزوجته وأولاده أتوا اليوم بزيارة للبلد ومثلما اعتادوا سيكونوا باستقبالهم أسبوعا كاملا فقدت تسنيم النطق للحظات وهي تحاول باستيعاب ما استمعت إليه فخذلتها قدميها عن حملها فأستقر جلوسها على المقعد القابع خلفها شعرت بذات اللحظة بأن سوط الماضي يجلدها بقوة كل ذكرى ربطتها بهذا الدنيء جلدتها بقوة لتجعل جلدها ملتهب وكأنها تلقت الضړبة فعليا أغلقت الهاتف بأصابع مرتعشة وصدرها يعلو ويهبط بانفعال مجرد تذكر ذاك الشطر الخفي تعيقها الآلآم.. 
انهى عمله هو الأخر فخرج ليهبط لسيارته كاد باجتياز الطرقة المطولة أمام مكتبه ولكنه توقف حينما لمحها بالخارج تجلس على مكتبها شاردة للغاية إقترب منها آسر رافعا حاجبيه بدهشة 
_أنت لسه هنا! 
لم تنتبه له ولا لما يقول فعاد ليرفع صوته مجددا 
_تسنيم! 
انتبهت له فنهضت وهي تتساءل بتوتر ملحوظ 
_بتقول حاجة يا بشمهندس! 
قال باستغراب 
_أنتي مش معايا خالص في حاجة ولا أيه 
بارتباك قالت 
_لا آآ.. أنا كنت بحضر حاجتي ونازلة. 
وحملت الحقيبة ثم توجهت بالمغادرة لتتوقف خطاها حينما ارتفع صوته الرجولي مناديا 
_تسنيم. 
توقفت عن المضي قدما ثم عادت لتقف أمامه فأشار بعينيه على الهاتف الموضوع على سطح مكتبها التقطته وهي ترسم بسمة مرتبكة لم تنجح بإقناعه بأنها على ما يرام غادرت ومازال شبحها يلتهم عينيه طيفها مازال يلازمه بداخله شيئا يؤكد له بأن لها بقلبه شيئا! 
ابتلع الظلام الضوء بجوفه ليظل ضوئه المرصع هو القائد لتلك الليلة الحاسمة فانسدل بضوئه الأبيض على أمواج البحر المظلم ومن أمامه جلست رؤى تتأمله بأعين قاتمة تعكس ما يدور بداخلها شرودها طال لدقائق ومن ثم امتد لساعة كاملة لم تشعر بها من يراقبها من الأعلى الفتاة التي يشعلها النشاط والحماس منطفئة كالرماد الباقي من جمرات الشعلة الموقدة عادت لتشغل تفكير بدر من جديد ولكن تلك المرة مما أصابها لم يشعر بقدميه التي سلكت الدرج الجانبي حتى بات قريبا منها يقف لجوارها وبالرغم من ذلك لم تشعر به فاض به الصمت والترقب فجذبها من معصمها لتقف أمامه فانتفضت بفزع وخاصة حينما صړخ بها باندفاع 
_أنتي أيه حكايتك بالظبط من ساعة ما رجعتي وأنتي ساكتة مش بتتكلمي فيك أيه 
نظراتها وألف آه مما تحمله بين دمعاتها اللامعة بأعينها البندقية صوتها الذي كان يبغضه تمنى سماعه ليتأكد فقط بأنها على قيد الحياة فحتى الآن مازالت تتطلع له بصمت أخفضت رؤى نظراتها الياكية لتتعلق بذراعيه المتمسكة بمعصمها بقوة انتبه بدر لذاته وابعد يديه عنها ليسألها بحدة 
_أيه اللي حصلك خسړتي لسانك ولا اتقطع 
ببسمة تحمل ألم كون بأكمله قالت 
_لا خسړت الأهم منه. 
منحها نظرة مهتمة فاردفت پانكسار 
_خسرت نفسي. 
وتركته وكادت بالرحيل فجذبها لتقف أمامه مجددا ليخبرها باستهزاء ساخر 
_ومتأثرة ليه انك خسرتيها مش دي كانت رغبتك أنك تسلمي نفسك لأول شخص تحبيه! 
كلماته اللازعة عمقت من جرحها حاولت التراجع للخلف الابتعاد عنه وعن ما يفيضه من ألم تحاول العيش قليلا بدونه ولكنه حاصرها كلما حاولت الرحيل أو الهرب فعاد ليسمعها أبشع ما تتغاضاه 
_الغريب انك متأثرة جدا هو مش ده عندكم شيء عادي ولا أنا غلطان 
انهمرت دموعها فرددت بصوت مذبوح 
_سيب أيدي. 
رفض تركها وتعمد الضغط على جرحها بأوسع ما امتلكه فقال 
_لما أفهم انتي مالك بالظبط شايفك مکسورة وضعيفة ها الانسان اللي كفئتيه بنفسك طلع ما يستاهلش ولا أيه! 
انهمرت الدموع من عينيها فحاولت دفعه بكل ما امتلكته من قوة وهي تصرخ به 
_قولتلك سبني. 
ظل متمسك بمعصمها كلما حاولت التحرر ليستكمل حديثه 
_قولتلك مهما حاولتي تتشبهي بينا عمرك ما هتكوني واحدة مننا.. 
حدقت به لدقائق قبل أن تخبره بثبات رغم اڼهيار دمعاتها 
_مش عايزة أكون واحدة منكم فخور أوي بنفسك وبثقافتكم الشرقية اللي أنا كنت ضحيتها ممكن يكون تفكيري كان غلط لكن لما فوقت فوقت بعد فوات الاوان.. 
محاولته لفهم ما ترميه على مسمعه مؤلم أكثر مما قد يخيل له تحررت اصابعه رويدا رويدا حتى صارت حرة طليقة أما هو فوقف محله يحاول محاربة عقله الذي خمن معاني كلماته هل من المعقول أنها تعرضت لحاډثة إغټصاب مثلما اوحت كلماتها أم انه طعم جديد لتوقعه في شباكها! 
الرغبة بالإنتقام عجلت
 

125  126  127 

انت في الصفحة 126 من 308 صفحات