رواية الدهاشنه بقلم اية محمد
قبضته المحاطة بجلد رقبته وهو يصيح به
_وصلت بك الوقاحة لكده أنت ډمرت كل حاجة عملناها.
تدخل آسر على الفور ليحيل بينهما فقال بحزم
_خلاص يا أحمد اللي حصل حصل.
لم ينصاع إليه وحاول أن يمسكه من جديد وهي ېصرخ باندفاع
_أبقى قابلني لو عرفت تحل اللي أنت عملته.
وقف آسر مقابله ليصده للخلف وقد إرتفعت نبرته بعصبية شديدة
انتقلت نظراته إليه ثم قال بإلم
_وأنت شايف حالتها تسمح بكده!
بصرامة أجابه
_قولتلك خلاص إقفل الموضوع.
_في أيه صوتكم عالي ليه كده
كلمات لاهثة خرجت من عبد الرحمن الذي أتى ككل صباح فهرول للأعلى حينما استمع لصوت شجارهم الصاخب وفور رؤيته دفع آسر أحمد بيديه تجاهه وهو يشير إليه
لم يستوعب ماذا يحدث بينهما ولكنه تفهم بحاجة آسر لإبعاده بذاك الوقت فجذبه للأسفل عنوة فأغلقآسر الباب ثم دنى ليجلس قريبا منه طافته نظراته قبل أن يسأله بهدوء
_أيه اللي حصل يا يحيى وليه عملت كده
رفع عينيه الحمراء من أثر كبته لدموعه المتحجرة فترة طويلة ليخرج صوته الشاحب كحال قلبه
ضيق عينيه وهو يتساءل بدهشة
_عملت أيه
أخذ يحيى بقص ما حدث على مسمع آسر الذي تفهم ما دفعه لفعل ذلك فقال پغضب
_بلغ أخوها بوساختها لو معرفش يربيها يقعده جانبه.
قال بحزن شديد
_والدتها ممكن تروح فيها لو عرفت حاجة زي كده أنا كفايا عليا إني طردتها من المكتب وخلاص.
_معتقدش إن البت دي هتسيبك في حالك يا بحيى لازم تعملها وقفة وحاجز قبل ما تفكر تأذيك تاني.
شرد بحديثه المتعلق بها ولم يفق الا على صوت إلهام الباكي
_ماسة فاقت بتصرخ وبتعيط وأنا مش عارفة أعملها أيه يا أستاذ يحيى.
ابتلع تلك الغصة المؤلمة التي عصفت برئتيه فور سماعه لما قالت فإنتقلت نظرات لآسر الذي حثه على النهوض قائلا
أومأ برأسه بهزة خاڤتة ثم تحرك تجاه غرفتها يقدم قدم ويؤخر الأخرى حتى ولج للداخل..
بالأسفل..
فتحعبد الرحمن باب الشقة ثم دفعه للداخل بحدة من عدم استجابته إليه
_اللي بتعمله ده غلط يا أحمد معرفش أيه اللي حصل بينكم بس مهما كان مينفعش تتكلم بالأسلوب ده معيحيى.
_ما أنت متعرفش هو عمل أيه
رد عليه بعقلانية
_ومش عايز أعرف بالعقل والتفاهم الأمور هتتصلح لكن مش بالخناق وعلو الصوت يا أحمد.
خرجت تالين على صوتهم المرتفع فدنت منهما تتساءل في حيرة
_في أيه بتتخانقوا ولا أيه
ظهرت فاتنة القلب من أمامه فارتج ثباته أمامها تبا لتلك الأعين التي هوست التطلع لها وبالرغم من مراقبته بكل شاردة وورادة تخص تعابير وجهها الا أن شروده لم يمكنه من سماع حوارها المتبادل مع أحمد الذي يؤكد لها بأن الأمور على ما يرام لمحته تالين فتسللت تلك الربكة الخاڤتة لدقات قلبها فتوترت نظراتها تجاهه ثمة شيئا بداخلها يشعر بالرضا من نظرات إعجابه إلى أن أفاق لنفسه فقال وهو يتهرب من مرمى بصرها
_يلا يا أحمد غير هدومك عشان ننزل المصنع.
إنصاع له أخيرا فتركهما وولج للشقة فترك بابها مفتوحا وحينما أختلت الطرقة الفاصلة بين الشقتين بهما إرتبكت فشددت على أصابعها بتوتر بحث عن كلمات مناسبة يفتتح بها الحوار بينهما فبدا كالأبله حينما قال
_عاملة أيه
أجابته على إستحياء
_بخير الحمد لله..
وأضافت بخجل
_وأنت كويس.
هز رأسه بابتسامة ساحرة فأومأت برآسها ثم أشارت على باب الشقة وهي تدنو منه بتعثر
_هشوف حور فين.. عن إذنك.
راق له خجلها وذاك التشتت الذي طغى عليها فأشار لها بثبات ببطء شديد أغلقت الباب وكأنها بحيرة من أمرها بأن تغلقه والأخر مازال بالخارج أو تتركه مفتوحا فالحالة التي تستحوذ عليها مذرية للغاية أغلقته ومازالت تسأل ذاتها هل تصرفها صحيح أما ماذا
حتى عقلها استحضر ردودها عليه ليؤنبها على حمقاتها بالرد المختصر ولكن عادت لتشير بعدم مبالاة مصطنعة
_الله وأنا هصحبه يعني قالي عاملة أيه قولتله كويسة وإنتهينا!
وتوجهت للمطبخ لتتسع ابتسامتها وهي تتأمل السفرة العامرة من أطيب وألذ الطعام وخاصة كعك البرتقال الشهي الذي يميز حور فانتهت الأخيرة من وضع القهوة على السبرتاية الذهبية لتردد براحة
_كده كله تمام.
اقتحم صوتتالين المطبخ حينما تساءلت بذهول
_أيه الجمال ده كله يا حور
ارتسمت بسمة مشرقة لا تفارق شفتيها الوردية
_بنت حلال كنت لسه هدخل أصحيك يلا اقعدي إفطري عما أصحيتسنيم..
ضيقت عينيها باستغراب
_تسنيم مين
اجابتها وهي تدنو من باب البراد لتخرج زجاجة من المياه
_دي صحبتي وبايتة معايا من امبارح فرصة اعرفكم على بعض ده أنا قرفها بيكي وبالكلام عنك.
قالت وهي تتذوق قطعة من الكعك
_ياريت..
وبالفعل تركتها وولجت لغرفتها فوجدت تسنيم ترتدي حجابها أمام المرآة وتستعد للخروج فحملت حقيبتها سريعا ثم قالت بإصرار
_مفيش خروج من غير فطار يا هانم.
عقدت تسنيم الحجاب حول رأسها جيدا ثم قالت بضجر
_يا بنتي قولتلك ماليش