رواية الدهاشنه بقلم اية محمد
في محاضرات فيتاني وكنت بجبها من صاحبتي.
منحها نظرة قاسېة طوفتها من شعرها حتى أخمص قدميها ليختمها بقوله الحازم
_محاضرات أيه دي اللي الساعة١١ أنا مش قايلك أخىك برة الساعة ٨ ٨ونص!
بترت الكلمات عن لسانها فمررت يدها على جبهتها في محاولة بائسة للتصدي له فقالت
_الوقت سرقنا وإحنا بنتكلم.
_ويا ترى بقا أخدتي إذن حد من رجالة البيت اللي فايقين للأمانة اللي برقبتهم
كان سؤالا ساخر لمن يقف خلفه فخشى بدر أن تتطور الأمور للأسوء وخاصة بعد أن اشتعلت النيران بمقلتيه فقال
_أخدت إذني بس أنت مسألتش عشان أقولك هي فين
_لو طلعت بتداري عليها غلطها يا بدر صدقني ردي على التصرف ده مش هيعجبك.
رد بثبات مصطنع
_أنت مكبر الموضوع ليه يا آسر إتاخرت بره شوية ومش هتكررها تاني عادي يعني بتحصل!
_مهي مش هتتكرر تاني والا وقسما بالله ما عادت هتعتب برة البيت ده خطوة واحدة وترجع البلد أحسنلها حور أهي عمري ما جالي شكوة منها ولا شوفتها راجعة متأخر من بره!
وبحزم أضاف
_من هنا ورايح مفيش دخول ولا خروج الا بأذني أنا حتى لو كنت مسافر أو مش بالبيت سامعة
لطف يحيى الأجواء حينما أشار على المائدة
_أيه يا جدعان الكلام أخدكم والأكل زمانه برد.
وجذب أحد المقاعد ليعاون ماسة على الجلوس ثم جلس مقابلها أما حور فجلست جوارها من الناحية الأخرى لتطعمها بحنان جلس بدر مقابلهم ومن جواره جلس آسر الذي أشار لأحمد بدهشة
قال وهم بالتحرك تجاه غرفتها
_هشوف روجينا وراجع.
أشار له آسر بتفهم فإن كان قد قسى عليها لابد من وجود من يمنحها العاطفة ويوضح لها سبب هذا الجفاء حتى لا
تزداد الأمور سوءا وضع يحيى الهاتف على الطاولة بضيق شديد فسأله آسر باستغراب
_في أيه يا ابني مالك
قال بضجر
_عبد الرحمن قالي ساعة وهجيلك عشان نطلع المطر وبقاله أكتر من ساعتين مختفي وموبيله مقفول.
_هتلاقيه في مكان مفيهوش شبكة أو يمكن يكون بيطمن على والدته.
ثم عاتبه قائلا
_وبعدين أنت مكنش ينفع تطلبه في مشوار زي ده أنت مش عارف ظروف والدته وإنه مش بيتحرك من جنبها!
تعلقت نظرات يحيى ببدر الذي تصنع إنشغاله بتناول الطعام فقال وهو يمضغ ما بفمه
_بمناسبة موضوع والدته ما تحاول يا آسر تقنع الكبير إنه يسمحلها تقعد بالسرايا أنت عارف ظروف شغلنا وبيضطر يسافر كتير ويسبها ومهما كان هي بالنهاية مرات عمنا ولا أيه
هز رأسه وهو يشير له
_حاضر هكلمه.
منحه ابتسامة صافية فقاطعهم الجرس الذي دق مرتين متتاليتين فأسرع بدر بفتحه ليجد ابن عمه من أمامه يخبره بضيق
_أنتوا هنا وأنا قالب الدنيا عليكم فوق وتحت.
أشار له يحيى بالدخول قائلا
_حماتك بتحبك تعالى.
ولج عبد الرحمن للداخل وهو يردد بسخرية
_مهي طول عمرها بتحبني.
واتسعت ابتسامته حينما وجد آسر يجلس من أمامه فرفع كفيه ليصافحه بحرارة مرددا
_الدنيا بتبقى بؤس هنا من غيرك وعهد الله.
تسللت الإبتسامة على ثغره لتمنحه وسامة لا تليق سوى به
_اركن بس جنب أخواتك وبعدين نشوف حكاية البؤس دي.
إنصاع له وجلس جوار بدر ليقابل حدة نبرةيحيى
_أنت يالا مش قولتلي ساعة وهكون عندك الساعة بقت ١١والطايرة هتوصل ١٢ونص هتحرك أمته!
أجابه بعدما جذب الطبق وأحد الملاعق ليبدأ بتناول طعامه
_الا معاه ربنا ميقلقش يا عمهم أحنا وحوش الأسفلت ساعة زمن وهتكون قدام المطار واقف وماسك يافتة عريضة مكتوب عليها ويلكم تو إيجبت.
تعالت الضحكات الرجولية فيما بينهما ليشير لهم آسربصرامة مصطنعة
_لا كلام على طعام يا سادة إنجزوا عشان تلحقوا مشواركم.
وضعت حور قطع الدجاج المشوي مقابل كلا منهما فأشار لها عبد الرحمن بتلذذ
_أنا مجيش هنا وأكل حاجة من أيدك الا وتبقى خطېرة يا حور بجد تسلم أيدك.
ابتسمت وهي تضع له المزيد
_الف هنا.
رد عليهبدر بضجر
_إمروعوها علينا بقا معتش هتعملنا وكل خالص.
لوت شفتيها پغضب فلكزه آسر ثم قال بإعجاب
_الأكل بيتكلم عن نفسه إتشملل إنت ياخويا وهاتلنا طباخة فيف ستار!
تعالت ضحكات حور پشماتة أما يحيى وعبد الرحمنتعلقت نظراتهم الحزينة به ليلاحظ كلا منهما تهجم معالمه الحاقدة على تذكره لما يخصها دقائق مبسطة وانتهى عبد الرحمن من طعامه فأشار ليحيى بتتبعه ليغادروا سويا للمطار.
طرق أحمد الباب مرة تلو الأخرى قبل أن يدلف للداخل وجدها تجلس على الفراش أمام الشرفة التي تحده الصمت والحزن يغلفها معا بحث بعينيه عن أحد المقاعد ومن ثم جذبه ليجلس جوارها تحلى بالصمت قليلا ثم قطعه قائلا بصوته الرخيم
_آسر خاېف عليكي متزعليش منه أنت المفروض تاخدي بالك من مواعدك