رواية الدهاشنه بقلم اية محمد
ثم هبط ليتجه لشقة الشباب ليخرج مفتاحه الخاص ثم دثه بالباب ليدلف للداخل باحثا عنه وجده جالس جوار الشرفة يتطلع على المارة بنظرة ساهمة وكأنه يحاول أن يستكشف نفسه بأوجه من أمامه منحه نظرة حزينة قبل أن يقترب ليقف جواره فجلى أحباله الصوتية قائلا
_واقف كدليه يا بدر
تسللت بسمة صغيرة لثغره وهو يجيبه باستنكار
قال بعدم مبالاة
_وماله تيجي وتشرف بيت الكبير عمره ما بيتففل في وش الغرب هيتففل في وش اللي مننا!
منحه نظرة قاتمة فاستكمليحيى حديثه بإتزان
_اللي فات انتهى مع سفرها يا بدر حاول تنسى وبص لقدام حب وإتجوز وإنساها لا هي شبهنا ولا إحنا شبهها.
هز رأسه بإقتناع ثم جذب جاكيته الأسود من على المقعد المقابل له ليشير بيديه
اتبعه للخارج ثم دق جرس الشقة المقابلة له فخرجتحور بالأكياس المغلفة ثم أشارت بغمزة مرحة لأخيها
_عملت حسابك.
منحها ابتسامة صافية ليتبع يحيى للأسفل ثم صعد بسيارته ليغادروا سويا لمصانع عائلة دهشان.
عاد بفرسه الجامح كالفهد لمنزله فسلم لجامه لأحد العاملين بالأسطبل الخاص بعائلته ثم ولج للداخل لتحوم عينيه المكان بأكمله باحثا عن والدته أو أي أحدا تسللت رائحة الخبز الطازج لأنفه فأتبعها بابتسامة مشرقة حينما وجد جدته تجلس أرضا ولجوارها زوجات أعمامه يعدن العجين الطازج على المطرحة الخشبية ومن ثم تلتقطه منهما والدته لتضعه بالفرن المصنوع من الطين فعلى الرغم من إمتلاكهما لثروة لا تعد ولا تحصى الا أن جدته مازالت تتمسك بالعرف القديم مازالت تؤكد لهما بأن الخبز الذي يعد بذاك الفرن له مذاق خاص جلس آسر لجوارها ومن ثم امسك بيدها لتنتفض بفزع
ابتسم وهو يشاكسها
_أنت لسه شباب يا نينا ولا أيه يا عمتو
ضحكت ريم وهي تؤكد لها
_امال طب ده أنتي كيف البدر في تمامه.
اتسعت ابتسامة هنية حتى كشف عن أسنانها القليلة التي تتحلى بفكيها ثم قالت باستهزاء
_هتأكلوا بعقلي حلاوة أنت وهي إياك!
تداخلت راوية بالحديث المرح فيما بينهما قائلة باحترام
وكالعادة لم يخلو الحديث من مشاركةنادينبحديثهما حينما قالت
_أنتي بس يا حاجة لو تسمعي كلامي وتلعبي شوية زومبا تروشك هترجعي شباب من أول وجديد.
تساءلت باستغراب
_زومبة دي أيه هي قمان
إنفجرت راوية وآسرمن الضحك فتماسك وهو يخبرها بصعوبة
رفعت حاجبيها باستنكار
_هو في يا ولدي زي شادية وأم كلثوم كل ده مسخرة وميتسمعش واصل.
هز رأسه بضحكة يحاول التحكم بها فقاطعهما أحمد الذي جلس على الحصير ليضع السمن البلدي والجبن من أمام نوارة وريم مشيرا لهما بيديه
_أهو جبتلكم المطلوب عشان تظبطوني في كان أبوري فلاحي معتبر.
_بس إكده عنيا ليك يا ولدي.
أضافت هنية بحزم
_كتري شوية عشان يأخدوا منه للعيال وهما نازلين مصر.
أشارت لها بحب
_عنيا يا حاجة.
ولج أحد الخدم للداخل ثم
وضع عينيه أرضا ليحفظ حرمة بيت كبيره قد وضع عدة قوانين لا يتخطاها الصغير قبل الكبير ليبلغهما سريعا
_الكبير عايزك بالمندارة يا بشمهندس آسر .
رد عليه بدهشة
_عايزني أنا!
أومأ برأسه فنهضآسر عن الأرض ثم لحق به ليرى ماذا هناك ولج للمندارة باحثا عنه حتى وجده يجلس على مقعده بهدوء مخيف إقترب منه وهو يتساءل بحبور
_حضرتك طلبتني
رفع فهد حدقتيه تجاهه فسكن الصمت فيما بينهما قليلا ثم رقع عكازه ليطرق به على المقعد الخشبي من جواره
_إقعد.
بهدوء إنتقل للمقعد الذي أشار عليه ومن ثم جلس ليتطلع له باهتمام لمعرفة سبب منادته له عاد الصمت ليستحوذ عليهما من جديد إلى أن مزقه فهد قائلا
_مالك ومال وهدان المغازي يا ولدي
ابتلع ريقه الجاف وهو يحاول السيطرة على انفعالاته بحضور والده ثم قال بتريث
_هو اللي بدأ يا كبير وأكيد اللي بلغك بلغك باللي حصل كله.
نهض وهو يطرق بعصاه الانبوسية الأرض بطرقة قوية تدل على غضبه
_اللي حصل ده ميتكررش تاني أني مش مستعد أخسرك أنت كمان!
نهض آسر هو الأخر وقد احتدت لهجته دون أن يعي لذلك
_لا هيحصل مرة واتنين ومليون لو أي حد حاول يهين فرد من الدهاشنة وأنا مش ضعيف ولا جبان عشان اسمعه بيتمسخر عليا وأقف ساكت!
صاح فهد بانفعال
_ومين قالك إني هسكت لو كنت جيت وخبرتني كنت طربقتها فوق دماغه ودماغ اللي جبوه لكن وأنت بعيد.
بتحكم عظيم بغضبه قال
_وأنا مش عيل صغير عشان أجي اشتكيلك من حد أزعجني أنا أعرف أرجع حقي ازاي وأوقف كل حد عند حده.
احتدت نظرات عينيه ليشير له پغضب جامح
_بتتحداني إياك
باحترام أجابه
_ما عاش ولا كان اللي يتحدى كبير الدهاشنه بس حضرتك مزرعتش فينا الجبن ولا ربتنا على كده منتظر مني أعمل كده ودلوقتي
أخفى بسمة إعجابه خلف صلابته ووجوم وجهه فأشار له بهدوء
_اسمع يا ولدي المغازية بيحاولوا يأخدوا علينا أي سبب عشان العهد اللي بينا ينقطع والدم يرجع يسيل تاني بين العيلتين فمتبقاش أنت السبب ده..
هز آسر