رواية الدهاشنه بقلم اية محمد
من كبار رجال الصعيد فأكيد طباعها شرقية يعني لوكل جدا أختارلك حد غيرها وأنا اوعدك هظبطلك الدنيا..
بعند كبير أضاف
_مش عايز غيرها حتى لو هتقدملها رسمي..
جزت على أسنانها بضيق شديد فتهربت بكلماتها التي أخفت ما تضمره لها
_طيب خلاص في رحلة لاسكندرية كام يوم هحاول اقنعها تطلع واهي فرصة تتقربوا من بعض أكتر..
_أحبك وأنت فاهمني..
بمنزل الكبير..
وبالأخص بغرفة راوية..
ولج للداخل فخلع عنه العمة ثم الجلباب ليجذب بنطال من القطن المريح وتيشرت واسع يليق بعمره ثم خرج للشرفة ليجدها تجلس على المقعد وتتأمل الأشجار من حولها بشرود تنحنح بحشرجة خشنة علها تنتبه لوجوده فوجدها تتجاهله عن عمدا أفترت شفتيه عن ابتسامة صغيرة ليجذب أحد المقاعد ثم وضعه ليجلس جوارها طال السكون ومازال يتطلع لما تتأمله حتى تحرك فكيه ناطقا
استدارت بجسدها تجاهه لتخرج ما بجعبتها
_كل حاجة ليها وقت يا فهد أنت عايزه يمسك مكانك ويتعلم كل حاجة في يوم وليلة الولد من حقه أنه يختار هو عايز يتحمل العبئ ده ولا لا من حقه يعيش حياته ويخرج ويعمل اللي عايزه أنت مسيطر عليه بدرجة مخلياه مش عايش يوم لنفسه!
_هتقول نفس كلامك أن ابنك راجل محدش قال حاجة بس الرحمة حلوة وبعيد عن كل ده أسلوبك معايا قدامهم لازم يتغير أنت بتحطني في مواقف محرجة جدا مببقاش قادرة أنطق ولا اعترض!
انتظر حتى انتهت من حديثها ثم قال
_راوية أنتي لازمن تقدري أني مبقتش زي الاول عارف
أنك بتتكلمي صوح بس في حاجات لازم أكون فيها كده والا هيتقال عني معرفش أمشي داري..
_لازم تقدري اللي أنا فيه يا راوية المكانة اللي أنا فيها مش باختياري مفروضة عليا زي ما اتفرضت على اللي قبلي وأكيد هيجي اليوم وهتكون مفروضة برضه علىآسر فاللي بعمله دلوقت عشان يقدر يشيل المسؤولية ويكون أدها..
_ربنا يخليك لينا يا حبيبي..
ابتسم وهو يستمع لكلماتها التي تعيد الحياة لقلبه الملتاع فاحتضنها بعشق ويديه تربت على خصرها فقالت بتذكر
_نسيت أقولك مش خالد كلمني النهاردة وقالي ان البنات حابين يقضوا الاجازة بمصر..
_بجد يعني أخيرا هينزل من أمريكا..
غلبها الحزن
_لا هو خلاص استقر هناك هو وريماس تالين ورؤى اللي هينزلوا..
قال بترحاب عظيم
_ ينوروا الثرايا والصعيد كله..
احتضنته بعشق
_طول عمرك صاحب واجب يا حبيبي..
جذب يدها للداخل وهو يهمس بمكر
_انا كمان نسيت أقولك حاجة مهمة جووي..
تعالت ضحكاتها وهي تحاول المناص منه ولكن ولجت معه للداخل بنهاية الأمر..
بغرفة آسر
كان هائما بيومه الشاق يتذكر تفاصيله الصغيرة قبل الكبيرة وأساسياته لقاء هاشم المغازي ونهايته بذاك الرجل الغامض ذو اليد الناعمة فابتسم تلقائيا حينما توارى عليه كناية هذا الرجل الناعم عله من الچنس الخناس!
بددت ابتسامته حينما وجد هاتفه يصيح عاليا برنين بدر المعتاد أجابه وهو يفرك رأسه پألم
_خير يا ابني مش لسه قافل معاك!
استمع له بحرص شديد ثم قال
_صاحبتها مين ثقة يعني
أوضح له نسبها فأعتدل آسر بفراشه وهو يردد بدهشة
_بتقول بنت عم فضل..
_ها لا معاك طيب تمام انا نازل القاهرة بكره بليل يعني على بعد بكره الصبح تقدر تجبها..
واغلق الهاتف ليشرد من جديد بتلك الصدف الغريبة التي جمعته بأبيها بالصباح وبابنته التي تريد العمل بالمساء علها قدر يساق إليه ليبدد ظلمة الحب الاول الذي ترك لمسات مؤلمة يخشى من الحين والأخر أن يتذكرها...
بالقاهرة... وبالاخص بمكتبأيان المغازي
لف مقعده الأسود بحافة قدميه المستند على المكتب وهو يرتشف عصيره بتلذذ عجيب انتهت من تقف أمامه بقص ما يحدث معها لتنتهي بما قالته
_وأنا قولتله أني هحاول اقربه منها وأني هقنعها تروح رحلة اسكندرية قولت أسكته يعني عشان يحل عني..
توقف المقعد عن الدوران حينما لامست قدميه الارض لينهض عن مقعده ومن ثم أغلق ازرار بذلته الرمادية الأنيقة فتحرر صوته الرزين
_بالعكس هتنفذي اللي قولتيه..
قالت بتشتت
_بس آآ..
بترت كلماتها حينما حدجها بعينيه الصقرية ليتبعها أمره الناهي
_أنتي هنا عشان تنفذي اللي أقوله وبس فاهمه..
ابتلعت ريقها الجاف بصعوبة وهي تحرك رأسها بطاعة ثم غادرت على الفور ضغط أيان بيديه على مقدمة المقعد فكاد بأن يتحطم من أسفله من فرط حقده الذي يهاجم عروق مائه كنفورة من المياه التي تتصاحب وابل النيران القاټلة ليردد بشرارة ملتهبة
_هانت يا فهد!
تحرك السائق ليعود به للمنزل فتابع عمله على الحاسوب بانهاك حرر يحيى جرفاته بنفور شديد ثم فتح نافذة السيارة ليغلق عينيه بانتشاء اعاد التطلع بالخارج قائلا
_وقف العربية يا مصطفى..
انصاع له فأوقف السيارة على الفور فهبط يحيى ليتجه لمحل الالعاب الذي لمحه ثم ولج للداخل ليبحث عن لعبتها المفضلة فجذب العروس بابتسامة اشوقت عن ذكرى لمعت بكلمات مختصرة
الدكتور